نظم برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، في مقر المؤسسة برام الله، لقاء لمنتدى مربيات الطفولة المبكرة ضمن مشروع التكون المهني لمربيات الطفولة، السبت 6 أيلول 2018، بمشاركة 35 مربية.
وجاء اللقاء ضمن سياسات المنتدى ودوره في تطوير قدرات المربيات في مجالات ثقافية وتربوية متنوعة ليتمحور حول القصة وأدب الأطفال في التعليم.
وفي هذا السياق، استضاف المنتدى رسامة كتب الأطفال لبنى طه، التي أعطت مقدمة عن كيفية استخدام معلمات الروضة لأدب الأطفال، وتطرقت إلى نماذج متنوعة من قصص الأطفال، وإلى أهمية أن تعكس المعلمة هذا التنوع في القصص التي تقرأها لهم، "لأن العالم ليس من منظور واحد".
وقالت طه: "أصبحت هناك قفزة، مؤخراً، في أدب الأطفال عربياً. وأصبح هناك تنوع في المواضيع التي تقدمها الكتب بطريقة حيوية"، متحدثة عن عدد من القصص مثل "الجلد المسروق"، و"من لحس قرن البوظة؟" و"بماذا أفكر؟" و"تعال العب معي".
وبينت كذلك أنه "من الممكن أن تبني المربية روضة مبنية على القصص، فليس هناك مواضيع لا يمكننا الحديث فيها مع الأطفال، فمن الممكن الحديث معهم عن العنف والموت والتحرش الجنسي، ولكن اللغة والأسلوب يحكمان".
وتابعت: "بإمكاننا أن نقرأ قصة كتبت لطفل في العاشرة لطفل في الثانية من عمره".
وتمحور الجزء الثاني من اللقاء حول رسم الظلال، وتم عرض فيلم عن الظلال واستخدامها في تعليم الطفولة المبكرة ورسوم أدب الأطفال.
وقالت طه: "في قصص الأطفال العربية هناك غياب للظل، ربما لارتباطه بفكرة الموت، ولكن حتى الآن لا توجد دراسة عن سبب ذلك".
وانخرطت المعلمات ضمن مجموعات في عمل مشروع مسرح صغير للظلال في الروضات، وتم إنتاج قصة "الطيور المحظورة" لإدواردو غاليانو من خلال مسرح الظل، وتم إنتاج شخصيات القصة وتحريكها من مواد بسيطة مثل الكرتون.
وبنت كل مجموعة مشهداً من القصة وعرضته، حيث قامت المجموعات بعرض مشاهد مسرحية باستخدام الظلال بشكل تتابعي، وعلى أنغام الموسيقى، ما أفضى إلى نشاط متكامل يتضمن مسار قصص وحبكات متنوع، نشاط يكون الأطفال فيه في موقع الكاتب والمخرج والمنتج لعرض وقصة تخصهم.
قالت رشا موفق الشيخ مديرة روضة الأوائل النموذجية في بيت سوريك، وعضو المنتدى للسنة السادسة على التوالي: "كنت في برنامج عباءة الخبيرة، والآن في التكون المهني. ثم بدأنا بلقاءات شهرية لمنتدى مربيات الأطفال، الذي تتناول فيه كل مربية موضوعاً. أول موضوع قدمته كان فكرة جديدة لمخيم صيفي بعباءة الخبير وعرضت تجربتي في روضتي. ومن هنا بدأ انتمائي للمنتدى، فهو يضيف لي الكثير من المعلومات في كل لقاء. وأرى أن فلسفة ونهج المربيات اللواتي تتلمذن على يد مدربي "القطان" مختلف، ويحاول زملاؤنا الاستفادة من خبراتنا".
وتابعت: "اليوم قلت للمعلمة الجديدة التي التحقت في البرنامج بدورته الجديدة، بعدما أخبرتني بأنها روت قصة ليلى الحمراء للأطفال: "بعد شهرين ستحكينها لهم بطريقة مختلفة، وسترين الأمور بشكل أعمق، واهتمامك بالأمور سيصبح مختلفا".
وموفق اليوم سعيدة لاختيار مؤسسة "القطان" لها للمشاركة في مهرجان العلوم.
أما المربية عايشة أبو عرقوب، فقالت: "انضممت إلى مجموعة الطفولة في سنة 2014. واستمريت مع برنامج التكون المهني وأكملت في المدرسة الصيفية. الدراما أضافت الكثير إلى عملي. وهي ليست مجرد حركات، بل هي رحلة استكشاف تخوضها المعلمة مع طلابها. كل موضوعات المنهاج يمكن عرضها بالدراما بدون تغيير المنهاج. هذا أسلوب تعليم رائع جداً ويلامس عالم الطفل الذي يملأ الخيال حياته".
وعن الاختلاف الذي لمسته في أسلوبها، قالت: "كان أسلوبي تقليدياً جداً، لدي معلومات وأريد تقديمها للطلاب. أما الآن فبمجرد دخولي إلى الصف والحركات التي أتحركها والأسئلة التي أطرحها، بات الطفل هو المستكشف ويشاركني في البحث، فهو محور العملية التعليمية".
وعن ردة فعل المحيطين بها، قالت: "كنت في تحدٍّ مع إدارة الروضة، فأنا أطرح شيئاً جديداً لم يتعلموه في الجامعات، ولكن بعد التغيير على الطلاب أصبحوا مهتمين ويشجعون على زيادة العمل في مجال الدراما. ومن خلال مشروع المجاورة في القطان، نقلت خبرتي إلى معلمات أخريات".
ويرى القائمون على برنامج التكون المهني أن المنتدى هو شكل من أشكال تكون المربيات مهنياً بشكل مستمر، حيث قالت فيفيان طنوس الباحثة في برنامج التكون المهني لمربيات الطفولة، إن المنتدى هو مكان تلتقي فيه المربيات بعد تخرجهن من برنامج التكون لاستكمال تطورهن بوصفه فعلاً ذاتياً ومسؤولية مهنية مستمرة، وهو مكان لتبادل الخبرات وإظهار فعالية المربيات وإنتاج صوتهن ودورهن كمدخل دائم للتطور، فالتطور ذاتي واجتماعي في شكل سيرورة مهنية.