رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان)
تستعد "ساقية: فن، علوم، زراعة" لاستضافة الفنانة الفلسطينية الرائدة سامية حلبي، المقيمة في نيويورك، لمدة أسبوعين من الخامس والعشرين من شهر آذار الحالي، وذلك ضمن برنامج الإقامات الفنية الذي تنفذه ساقية في موقعها في عين قينيا.
وحلبي، أيضاً، باحثة ومؤرخة فنية، ومعروفة بأعمالها التجريدية والهندسية والتجريبية، وستعمل خلال إقامتها الفنية على إنتاج منحوتات ولوحات في موقع ساقية ومبناها، الذي يمر بمراحل الترميم النهائية، ويعود بناؤه إلى العام 1917.
وعلّقت سحر قواسمي، المديرة العامة لساقية على الاستضافة بحماس: "تقدم سامية حلبي من خلال فنها طريقة مختلفة للنظر والتحليل والتفكير في العالم من حولنا، وهي من الداعمين الدائمين لنا. وسيترك عملها في ساقية أثراً جمالياً ونقدياً ملهماً، حيث تتميز سامية بعملها الأكاديمي والنضالي ومساهماتها لدعم التعلُّم والاستكشاف التاريخي والمعرفي في فلسطين، الذي توليه ساقية اهتماماً كبيراً".
وساقية هي مبادرة مجتمعيّة فنيّة تدعمها منحة مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة"، الذي ينفذه برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطّان بتمويل من السويد. وقد أسّسها إلى جانب قواسمي الفنان والمخرج نداء سنقرط. وانطلقت ساقية بداية العام الماضي كفضاء ثقافي جديد يدمج ما بين الفنون والزراعة والعلوم، وإنتاج المعرفة وأرشفتها ومشاركتها في نموذج مستدام وقابل للمحاكاة، من خلال برنامج إقامة يتولى فيه المزارعون والحرفيون دوراً بارزاً إلى جانب الفنانين والباحثين. ويقوم المشروع على قطعة أرض في قرية عين قينيا، تبلغ مساحتها 16 دونماً، تعود ملكيتها إلى عائلة زلاطيمو.
وقد انطلقت مؤسسة ساقية بمرحلة تحضيرية تضمنت إجراء مسح ميداني للموقع والمنطقة المحيطة، وتحضير المخططات المبدئية للترميم، وبعدد من الدراسات عن النباتات والموارد البيئية والجغرافيا وتاريخ المنطقة. كما تم العمل على تنظيف البركة، وينبوع المياه، والعمل على تمهيد طريق المشاة، وترميم السلاسل الحجرية المحيطة بالبيت بالطريقة التقليدية، بالاستعانة بعدد من الحرفيين المختصين من قرية عين قينيا، وبمشاركة عشرات المتطوعين من الجامعات المحلية المختلفة. وقد تم العمل على عزل المبنى وتكحيله وتدعيمه من الخارج بشكل كامل، حيث كان يعاني من بعض المشاكل الإنشائية التي كانت تهدد سلامته.
وعملت ساقية منذ بداية العام 2018 على استضافة عدد من الفنانين والباحثين، منهم أستاذا العمارة في جامعة ويستمنستر في لندن؛ د. يارا الشريف ود. ناصر غولزاري، وهما يعملان على تطوير خطة مفاهيمية لساقية على المستوى الإقليمي، وتفحُّص مفهوم الفرص المكانية في موقع ساقية.
كما استضافت ساقية الفنانة دينا عمرو التي تبحث في موضوع الموروث المائي وارتباطه بكتابة قصص وأغانٍ مستوحاة منه، ومن المياه، والعين، والبركة في الموقع، والفنانة يارا بامية التي تقوم بعمل تجارب لصناعة حبر طبيعي من مواد من الموقع لاستعمالها في رسوماتها لاحقاً.
وتقوم ساقية، منذ بداية العام الحالي، بنشاطات وجولات أسبوعية للتعلم والاستكشاف ومناقشة بعض الأبحاث قيد العمل؛ مثل بحث الغطاء النباتي، بالتعاون مع فريق مكانيّات بقيادة د. عمر تسدل، وبحث النباتات الطبّيّة مع د. عماد حسين.
وتعمل ساقية بالتعاون مع مجلس قروي عين قينيا ومؤسسات وأهالي القرية انطلاقاً من مبدأ الشراكة المجتمعية الذي تؤمن به، وتسعى إلى تعزيزه وحشد الموارد والطاقات لتحقيق أهداف المشروع، وخلق نموذج مشرق للعمل المجتمعي الأصيل.
يُذكر أنّ المنحة التي حصلت عليها ساقية من مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة" تُسهم في تنفيذ جزء من البرنامج الفني والزراعي والبيئي لساقية، إضافةً إلى تغطية النفقات التشغيلية التأسيسية، كما تتضمن بنوداً تعزز من استدامة ساقية، وأهمها برنامج تجنيد الموارد، وتطوير الخطة الاستراتيجية، والأنظمة المالية والإدارية لهذه المؤسسة الناشئة.
الصور من أرشيف الفنانة سامية حلبي