رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطّان):
اختتم برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان، السبت 9/3/2019، ورشة كتابة نصوص الخيال العلمي، مع الكاتب البريطاني كالوم كوبلي، وبالشراكة مع "تصاميم مجردة من فلسطين"، للمعلمين المنخرطين في برامج القطان في مجال الدراما والعلوم والطفولة المبكرة، وامتدت الورشة على مدار ثلاثة أيام في مجمع رام الله الترويحي.
واستعرض كوبلي أنواع نصوص الخيال العلمي وكيفية بنائها وتطوير أحداثها وشخصياتها وأمكنتها، كما فرّق بين نصوص الفانتازيا، التي تضم أموراً مستحيلة الحدوث، والخيال العلمي، التي قد تتماشي مع الحقائق العلمية أو تبني عليها.
وأوضح أن نصوص الخيال العلمي هي محاولة لبناء عالم مستقبلي على غرار عالمي "اليوتوبيا" المثالي أو "الديستوبيا" البائس، مشيراً إلى مجموعة جوانب يجب أخذها بالحسبان كالجوانب العلمية والجغرافية والاجتماعية والثقافية والسياسية. ونوقشت هذه الجوانب من خلال نماذج من بعض الأفلام والمسلسلات الشهيرة، مثل صراع العروش، وحرب النجوم، وأفاتار.
وقالت منسقة مسار الفنون في التعليم ديما سقف الحيط: إن برنامج البحث والتطوير التربوي يعمل مع المعلمين بأكثر من سياق لتطوير منهجياتهم التعليمية، وحالياً نعمل على دمج الفنون بالعلوم، ومن خلال هذه الورشة نختبر إمكانية حضور العلوم في السينما وكتابة القصص.
من جانبها، اعتبرت المعلمة صافيناز العجوري، أن استخدام قصص الخيال العلمي في العملية التعليمية يشجع الطالب على التفكير والتخيّل. وعلى الرغم من أن لديها تجربة في كتابة قصص الخيال العلمي، إلا أنها اعتبرت أن الورشة أضافت إليها أدوات لكتابة قصص خيالية جذابة تمرر من خلالها معلومات علمية لطلابها.
وتمكن المعلمون من كتابة مجموعة من نصوص الخيال العلمي التي أطلقوا فيها العنان لخيالهم، من خلال تمارين جماعية وفردية متنوعة، كتمرين تخيلوا فيه أنفسهم فضائيين في كوكب خياليّ، تحرَّرَ حديثاً من احتلال البشر، يحاولون اكتشاف وطنهم وبناءه من جديد.
وفي تمرين آخر، دفع كوبلن المعلمين لخلق قصصهم الخاصّة عن عالم المستقبل، من خلال مجموعة توجيهات عامّة، فكتبت المعلمة لبنى حجازي عن عالم ينعدم فيه التواصل الإنساني المباشر ليحل محله التواصل الإلكتروني، وما يترتب على ذلك من بروز المظاهر الكاذبة على حساب المشاعر الحقيقية، وهنا تروي حجازي قصة ولد يحاول مقاومة هذا العالم بمساعدة جده ومجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصّة حافظوا على التواصل الإنساني فيما بينهم.
وكتبت المعلمة عائشة أبو عرقوب نصاً عن دولة افتراضية تدعى سيرونا، تقرر العام 2050 بناء جدار يحيطها من كل الجهات، بما يشمل سقفاً يحجب السماء عن السكّان، وهنا يظهر صراع بين بطلي القصة، فأحدهما عالم يحاول التخلص من انعكاسات الجدار على صحة السكان ومشاعرهم، والآخر يقود ثورة لتحطيم الجدار نفسه.
وفي قصّة ثالثة، كتبت نسرين صبيح عن عالم افتراضي تتمكن فيه التكنولوجيا من تحديد مواصفات الأجنة بشكل دقيق، ما يخلق بعد مئة عام أفراداً متشابهين بالشكل والتفكير وطرائق العيش، وهو عالم ممل تنقصه الروح والتنوع.
وقال كوبلي إن الخيال العلمي طريقة جيدة للتفكير بالمخاوف من المستقبل والآمال منه، وتمارين الكتابة التي طُبقت مع المعلمين هدفها توظيف قدراتهم على التخيل، ودفعهم إلى التفكير خارج المألوف واستحضار الأفكار من اللاوعي.
واعتبر كوبلي أن النصوص الناتجة عن الورشة كانت مذهلة، وأن لدى المعلمين المشتركين خيالاً واسعاً جداً.
وأشار القائمون على الورشة إلى أن استوديو العلوم، الذي احتضن الورشة، يبحث إمكانية أن تقود النصوص التجريبية التي كتبها المعلمون، إلى ورش أخرى لتحويلها إلى سيناريوهات أفلام، ثم الانتقال إلى إنتاج هذه الأفلام حتى تكون نماذج تعليمية غير تقليدية في المستقبل.