افتتحت مؤسسة عبد المحسن القطان يوم الخميس 28 حزيران 2018 مركزها الثقافي الجديد في رام الله - فلسطين، الذي يضم مكاتب إدارتها وبرامجها، إضافة إلى فضاءات عامة متنوعة تخدم نشاطات المؤسسة وبرامجها، وفعالياتها الثقافية والتربوية. وبالتزامن مع افتتاح المركز، تطلق المؤسسة برنامجاً متنوعاً من الفعاليات الفنية والثقافية والتربوية يستمر حتى نهاية العام.
ويشكل هذا الافتتاح أفقاً جديداً في مسيرة المؤسسة وعملها في تطوير الثقافة والتربية في فلسطين ومع الفلسطينيين أينما تواجدوا، في عامها العشرين. ويُعد هذا المركز الثقافي الثاني للمؤسسة في فلسطين، بعد أن افتتحت مركز الطفل في مدينة غزة العام 2005، الذي يعد فضاءً ثقافياً حيوياً للأطفال هناك.
يقول زياد خلف، مدير عام المؤسسة: "سيكون المركز الثقافي مكاناً مفتوحاً للجمهور، يوفر للمنخرطين في نشاطات المؤسسة من معلمين وباحثين وفنانين وأطفال، والمبدعين كافة، مساحات للتفاعل والتجريب والعرض، حيث يحتضن مكتبة متعددة الحقول والوسائط، متخصصة في التربية والثقافة، أطلق عليها اسم المرحومة ليلى المقدادي – القطان (1934-2015)، العضو المؤسس في مجلس الأمناء. إضافة إلى ذلك، يحوي المركز صفاً تجريبياً، وغرفة لتطوير المصادر التربوية، كما يضم مسرحاً، وصالة عرض (جاليري) واستوديوهات للفنون البصرية والأدائية، وقاعة متعددة الأغراض، وبيتاً للضيافة، إضافة إلى عدد من الشرفات مختلفة المساحات، وحدائق داخلية وخارجية، ومطعماً، ومرافق مساندة".
كما أنشأت المؤسسة قاعات الموزاييك في لندن العام 2008؛ لتشكل حيزاً ثقافياً يهدف إلى تقديم النتاج الثقافي المعاصر من فلسطين والعالم العربي إلى الجمهور في المملكة المتحدة. وفي العام 2017، افتتحت المؤسسة، بالشراكة مع بلدية رام الله، معملاً لتصميم وإنتاج المعروضات التربوية العلمية تحت اسم "استوديو العلوم".
وتعتبر المؤسسة مركزها الثقافي الجديد مكاناً لاستمرار وتطور شراكاتها مع الأفراد والمؤسسات، ومنطلقاً نحو مجمل جغرافيات فلسطين والعالم.
ويتميز المركز الثقافي، الذي صممه مكتب (دونايري أركيتكتوس) من إشبيلية في إسبانيا، بأنه صديق للبيئة بتصاميمه ومواصفاته التي تتيح مرونة عالية في استخدام فضاءاته ومرافقه، وبما يمكنه من احتضان نشاطات كثيرة ومتعددة، ليلبي احتياجات المؤسسة لفترة طويلة نحو المستقبل.
ويقول عمر القطان، رئيس مجلس أمناء المؤسسة: "يأتي افتتاح المركز الثقافي كبارقة أمل في خضم حالة توحي بانسداد الآفاق، تتصاعد فيه ممارسات الاحتلال القمعية، وفي حالة من الانقسام السياسي، وتردي الحالة العربية عموماً، حيث المشهد الدموي والتشرذم والتشدد. لكن مؤسسة عبد المحسن القطان، وهي تنظر نحو المستقبل، تؤمن بأن الاستثمار في الفرد الحر والمبدع، وفي الثقافة والتربية والجيل الناشئ من الأطفال والفنانين والمعلمين، يسهم في تقوية المجتمع، وتعزيز قدرته على الصمود أمام هذه التحديات، بل وعلى تخطيها. في هذه المرحلة العصيبة والمظلمة، نأمل، أيضاً، أن يعطي المركز الثقافي الجديد بعض الأمل والثقة للفلسطينيين، لاسيما الشباب منهم، بأننا قادرون على تحقيق المشاريع الصعبة والطموحة على مستوى عالمي من الإتقان".
أمِل عبد المحسن القطان، المؤسس والرئيس الفخري للمؤسسة، أن يفتَتِح المركز الثقافي الجديد، لكن المنية وافته قبل الأوان في الرابع من كانون الأول 2017. لذكرى روحه وروح المرحومة ليلى المقدادي القطان الحاضرتين، يُهدي فريق المؤسسة هذا الصرح الجديد.