غزة -(مؤسسة عبد المحسن القطّان - 6/2/2019):
بدأ طلبة مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية" في خان يونس، مؤخراً، تصوير فيلم وثائقي يعالج قضايا اجتماعية بارزة في قطاع غزّة ضمن المشروع الذي ينفذه برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).
وقبل شروعهم بإنتاج الفيلم، انخرط نحو 40 طالباً وطالبة من المرحلتين الإعدادية والثانوية في لقاءات وتدريبات مكثفة، على مدار عام ونصف العام، ناقشوا خلالها أهم القضايا التي يعيشها مجتمعهم ونظموا لقاءات لبحث هذه القضايا، والتعمق فيها مع مختلف الأطراف المجتمعية.
واختار الطلبة التعبير عن نتاج عملهم التراكمي عبر فيلم وثائقي يعيد إنتاج الواقع بشكل فني، ليشكل بداية لحوار مجتمعيّ حول القضايا الخمس التي اختاروا التركيز عليها، وهي: الصرف الصحي والبحر، المساحات الخضراء، قلعة برقوق، العشوائيات ونهر البارد، قرية البدوية.
ويوثق الفيلم، كذلك، لتجربتهم في بحث واستقصاء واقع خان يونس، إلى جانب اكتشاف ذواتهم والوعي بها، وإعادة إنتاج الواقع من منظورهم الخاص، دون إهمال وجهة نظر الآخر. ويشرف على إنتاج الفيلم المخرجان منتصر السبع وعبد الرحمن حسين.
وبُني السياق الدرامي في الفيلم على مفهوم أن الطلبة هم الباحثون، والكاميرا عين للبحث، من خلال الصورة نرصد دورهم في المشروع وبحثهم عن القضايا، من جهة، ومن جهة أخرى، تكشف الكاميرا القضايا المجتمعية في مدينة خان يونس.
وتلقى الطلبة، الذين عملوا ميدانياً في خمس مجموعات تخصصت كل منها بقضية من القضايا الخمس، تدريبات على التصوير والمونتاج والإضاءة، كما عملوا مع المخرجين على كتابة السيناريو وتطوير مضمون الفيلم.
ويقول عمر الجبور، المشارك في المشروع: "في جولتنا كنت أظن أن كل ما في الأمر، أن أحمل معدات التصوير والتقط الصورة. هناك كان الأمر مختلفاً، عليك أن تكون باحثاً ومصوراً ذكياً، وقبل كل شيء إنساناً".
في حين تقول الباحثة عبير سحويل: "عملنا مع الطلبة عبر عدة مراحل انطلقت بداية من بناء سياق درامي لخان يونس، وعبر توظيف الفنون، جسّد الطلبة شخصيات مختلفة في المدينة لخلق حوار جمعي اجتماعي يعكس الواقع بكل اختلافاته عبر السرد والقصة والصورة، ليشارك الطلبة منتجهم المرحلي كفيديو قصير مع المجتمع عبر لقاءات متعددة وصولاً إلى بلدية خان يونس وإعادة النظر في دور البلديات تجاه القضايا المجتمعية.
وتابعت: الآن ينخرط الطلبة في مرحلة جديدة تمكنهم من تجسيد رحلتهم البحثية عبر منتج يوثق قصة المشروع فيهم وقصصهم داخله.
وعبّر المخرج منتصر السبع عن دهشته من مستوى الوعي والمسؤولية الذي يظهره الطلبة قائلاً: "كنت أعتقد أنني ذاهب إلى مجموعة من الطلبة، وسأعطيهم بعض المعلومات لأنتج فيلماً عنهم، اليوم أعمل أنا معهم وأشاركهم كل تفاصيل العمل لأخرج فيلماً معهم".
بدوره، أضاف المنسق حمدان الأغا أن: "الكاميرا كانت معنا كعين ثاقبة للبحث واستكشاف القضايا ورصد الأمل وعناق الحزن المنبثق من آهات القرية، حدثت عملية التصوير في ضوء فلسفة المتناقضات للمشاهد، وبالتالي يشتبك الجمهور فيما بعد مع الفيلم".
وفي السياق ذاته، قال المنسق محمد شبير: "إن حالة الاشتباك باتت أيضاً مع تفكيرهم؛ فالعديد من التساؤلات تتولد معهم في كل لحظة، وهذا يمكّنهم من التعمق في دورهم".
يُذكر أنّ مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة" الذي انطلق منذ ثلاثة أعوام، ونفذت من خلاله مشاريع في 6 مواقع، هي: نعلين، قطنة، خان يونس، عنبتا، أريحا، قلقيلية، يهدف إلى تعزيز المسؤولية والمشاركة المجتمعية من خلال الثقافة والفنون.