بعد نحو 3 أشهر من العمل الجماعي عبر لقاءات أسبوعية، أنتجت مجموعة تألفت من موسيقيين ومسرحيين وفنانين شباب، عملاً فنياً أطلقوا عليه اسم "مسودة مسرد الكسوف".
ويجمع العمل بين الموسيقى، والفيديوهات الفنية، و"اسكتشات" مسرحية، وأعمال سمعية تم توزيعها على 4 غرف منفصلة، يتنقل الجمهور بينها.
في الغرفة الأولى، عرض موسيقي مسجل وكتابات مضيئة على الحيطان، أما الغرفة الثانية، فيعرض فيها فيديو قصير عن الحوارات والتجارب المختلفة للمجموعة خلال فترة إنتاج العمل، ومن ثم ينتقل الجمهور إلى الغرفة الثالثة، حيث يوجد طبيبان غريبا الأطوار، يعاينان الجمهور بتعريضه لصدمة حسية، وأخيراً إلى الغرفة الأخيرة حيث يعرض فيديو مصوّر على السقف، يتناول الألوان الكامنة في السواد.
وقالت مُيسرة المجموعة وقيّمة العرض، لارا الخالدي، إن "فكرة عمل المجموعة بدأت بالاطلاع على مسرحيتي "عتمة" و"نصر على الشمس"، فعلى الرغم من اختلاف أوقاتهماوالتكتيكات الفنية والجمالية المستخدمة في كل منها، فإنهما تتناولان موضوع العتمة، من خلال العمل الجماعي والتفاعل مع الجمهور للانطلاق نحو عمل فني جديد".
وتتألف المجموعة من 9 شباب، لم يعملوا مع بعضهم من قبل، وقال أوس زبيدي، أحد المشاركين في المجموعة "كانت فرصة جيدة لالتقاء مجموعة من الفنانين والمسرحيين والموسيقيين، للتفكير بعمل مشترك، واجهنا صعوبة في البداية، ودخلنا في نقاشات طويلة، ولكن كان المهم أن نكون مع بعض، ونستغل الطاقات الموجودة في كل واحد فينا".
وعرض العمل في مبنى قريب من مركز مدينة رام الله. وقال طالب الفنون مهدي براغيتي، وأحد الحضور، "من الواضح أن هناك الكثير من العمل الجماعي، والعمل على المسرح والموسيقى والفن المعاصر، ولكن أحب أن أتحدث عن المكان، ووجوده في قلب رام الله، شخص يدعوك من الشارع لتحضر العمل، هذا شيء مهم، والحماسة والرغبة في إنتاج العمل واضحة، إضافة إلى وجود أشياء مبهمة تدعو إلى التفكير، وهذا دور الفن برأيي".
ومجموعة كسوف واحدة من مجموعات شبابية عدة، يسعى البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان إلى دعمها.
وأوضح يزيد عناني مدير البرنامج العام في المؤسسة "نحن لا نسعى إلى التدخل في عمل هذه المجموعات، وإنما هدفنا توفير الإمكانيات المتنوعة التي يحتاجونها لمساعدتهم في تحقيق أهدافهم، والتمكن من الاستمرار".