نفّذ برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان، مؤخراً، ورشةَ عملٍ في القاهرة، وذلك بدعوةٍ من مركز "دوّار" الثقافيّ في القاهرة، بمشاركة 20 معلّماً ومعلّمة ومنشّطة من مدارس ومراكز مصريّة، على مدار خمسةِ أيّام.
قدّم مدير البرنامج، وسيم الكردي، المكوّنات الأساسيّة والمبادئ للدراما في سياق تعلّميّ، وذلك عبر قصّتيْ "ذات الرداء الأحمر" و"عازف المزمار" العالميّتيْن، ففتحت الأولى فضاء لمساءلة الذئاب في سياقات متعددة ومتضادة، ما أفضى إلى نقاشٍ معمّق لمفهوم العدالة، تبعاً لاختلاف السّياقات وتعدد المنظورات، وتمّ بناء ذلك عبر لعب أدوار متنوّعة بعد تكوين منظورات شخصياتها.
ونتج عن "عازف المزمار" خلاصات بصريّة بالرّسم، وتعبيرات جسديّة، كأنّها منحوتات في متحف البلدة، تصفُ فقدان البلدةِ أطفالها، والخرافات التي تمّ اختلاقها لتفسير مصائرهم، وناقشت الورشة في إطارها التطبيقي مفاهيم المكان البشريّ وعلاقاته بالإنتاج والبيئة، وكذلك مفهوم السعادة والرغبة ومفهوم الوطن والمواطنة.
كما ركّزت الورشة على مفهوم التعلّم التكامليّ العلائقيّ، وارتباط ذلك بالتدريس في المرحلة الأساسيّة وتقاطعاته مع المنهاج المدرسيّ.
قالت المعلّمة المشاركة، رانية تهامي، إنّها كانت قد قرأت "عازف المزمار" مسبقاً، ولم تُثِر لديها أيّ أسئلة، لكن حين بدأت الدراما حولها، وجدت نفسها داخل القصّة كطفلةٍ دون أن تدري، وتحرّكت الأحداث على نحوٍ غير متوقّع، لتقرّر المجموعة بنفسها نهاية الدراما.
وأكّدت المعلّمة نعمة عطيّة أنّها التحقت بالعديد من الدورات وورش العمل في السابق، ولكنّها تعتبر هذه الورشة مميّزة ومختلفة، لأنّها ستذكّرها دوماً أنّها تستطيع رؤية الحياة بمنظورٍ مختلف.
من جانبه، قال الكردي إنّ المجموعة المشاركة وطاقتهم الشغوفة للعمل هيّأت فرصةً لأن يجرّب المعلّمون الأفكار بأجسادهم وخيالاتهم ومشاعرهم، ما سيمنح طلبتهم الفرصة ذاتها لاحقاً، للاستكشاف والتعبير والفعل.
يُذكر أنّ مركز دوّار متخصص في السيكودراما ومسرح المقهورين وغيرها من الفنون، التي يوظّفها من أجل التعافي وتدعيم الحوار والتغيير المجتمعيّ، ويقدّم عدّة تدريباتٍ وندواتٍ دوريّة في المواضيع ذاتها، وتأمل "القطّان" و"دوّار" أن تكون هذه الورشة بداية لبرنامجٍ أطول مؤثّر في النظام التعليميّ في المدارس ورياض الأطفال، تشترك في تبنّيه مجموعة من المؤسّسات المصريّة التي تعنى بالتعليم والتعلّم في سياقيْه المدرسيّ والمجتمعيّ.