بدأتْ رحلة برنامج البحث والتطوير التربويّ في مجال الدراما في سياقٍ تعلّميّ العام 2007، عُقدت آنذاك المدرسة الصيفيّة للدراما للمرّة الأولى في مدينة جرش الأردنيّة، لتكون برنامجاً سنويّاً مكثّفاً يتضمن مادة نظرية وتطبيقية في مجال الدراما في التعليم، يستهدف المعلّمين والمعلّمات ومربيّات مرحلة الطفولة المبكّرة.
على مدار الأعوام الماضية، شارك في المدرسة الصيفية أكثر من 500 معلّمة ومعلّم من فلسطين وتسع دولٍ عربيّة أخرى هي الأردن، والسودان، وتونس، ومصر، وسوريا، والمغرب، وعُمان، ولبنان، وموريتانيا.
كما ضمّت الهيئة الأكاديمية للمدرسة أساتذةً محترفين من 6 دولٍ حول العالم، هي فلسطين، والمملكة المتحدة، ونيوزيلاندا، واليونان، وأستراليا، والولايات المتحدة الأمريكيّة.
وتعتبر المدرسة الصيفيّة جزءاً بنيوياً من برنامجٍ طويل؛ فبعد انتهاء اللّقاء السنوي يقدّم المشاركون ملخّصاً لمساقات المدرسة الصيفيّة مدعوماً بقراءاتٍ يوفّرها برنامج البحث والتطوير التربويّ، ويلي ذلك حضور مساقاتٍ مكثفة وورش عملٍ في الكتابة البحثية والتخطيط الدراميّ؛ هدفها مساندة ودعم المعلمين على إنهاء متطلباتهم الأكاديميّة؛ بحيث يطوّرون مخططاً ويطبّقونه في صفوفهم. يُقسم المعلّمون المشاركون في المدرسة الصيفيّة إلى 3 مستويات، يتدرّج فيها المعلّمون بعد تقديمهم متطلباتهم الأكاديميّة.
على صعيدٍ آخر، ينظّم البرنامج ورش عملٍ في الدراما على مدار العام، ويتابع المعلّمين في صفوفهم، ويزور باحثو البرنامج المدارسَ باستمرار، ومثلما يقدّم البرنامجُ ورشاً في فلسطين؛ فإنّه يحاول الوصولَ إلى المعلّمين العرب؛ بحيث سبقَ ونظّم ورش عملٍ في الأردن ومصر.
نهاية العام 2017، بدأ برنامج الدراما يتخذ منعطفاً جديداً يأتي في ضوء تجربة العقد الأخير، بحيث تقرّر تمكين فريق من المعلّمين كمجموعةٍ متقدّمة مبدعة قادرة على تدريب معلّمين جدد في فلسطين والعالم العربيّ، على أن ينخرطوا في مسارٍ متقدّم يمكّنهم من فعل ذلك، وذلك بهدف توسيع دائرة تأثير مشروعات البرنامج، ولكوْنِ الهدف الأكبر من انخراطهم في تلك البرامج ليس تطوير المعلّم الذاتيّ وتزويده بمهاراتٍ فرديّة، بل تعميم التجربة على العاملين في مجال التعليم، وتحويل التعلّم التكامليّ والنقديّ إلى نهجٍ مؤثرٍ في المجتمع الفلسطينيّ ككلّ.