"أخبرتني بأنها تطير فرحاً في كل مرة تزور فيها "القطان" .. سما بالنسبة لها يوم عيد عندما تذهب مع شقيقاتها إلى المركز، وتعود محملة بالقصص والكتب التي استعارتها".
هكذا عبرت والدة الطفلة سما رباح (9 سنوات) عن سعادة طفلتها بحصولها على جائزة تشجيعية من المركز؛ كونها أكثر المشتركين استعارة وقراءة للكتب، حيث استعارت 65 كتاباً من مكتبة المركز خلال شهر حزيران الماضي، فيما استعارت شقيقتها الكبرى حلا حوالي 69 كتاباً، أما الشقيقة الصغرى غلا، فتطمح إلى استعارة المزيد من الكتب والقصص أسوة بشقيقاتها.
سما تسكن في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة، فقدت بصرها بفعل العدوان الإسرائيلي على غزة في العام 2008، نتيجة تعرضها لقذيفة بشكل مباشر أدت إلى إصابتها باللوكيميا (سرطان الدم) نتيجة الخوف الشديد، فقد كانت تبلغ من العمر سنتين، ومنذ تلك اللحظة خضعت لرحلة علاج طويلة، بما في ذلك جلسات الكيماوي والإشعاع، ما أثّر على عصب بصرها وشبكية العين.
وحول تجربة سما قالت والدتها: "طفلتي من الحالات النادرة التي نجت بأعجوبة من لوكيميا الأطفال، صحيح أنها فقدت جزءاً من بصرها، وخضعت لرحلة علاج قاسية، إلا أنها ما زالت تميز الألوان والمجسمات الكبيرة، ولديها الكثير من الإصرار والعزيمة، فهي تتقن لغة برايل قراءة وكتابة، وذلك لأنها تدرس في مدرسة النور للمكفوفين في غزة، بل علمتني تلك اللغة حتى نتشارك سوياً عملية التعلم والقراءة".
وتابعت قائلة: "قبل ثلاث سنوات، علمت عن وجود مركز القطان للطفل، إلا أنني في بداية الأمر تكاسلت، محدثة نفسي بأن سما لن تجد شيئاً يناسبها هناك، لم أكن أعلم بوجود قصص برايل في مكتبة المركز. قررت الزيارة صدفة، وتفاجأت بأن سما يمكنها عمل الكثير هناك، أطفالي الثلاثة أحبوا المكان كثيراً، ولاحظت أن القراءة تُكسبهن نوعاً من تهذيب السلوك، حتى أنهن يستعرن الكتب والقصص ثم يناقشن ما قرأن ويتبادلن المعرفة".
سما رباح طفلة قارئة بنهم، جسدت معنى الأمل وحب الحياة، على الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أنها قررت أن تكون كباقي الأطفال، وآمنت أن القراءة والمعرفة هما مصدر قوتها.