رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان – 2019/5/6):
قالت الفنانة والمسرحيّة الفلسطينيّة رائدة طه: "إن العمل الجماعيّ أساس الفن المسرحيّ الجيّد، لذلك أعتبر منظمة التحرير مدرستي في الفن، كونها تمثل نموذجاً في العمل الجماعي الفلسطيني".
جاء ذلك خلال لقاء نظمته معها مؤسسة عبد المحسن القطان، يوم السبت 4 أيار 2019 في المركز الثقافيّ للمؤسسة في الطيرة برام الله.
وتحدّثت طه خلال اللقاء الذي حاورتها فيه الكاتبة والصحافيّة نداء عوينة، عن بدايتها الفنيّة التي وصفها البعض بالمتأخرّة، إذ إنّها جاءت بعد نضجٍ سياسيّ وتجربةٍ قيّمة تغلّبت فيها على آلامها، فكانت "صفيّة" في "عائد الى حيفا" أول مرّة صعدت فيها طه على المسرح، وقدّمت دور "لمياء" في مسرحيّة "80 درجة"، وكان التحوّل عندما بدأت بكتابة مسرحيّة عن الشهيد علي طه بعنوان "ألاقي زيك فين يا علي؟" إذ قدّمتها بأسلوبٍ مونودراميّ قصّت من خلالها سيرةَ خاطف الطائرات، وقالت: "أنا ما قدرت أخطف طيّارة زيّ أبوي، فوقفت على المسرح".
وعن آخر أعمالها "شارع عباس 36" الذي عُرض في أيلول 2017 في لبنان، وضّحت طه سبب بداية المسرحيّة بالنشيد الرسمي لدولة الاحتلال "هتيكفا"، -رغم الانتقادات التي طالتها- لأنّ فهم النشيد مهّم وضروريّ في أساس فهم الأيديولوجيا التي تتبّعها دولة الاحتلال، حيث إنّ النشيد المُترجم يحملُ دلالاتٍ خطيرة لا يعرفها الذين يستمعون له، وحاولت صدم الجمهور به في بداية المسرحيّة ببثّه كاملاً ودون تشويش، للفت نظرهم له ولما يحمل من دلالات عنصرية.
وعن مستقبلها، أجابت طه عن سؤال عوينة "ماذا عن مخططّات المستقبل؟"، بأنها تستّعد عبر القيام بالأبحاث المطولّة في حيفا، لكتابة مسرحيّة عن شخصيّة فلسطينيّة معروفة رفضت الإعلان عن هويتها. أمّا عن استمرارها في هذا المجال فرأت أنّ مستقبلها يعتمد على وقوفها على خشبة المسرح، وروايتها لقصّة بغضّ النظر عن دورها فيها.
يشار إلى أن الفنانة طه ولدت في القدس، وغادرتها بعد حرب الـ67 إلى عمان، ثم إلى بيروت حيث تربّت ودرست، ثم إلى تونس، حيث عملت سكرتيرة إعلاميّة لأبو عمار، وهي ابنة الشهيد علي طه.