في تقليدٍ سنويّ، أحيا مركز المعلّمين نعلين/برنامج البحث والتطوير التربويّ في مؤسّسة عبد المحسن القطّان ذكرى "يوم الأرض"، مع مشروع "كتابات"، أحد مشاريع الطلبة والمعلّمين في سياق "التكوّن المهنيّ عبر المشروع"، الذي يشرف عليه البرنامج في غزة، وذلك السبت 31/3/2018، في فعاليّة لتبادل الرسائل بين الأطفال في نعلين وغزّة.
اجتمع طلبةٌ من مدرسة ذكور النصيرات الإعداديّة (ب) على ميناء غزّة مع معلّمهم وسام عايد، لاستحضار أطفال مدن فلسطين والشتات في مخيّلتهم، وكتبوا رسائل تحملُ أحلاماً باللقاء، ومعها حبّات رملٍ من شاطئ غزّة، وأوراق زيتون وأصداف، وضعوها كلّها في زجاجات مغلقة في البحر، علّها تصل لأطفال فلسطين ولأحرار العالم.
يعملُ الطلبة على مشروع "كتابات"، محاولين استكشاف فعل الكتابة في حياة المجتمع من خلاله، فاستقصوا نشأة الكتابة وعلاقتها بحياة البشر، وتتبّعوا تطور الأبجديات القديمة، وتأويل رموزها وعلاقتها بحياة منتجيها، كما عملوا على استكمال الأبجدية الكنعانية بابتكار الحروف الناقصة فيها، وجربوا إنتاج الطين والنقش عليه لمعايشة مشاعر القدماء، وهم يؤمنون بفكرةِ مشروعهم: "نكتب أشياء لا تمحى، ولا يطمسها الزمن".
أمّا في نعلين، فتلاقى الأطفال عبر الخيال بآخرين هُجّروا من قراهم المدمّرة، يعيدون استحضار القرى المدمرة رمزياً عبر الفنون، مثل يازور، وبيت دراس، والمجدل، وغيرها، وكتبوا رسائل لأهلها المهجرين، والمشتتين في النصيرات، مع أمنياتهم بالمحبة والحرية والسلام.
في ختام الفعاليّة، صوّر الأطفال رسائلهم في نعلين وغزّة، بغرض تحويلها إلى فيديو يعرضُ ما حصل في المنطقتيْن، ليكونَ سياقاً تعليميّاً إنسانيّاً مشتركاً بينهما، يتناولون عبره أفكاراً وتساؤلات حول هويّتهم وحياتهم ومدنهم وأحلامهم.