لا تنكشف العقدة مبكّراً في الأفلام؛ هذا ما تعلّمه المعلّمون المشاركون في البرنامج التدريبيّ في الثقافة السينمائية، وهم ما زالوا يختبرون مجال كتابة السيناريو تدريجيّاً، تجهيزاً للمرحلة القادمة في البرنامج، حيث سيخوضون مجال الإخراج، وذلك ضمن سلسلة لقاءات مجموعها 114 ساعة تدريبية، وستستمرّ لغاية شهر نيسان من العام 2017.
وناقش المشاركون مشاهد كتبوها فرديّاً أو ضمن مجموعات، في اللّقاء الرابع المنعقد يوميْ الخميس والجمعة، 8 و9/12 في قاعة جمعية الهلال الأحمر في البيرة، ومنها مشاهد تصفُ موعداً للتعارف، كتمرين على خلق شخصيّاتٍ غير مسطّحة، كوْن الموعد فرصة مثاليّة للتعريفِ بشخصيّتيْن وبصفاتهما وتبيان الفروقات بينهما.
فكتبت معلّمة مشهداً عن اثنيْن ينويان الذهاب إلى السينما، لتتناول داخل المشهد نقداً للسينما الفلسطينيّة توجهه إحدى الشخصيّات لأخرى لا توافقها الرأي، وعرض معلّمٌ في مشهده حلمَه بأن يعيش في غابةٍ منعزلاً، كي لا يرى أيّ إنسان على مدّ بصره، مقابل شخصيّة الشريكة التي تجد حلمه ساذجاً وغير واقعيّ.
قدّم المشاركون ملاحظاتٍ على عمل زملائهم، ما مكّنهم من طرح مسائل عدّة متعلّقة بترجمة الأحداث بصريّاً، والتعويض عن الكلام بالصور والحركة قدر الإمكان، وبناء الشخصيّات وتكوين ما يميّزها عن غيرها، إضافةً إلى فتحِ مجالٍ لنقاش الأفكار الاجتماعيّة والسياسيّة الواردة في مشاهدهم، وما قد تعزّزه أو تخلقه من انطباعاتٍ لدى الجمهور.
كما تعرّفوا، الجمعة، على أربع فئات (Genres) رئيسيّة للأفلام، بحيث زوّدتهم منسقة مسار الفنون في التعليم في برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان، ديما سقف الحيط، بمقدمةٍ موحّدة لمشهدٍ يبدأ بمعلّمة تصحّح أوراق اختباراتٍ منتصف الليل، فأكملته مجموعةُ على أنّه كوميديّ، وأخرى على أنّه رومانسيّ/عاطفيّ، ومجموعةٌ ثالثة حوّلته إلى مشهدٍ من فيلم رعب، بينما تناولته الرابعة على أنّه فيلم خيال علميّ ((Science Fiction.
رغبات ومعيقات
"تعليم أولادي في الجامعة، السفر إلى جزر المالديف، أن أكون مدرّب يوغا عالميّاً، حديقة حول منزلي..."؛ علّق المشاركون رغباتهم على أوراقٍ صغيرة ملوّنة، وفكّروا فيما إذا كانت أيٌّ من هذه الرغبات تصلح لتتحوّل إلى موضوع فيلم، واختاروا منها ثمانيَ يجدونها مناسبة.
السؤال التالي كان حول المعيقات التي من الممكن أن تحول دون تحقيق الرغبات المختارة، فكتبها المشاركون ضمن ثنائيّات؛ وفي المرحلة التي تليها؛ كان عليهم أن يفكّروا بشخصيّة قد تحمل الرغبات ذاتها، مجيبين عن عشرة أسئلة حول الشخصيّة: "اسمها، عمرها، عنوانها، ملامحها الرئيسة، أقرب صديقٍ لها، متى آخر مرّة بكت فيها؟ ...".
ثلاثةُ تمارين متتالية أتاحت للمعلّمين والمعلّمات بناءَ قصّةٍ متكاملة، حول شخصيّة شكّلوها بأنفسهم، وتسعى إلى تحقيق هدفٍ ما، يشبه ما يريدونه هم، وتواجهها معيقاتٌ قد تواجههم في محيطهم لو كانوا مكانها، وسيستكملون العمل على نصوص ومشاهد حول ما بنوه خلال الورشة، في غضون الأيّام المقبلة.
وتضمّن اللقاءُ اجتماعاتٍ مكثّفة للمخرج جورج خليفي مع كلٍّ من المشاركين على حِدة، لتطوير نصوصهم وصقلها حرصاً على بلورة مفاهيم كتابة النصّ بدقّة من خلال تقديم ملاحظاتٍ تفصيليّة.
يُذكر أنّ سلسلة اللقاءات هذه، تُعقد ضمن مشاريع برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان، بالتعاون مع مبادرة "مدرستي"، وينخرط فيها المعلّمون في مجال السينما، بإشراف مخرجين سينمائيين محليين، وفريقٍ من "القطّان" و"مدرستي"؛ على أن تنتقل تجربتهم لطلبتهم بالتزامن مع فترة التدريب.