رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان):
نظمت مؤسسة عبد المحسن القطان فعالية بعنوان "الأرض اليوم"، اشتملت على محاضرة حول أرشيف الثورة الفلسطينية مع المخرجة الألمانية مونيكا ماورير، وعرض فيلم بعنوان "النفط الأبيض" للمخرج جودي برايس في 30 آذار، كما عرض الفيلم الفرنسي "كومونة باريس 1871 (1999)" من إخراج بيتر واتيكينز في 6 آذار في المركز الثقافي لمؤسسة "القطان"، وذلك لمناسبة يوم الأرض.
وتحدثت ماورير خلال المحاضرة التي استمرت لمدة ساعة ونصف، عن معايشتها للثورة الفلسطينية المعاصرة في لبنان خلال السبعينيات، وما اكتسبته من معرفة نتيجة عملها مع "وحدة أفلام فلسطين" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وعرضت ماورير ما التقطته من صورٍ تظهر من خلالها مراحل الثورة الفلسطينية وتطوراتها، ابتداءً من تأسيس البنى التحتية لها في السبعينيات وحتى اجتياح لبنان العام 1982، إلى انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.
كما عرضت محاكاة مشهدية عبر مقاطع فيديو التقطتها لفعاليات وتظاهرات إحياء يوم الأرض، في ذكراه الخامسة في كل من الناصرة وسخنين.
وتطرقت ماورير إلى "أهمية الأرشفة ودور الأرشيف في صياغة الهوية وحماية الذاكرة، وأهمية بناء ذاكرة موازية جديدة في ظل استمرارية الأحداث، ومقاومة محاولات عزلنا عنها باقتطاع المشهد كتاريخ جامد"، ومن هنا تحديداً جاء عملها الدؤوب لحماية ما أمكن حمايته من الأرشيف المهدد بالضياع.
وفي هذا السياق، تستعد مؤسسة عبد المحسن القطان لجمع أرشيف لأفلام الثورة الفلسطينية، بالتعاون مع المخرجة ماورير، وإتاحته مستقبلاً للجمهور من خلال عرضه في أرشيف رقمي.
واستهل منسق المشاريع في البرنامج العام أحمد ياسين المحاضرة بالترحيب بالحضور، مؤكداً ضرورة التركيز على أهمية النظر إلى العلاقة السياسية والاقتصادية التي حلت ما بين الإنسان الفلسطيني وأرضه، والتغيرات التي طرأت على هذه العلاقة وانعكست على الوضع السياسي والاقتصادي الفلسطيني، لتتبلور ضمن تفاعلات ذات طبيعة منبثقة عن الشكل الحالي بالعودة إلى تأثير الزمن.
وأضاف: تداعيات يوم الأرض لم تتوقف العام 1976، إنما هي مستمرة حتى الآن، ولأن يوم الأرض لا يشكل ذاكرة منقطعة، فإن إحياءه وفهمه يجب أن يتم ضمن سياقنا الحالي، وهذا يشكل ضرورة، ومن هنا كانت تجربة فعالية "الأرض اليوم"، للعمل على بناء هذا الفهم، وبناء تصوّر قادر على النظر بشكل تفكيكي وعميق للحالة، عبر العودة إلى الأرشيف بحثاً في الذاكرة، وبالنظر إلى ما هو آني يتابع المشهد الحالي.
إلى جانب ذلك، عرض فيلم "النفط الأبيض 2014" للمخرج جودي برايس، الذي يدور حول تشبيك عدد من الروايات عن المحاجر في الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية كمحاولة لفهم العلاقات السياسية والاقتصادية المرتبطة بالأرض، والتغير الحاصل على قيمتها، وتحويلها إلى مادة سلعيّة اقتصادية، حيث تطرق الفيلم إلى قيام الاحتلال باستغلال الأرض الفلسطينية لاستخراج الحجارة منها، من أجل بناء المستوطنات، والتوسع على حساب أراضي الفلسطينيين.
وأدار مدير البرنامج العام يزيد عناني نقاشاً بعد الفيلم حول تلك العلاقة الجدلية بين العلاقات السياسية والاقتصادية والأرض.
وفي الرابع من نيسان 2019، عرض فيلم "كومونة باريس"، الذي بين علاقة الثورة الفرنسية بالأرض، وكيف أحدثت تلك الثورة انقلاباً في قيمة الأرض من خلال الأطروحات التي قدمها "الأناركيون" حول مفهوم الملكية العامة للأرض، حاملين شعار "الأرض للجميع".