اختتم برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسّسة عبد المحسن القطّان، الخميس 29/12/2016، المرحلة الأولى من البرنامج التدريبيّ في الثقافة السينمائيّة، الذي تخصّص على مدار خمسةِ لقاءات في مجال كتابة السيناريو.
وسيستكمل البرنامجُ في الأسابيع القادمة، في مجاليْ الإخراج والمونتاج، تبعاً لسلسلة لقاءات عُقدت بالتعاون مع مبادرة "مدرستي"، وينخرط فيها معلّمون في مجال صناعة الأفلام، بإشراف مخرجين سينمائيين محليين، وفريقٍ من "القطّان" و"مدرستي"؛ على أن تنتقل تجربتهم لطلبتهم بالتزامن مع فترة التدريب.
تطوير الشخصيّات
مما لا شكّ فيه؛ أنّ تطوير الشخصيّات كان أحد أهمّ محاور العمل في اللقاءات المنعقدة جميعها، لأهمّيّته في بناء أيّ حكاية؛ فعمل المعلّمون المشاركون، في اللقاء الأخير، بإشراف منسقة مسار الفنون في التعليم في برنامج البحث ديما سقف الحيط، على خلقِ شخصيّاتٍ من حيث ملامحها الخارجيّة والشكليّة، وطباعها واهتماماتها، ثمّ اختارَ كلٌّ منهم شخصيّةً واحدة وصمّموا غرفة نومٍ تحاكيها، وتترجم تفاصيل عيشها من خلال الأثاث والإكسسوار والألوان.
نستطيع الاستعاضة بالصورة عن الكثير من الحديث، فبإمكانها أن تقول الكثير، بأقلّ عددٍ ممكن من الكلمات؛ وشاهد المشاركون مثالاً على ذلك، من خلال مشاهد لفيلم "الزمن الباقي" (2010) للمخرج إيليا سليمان، وهو فيلم يصوّر حياة المخرج سليمان نفسه منذ مولده في عام النكبة 1948 على مدار ستين عاماً.
الشخصيّات العالقة
كان على الشخصيّات المُختلقة أن تعلَقَ في نقطةٍ ما، لتنطلق وتتبلور أكثر، فقُسّم المشاركون إلى ثنائيّات، ليكتبوا مشاهد فيها شخصيّتان عالقتان في حالةٍ أو مكانٍ معيّن، وإحداهما تريد الخروج، والأخرى ترفض المغادرة إلى أن تقنعها حجج الأولى.
روى أحدُ المشاهد قصّةَ اثنين عالقيْن في غرفةٍ، وأحدهما يرفض الخروج لأنّه يعاني هوساً بقياس الأبواب، يحمل متراً للقياس أينما ذهب، وهذه الغرفة فرصة مثاليّة ليشبعَ رغبته في مدّ المتر عدداً لا نهائياً من المرّات.
وروى مشهدٌ آخر "علقة" مختلفة، حول امرأةٍ حبيسة في حالةِ تردّدٍ، هل تفصحُ عن الانتهاكات التي تعرَّضت لها أمام لجنةٍ مختصّة؟ ومشهدٌ ثالث لامرأةٍ عالقة في "الحياة" بأسرها، وسبيل "فتح الباب" هو إنهاء الحياة.
المعلّمون والطلبة معاً
يهدف برنامج الثقافة السينمائيّة بالأساس، إلى تمكين المعلّمين في مجال السينما، كوسيطٍ للتعلّم ووسيلةٍ للتعبير الفنّيّ، ولكنّ ذلك متزامنٌ مع نقلهم الخبرة المكتسبة لطلبتهم؛ وتركّز سير اللقاء الأخير على كيفيّة تمرير الخبرةِ في غرفةِ الصفّ، فإضافةً إلى تمارين الكتابة التفاعليّة واستخدام الرسم في خلق المشاهد والشخصيّات؛ تناول اللقاءُ تحويل القصص الشهيرة، ومنها قصص الأطفال التي قرأها الطلبة، إلى عددٍ من المشاهد مع ذكرِ الأحداث الفعليّة الرئيسة في كلٍّ منها.