رام الله - (مؤسسة عبد المحسن القطان – 11/3/2019):
أعلنت مؤسسة عبد المحسن القطان ومركز المعمار الشعبي (رواق)، وبالشراكة مع بلدية الظاهرية، عن إطلاق برنامج "مسار الإقامات الفنية" في الظاهرية.
جاء ذلك خلال زيارة جماعية إلى بلدة الظاهرية، نظمتها كل من "القطان" و"رواق"، مؤخراً، وتم خلالها التعرف على البلدة، والبلدية، والبلدة القديمة، والنزل.
وسينظم خلال البرنامج الذي سيستمر من 10 آذار وحتى 30 نيسان، 7 إقامات فنية في بلدة الظاهرية، لـ8 فنانين فلسطينيين من حقول فنية متنوعة، وهم: محمد صالح خليل، سليم أبو جبل، باسل نصر، رؤوف حاج يحيى، ريما عيسى، عيسى غريب، رنا بشارة، فداء عطايا.
وفي كل إقامة، سيقيم فنان لمدة تتراوح بين يومين وأسبوع كامل في "النزل" في الظاهرية، وخلال هذه الفترة سيقدم الفنان لقاءات مع مجموعة من أهالي البلدة بحسب تخصصه، وفي نهاية كل إقامة يتم إنتاج عمل فني مشترك مع المشاركين.
وقال رئيس بلدية الظاهرية راتب الصبار خلال استقباله للمجموعة: "إن هذه الأعمال والمشاريع هي من أفضل ما يمكن تقديمه للبلد، فهي تعمل على رفع ثقافة الشباب والأهالي، ليس بالبرامج المألوفة فقط، وإنما عبر تقديم مشاريع فنية وثقافية. ولهذا نشكر مؤسسة عبد المحسن القطان لاهتمامها بهذا الجانب. ومن إيماننا بأهمية هذه الإقامات، ستضع البلدية كل طاقاتها لمساندة وإنجاح الإقامات".
وجرى اختيار الظاهرية للإقامات لاحتوائها على معالم تاريخية وأثرية، ولقلة الاهتمام بها لبعدها الجغرافي عن المركز الثقافي والسياسي.
وحول ذلك، قالت شذى صافي المدير المشارك في رواق: "إن الظاهرية هي واحدة من القرى الخمسين التي يعمل عليها رواق، بهدف ربطها بالمناطق الأثرية المحيطة، وذلك ضمن محاولته عبر التراث والهوية، ربط هذه المناطق وتحدي الشرذمة التي تعاني منها، وبذلك كانت مبادرة مؤسسة عبد المحسن القطان "مسار الإقامات الفنية" داعمةً لهذا التوجه".
وقال الفنان التشكيلي محمد صالح أحد المشاركين في مسار الإقامات: "كان السؤال دائماً منا نحن كفنانين فلسطينيين هو كيف يمكن أن تتاح لنا فرصة التواجد في قرى فلسطينية؟ ومن بإمكانه تأمين هذه التجربة لنا في جغرافيا فلسطينية منسية، ندرسها ونرسمها. وهذا ما يوفره المسار، فقد أتيحت أخيراً للفنان الفلسطيني فرصة التعرف على أهله، ويتفاعل الفنان مع الإقامة المحلية داخلياً وعاطفياً بشكل أكبر، ويعطيها أكثر بولاء وانتماء".
وأضاف منسق مسار الإقامات في "القطان" جوني قرط: "هناك تركيز ثقافي ومعرفي في مناطق تفرض نفسها على أنها مركزية، ومن منطلق أن الثقافة ليست حكراً على أحد، أو حكراً على منطقة معينة، جاء المشروع مستهدفاً مناطق بعيدة عن هذا المركز. هذه لم تكن التجربة الأولى، فقد قمنا بمشروع سابق في عصيرة الشمالية في نابلس، وفي هذا العام تم اختيار بلدة الظاهرية، وقد لاقى الترشيح حماساً وترحيباً كبيرين من الفنانين، الذين سيعملون، بدورهم، على محاولة تدريب وإنتاج أعمال فنية بالتعاون مع أهالي البلدة، فهذه فرصة لبلدة الظاهرية لطرح نفسها على الساحة الثقافية وتقديم مساهمتها في الإنتاج المعرفي في فلسطين".
يشار إلى أن برنامج مسار الإقامات الفنية يهدف إلى نزع صفة "المركزية" عن الإنتاج الثقافي، من خلال نقله من المراكز الحضرية الرئيسية إلى التجمعات السكانية المهمّشة. كما يسعى البرنامج إلى توجيه الاستثمار الثقافي والفكري إلى هذه المناطق، من أجل غرس بذور التغيير الثقافي في المجتمع، ويستهدف هذا البرنامج أهالي البلدات، وينفَّذ بالشراكة مع مركز المعمار الشعبي (رواق) لتوفير الفضاءات التي تقام فيها الإقامات.