نعلين - (مؤسسة عبد المحسن القطان)
"اسمي رائدة طه، من القدس، كان لي حظ البقاء على قيد الحياة رغم ثلاث حروب واجتياح إسرائيلي. طفولتي بدأت من عبور نهر الأردن مطرودة مع عائلتي تحت وطأة حرب الـ67، كنّا ثلاث فتيات، فتوجب على أبي حملنا، لنصل إلى عمان، نبقى في مكان مظلم. في القدس، كان لنا بيت وحديقة وثلاث شجرات تين. كنت أحب التين".
هذا مقطع من مقالة قرأتها الفنانة والمسرحية الفلسطينية رائدة طه في ندوة نظمها مركز المعلمين في نعلين/برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان، بالتعاون مع البرنامج العام في المؤسسة، لطالبات وطلاب مدارس المنطقة الاثنين 6/5/2019 في مقر المركز، بإدارة المنسقة الرئيسية في مسار الفنون ديما سقف الحيط.
وتحدثت طه خلال الندوة حول رحلة التهجير والمقاومة، وضروريات الصمود واستحقاقات الحرية، عن هجرة عائلتها بدافع الحروب من القدس إلى الأردن فلبنان، ومن ثم تونس قبل العودة إلى الوطن، حيث تقيم الآن في مدينة رام الله.
وتحدثت الفنانة عن طموح الإنسان الفلسطيني في تحقيق أحلامه، وبخاصة المرأة، وما يقيدها في المجتمع من ثقافة العيب المرتبطة بالخوف اللامبرر، والتحديات التي واجهتها وتجاوزتها في طريقها إلى تحقيق حلمها في أن تصبح ممثلة على خشبة المسرح، تحكي عن فلسطين وعن تجربتها الشخصية كفلسطينية فقدت الأب والوطن. كما تحدثت عن محمود درويش كقدوة ومصدر إلهام لها في مسيرتها الفنية.
تبع العرض أسئلة وجهها الطلاب والطالبات إلى طه، فمنهم من سألها عن التحديات التي واجهتها في تحقيق حلمها، ومنهم من سألها عن معلومات أكثر عن العملية التي أودت بحياة والدها أثناء شروعه في خطف طائرة إسرائيلية في مطار اللد العام 1972. كما طلبوا منها بعض النصائح للطلاب الراغبين في أن يصبحوا كتاباً يوماً ما.
وشارك في الندوة 150 طالبة وطالباً من مدارس: ذكور سعدات علان الثانوية، نعلين الثانوية، بنات قبيا الثانوية، ذكور دير قديس الثانوية، بنات رنتيس الثانوية، المدية الثانوية المختلطة، إضافة إلى عدد من الأمهات وخريجي الجامعات.