ببالغ الحزن، تنعى مؤسسة عبد المحسن القطَّان الشاب الغزي مهنَّد أحمد يونس الذي رحل عنا صباح أمس 29/8/2017.
وكان مهند قد تقدم بطلب للمشاركة في مسابقة الكاتب الشاب للعام 2017 التي ينظمها برنامج الثقافة والفنون في المؤسسة بمجموعته القصصية "الآثار ترسم خلفها أقداماً".
بأعوامه الـ22، رسم مهنَّد أثراً لا يسهل محوه، وما وفاته إلا رفض للوضع القائم في غزة وفي كل بقاع الوطن.
يقول مهند في قصة "الحوت الذي صفق باب غرفتي بذيله" من مجموعته القصصية "الآثار ترسم خلفها أقداماً":
"لا أعرف كيف سأبدأ هذه القصة، لكنها موجودة بكل تفاصيلها هناك، ما أحاول فعله هو رمي الطعم لها حتى تتقدم مني بلا خوف، وتنتظم كلها كأحجار الشطرنج، كلٌ في مكانه، استعداداً للملحمة، صراع الأحداث. حسناً! سأبدأ الأمر من عند يوم الخميس الماضي، الأمر حول الغياب عن الوعي، أما أنا فأسميه مجابهة الوعي. تلك الحالة المتأرجحة بين اليقظة والغفو. لكن هل يمكن الغرق بالأحلام هكذا؟ حتى تصبح ذكرى حقيقية في المستقبل، فيدس الحلم نفسه في طابور الذكريات، في الصورة القديمة. هذه النقطة المحددة التي نقف بها مثل الدرج المتحرك، ننتقل لكننا ثابتين، أو كالوقوف في منتصف شارع سريع، وترى السيارات تمر من جانبك خاطفة الهواء، أنت واقف هناك، لكن العالم متجه نحوك كقطار تنتظره على السكّة، ويا للروعة، إنه يمر خلالك وحسب، كأنك شبح".