كيف يمكن للإنسان أن يتعلم من تجربته؟ ربما إذا استطاع أن يسبر غورها بالنقد والمراجعة والتأمل.
لربما يعتبر الفن من أنجح الطرق لإعطاء الذات حرية استحضار التجربة والأفكار وانعكاساتها على الشخصية، وهذا ما حصل في اللقاء الثاني لورشة كتابة السيرة الذاتية بالرسم، التي ينظمها برنامج البحث والتطوير التربوي ضمن عمله مع مربيات الطفولة المبكرة.
في ورشة التكون المهني الخاص بالمربيات، يساعد الفنان عبد الله قواريق مجموعات مصغرة من المعلمات على مراجعة التجربة الشخصية، سواء أكانت مهنية أم شخصية، والتعبير عنها من خلال رسومات.
وإضافة إلى تعلم الفن بحد ذاته، بأدواته وعناصره وتقنياته وفلسفته، هناك حاجة إلى التساؤل والنقد الذي يثيره الفن.
ويقول مالك الريماوي مدير مسار العلوم واللغات في البرنامج "إن الهدف من هذه الورش هو تطوير القدرات المهنية وتوظيف الفنون فيها. فعن طريق استخدام الرسم بدل الكتابة تجد المربية أنها تواجه الذات وتخرج بما استنتجته ولم تكتبه في نص سيرتها الذاتية".
وروت المربيات خلال الورشة قصصهن من خلال رسومات تجريبية بعد أن كتبن سِيرهنّ الذاتية في نصوص حاولن ترجمتها إلى مواد مرئية، وناقشن مع فيفيان طنوس الباحثة في برنامج البحث والتطوير التربوي، عناصر تلك الرسومات والرسائل التي تحملها، حيث اختبرن قدرتهن على ترجمة التجربة الذاتية إلى رسوم بعد أن وجدن أنفسهنّ يراجِعن التحولات التي مررن بها في حياتهن الشخصية والمهنية.
ومن المقرر أن تستمر اللقاءات ضمن الورشة في مجموعات صغيرة من أجل استكمال العملية المتزامنة بين الوصول إلى مستوى معين من القدرة الفنية على تحويل الأفكار إلى رسومات من ناحية، والاستمرار في التدريب الذهني على التأمل في التجربة الشخصية.