رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان – 9/1/2018):
نظّم مركز المعلّمين نعلين/ برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان، مؤخراً، لقاءً حوارياً في بلدة نعلين، حضره 30 مشاركاً ومشاركة، منهم ممثّلون عن بلديّة نعلين وناديها ومدارسها، إضافةً إلى مشاركين من أهالي البلدة؛ وذلك بهدف مناقشة موضوع الحيّز العام كمسؤوليّة اجتماعيّة جماعيّة في علاقته بظاهرة المركبات "المشطوبة" غير القانونيّة والأزمة المروريّة، والمخاطر الحياتية الاجتماعية الناشئة عن هذه الظاهرة.
ويأتي هذا اللقاء في سياق مشروع "الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية"، الذي تنفذه "القطان" بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية، وقد انطلقت الدورة الأولى من هذا المشروع الممتدّ على مدار ثلاث سنوات قابلة للتمديد، العام الماضي.
تناول اللقاء المركبات غير القانونيّة في سياقها الثقافيّ العام، وناقش المشاركون كيفيّة بناء أدوات تعمّق الحوار المجتمعي، وتعمل على خلق ثقافة متمحورة حول الوعي العام.
وكانت مجموعة من الشابات والشباب من البلدة، قد قادوا حملةً مجتمعية، جمعوا فيها تواقيع من أهالي نعلين على وثيقةٍ تعارض اقتناء السيارات "المشطوبة" واستخدامها؛ بحيث تمثّل الوثيقة رسالة رسميّة للمسؤولين والمؤسسات الحكوميّة والأهلية والبلديات، بضرورة التدخل وتحمل مسؤوليتهم اتجاه الحدّ من هذه الظاهرة.
كما عُرض خلال اللّقاء فيلم قصير أنتج أثناء الحملة، يحمل تصورات أهالي البلدة وآراءهم حول السيارات المشطوبة، وعلاقتها بالوعي والثقافة، تبعه حوارٌ بين الحضور حول الظواهر السلبية الناجمة عن المركبات غير القانونية، والحلول، ودور المؤسسات في ذلك.
في سياقٍ متصل، نوقشت إعادة تأهيل الشوارع بنظام إرشاد مروريّ يجمع بين التنظيم والشكل الفنيّ الجماليّ، ويكون من إنتاج الناس ومشاركتهم، كي يعكس حالة من انخراط الناس في الشأن العام، ليس بهدف إنتاج نظام مروري فحسب، بل لإعادة إنتاج الثقافة المجتمعيّة.
وتوصّل المشاركون إلى أنّ جزءاً مهمّاً من المشكلة التي تواجههم يتعلّق بالسلبيّة، التي يتسم بها الوعي العام على حدّ تعبيرهم، والتي لخصّوها بشعار: "أنا لا يخصّني"، فعندما يرى البعض مظاهرَ سلبية، يتبادر إلى ذهنهم أنّها لا تمسّهم، لذا اقترح المشاركون أهمية ثقافة تتلخص بعبارة: "بل يخصّني"، فكلّ شيء في البلد يؤثّر في حياة الجميع، وجزء من مسؤولية الجميع ودورهم.
يُذكر أنّ لمشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة شقيْن؛ يتضمن الأول عمل فرقٍ من الباحثين والنشطاء المجتمعيين والفنانين معاً في قرى وبلدات ومدنٍ فلسطينيّة، منها نعلين وقلقيلية وخان يونس، وهو بإشراف برنامج البحث والتطوير التربويّ في " القطّان"، بينما يشمل الثاني يتضمن تقديم مجموعة من المنح الماليّة لمؤسساتٍ ومجموعاتٍ فنيّة وثقافيّة في الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة من أجل تمكينها من تنفيذ رؤاها الخاصة لتحقيق أهداف المشروع المتمثلة بتعزيز المشاركة المجتمعية من خلال استعمال الفنون والثقافة وهو بإشراف برنامج الثقافة والفنون في "القطّان".
ويهدف المشروع، بشكلٍ عام، إلى إبراز الدور الذي يمكن للثقافة والفنون تأديته لتشجيع المشاركة المجتمعية، ولإيصال صوت المجتمعات لصنّاع القرار.