على مدار 3 أيام خلال مهرجان "سين" لفن الفيديو والأداء بنسخته الخامسة، قدمت مجموعة "تلفزيون إشاعة" بثاً مباشراً عبر قناة يوتيوب، عرض على شاشة كبيرة في مبنى المحكمة العثمانية بالبلدة القديمة في رام الله، وتنوع المحتوى ما بين القراءات الشعرية، وأخبار بطابع هزلي، وحوارات متنوعة، وموسيقى، إضافة إلى فيديو تجريبي.
وتلفزيون إشاعة هو عمل فني مشترك، لكلٍ من فنان الفيديو الأمريكي بليك شو، ومحمود مطر، وفارفرا عبد الرازق، وأمجد خليل، ووفا مرعي، ورشاد شحادة، ومحمد حبش، ومحمد خميس، وملك عفونة، ويسعى تلفزيون إشاعة إلى تخريب ثقافة الاستهلاك الجماهيري للصورة.
وبرزت فكرة المشروع، خلال ورشة عمل نظمها البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان، بالشراكة مع بلدية رام الله، في حوش قندح، في شهر نيسان الماضي قدمها فنان الفيديو بليك شو لمجموعة من الفنانين والمخرجين والممثلين، وتمحورت الورشة حول استوديو يضم شاشة خضراء بسيطة تم إنشاؤها في الحوش.
وعمل المشاركون خلال الورشة، على إطلاق قناة تلفزيون بديلة باستخدام فن الفيديو، التي تمزج بين فن الفيديو والشعرية البصرية لمساندة النضال اليومي والمقاومة التي يخوضها الفلسطينيون ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت ملك عفونة، إحدى القائمات على مشروع "تلفزيون إشاعة"، أن المشاركة في مهرجان سين كانت الامتداد الأول للورشة، وستستمر لاحقاً، مضيفة "تلفزيون إشاعة عبارة عن قناة تلفزيون تبث عبر الإنترنت، والاتجاه التي تتطور فيه هو تقديم محتوى نقدي وثوري ومناوئ، ليس فقط مسموعاً وإنما مرئي، لتكسير الصورة النمطية لما يقدمه التلفزيون الرسمي أو التجاري، والعروض معظمها مباشرة من دون تحضير ومن دون أي تعديلات".
من ناحيته، قال وفا مرعي؛ أحد القائمين على المشروع "نسعى إلى الاستمرار على الطريقة نفسها، مع رفع مستوى العمل نوعياً من حيث المحتوى والمواضيع والمادة البصرية من حيث الشكل الفني، واستقطاب عدد أكبر من المشاركين".
وحول أهمية دعم المشروع، قال مدير البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان يزيد عناني، "هذه المجموعة تقدم نوعاً من أنواع الاعتماد على الذات في نشر أفكارهم، وتقدم نقداً للمجتمع بطريقة فنية جديدة، ومعظمها سيكون على موقع يوتيوب وعلى الفيسبوك مباشرة، وستلف هذه العروض على المقاهي الموجودة برام الله، ما يمثل اقتحاماً للفضاء العام وتغييراً في النظرة للتلفزيون التقليدي".
ونُظم مهرجان "سين" لفن الفيديو والأداء بنسخته الخامسة، في الفترة بين 12-15 من حزيران 2017، بالشراكة بين مؤسسات ثقافية وفنية في كلٍّ من القدس، ورام الله، وبيت لحم، وغزة. ويتضمن المهرجان عروضاً فنية وأدائية لمجموعة من الفنانين الفلسطينيين والعرب والأجانب.