شارك الباحث عماد موسى قصّته التي قادته إلى التعلّق بالقراءة، مع طالبات الصفّ الخامس في مدرسة سميحة خليل/رام الله: "وأنا بعمركم، كانت إمّي تشعل السراج في الخيمة وتقرالنا"؛ مضيفاً أنّ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اعتادت توزيع قصص أطفالٍ على خيام اللاجئين، واعتادتْ أمّه أن ترويها له ولإخوته كلّ ليلة، مشيرةً إلى كلماتٍ محدّدة ليقرأها لتعلّمه تهجئة الكلمات، ليكتشف بعد سنواتٍ أنّها هي نفسها لا تعرف القراءة والكتابة.
وروى موسى على مسامعهنّ الحكاية الشعبيّة اللاتينيّة "الديك الذي ذهب إلى عرس عمّه"، وذلك ضمن نشاطات مكتبة برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان، بالتعاون مع المدرسة ومجلس أولياء الأمور فيها؛ كما قدّم مدير وحدة المكتبة في البرنامج عزمي شنارة، تعريفاً موجزاً بمجالات عمل "القطّان"، وأكّد أنّ مكتبتها متاحة للطالبات دائماً.
"معقول الديك والعشب بحكوا؟"؛ سألت إحدى الطالبات متعجّبة من أحداث القصّة التي ينطق بها الجماد والحيوان، فأجابتها زميلتها: "آه طبعاً بيحكوا، بخيالنا!"، ودار نقاشٌ بين الطالبات حول ما إذا كانت الشمس ستساعدُ الديك للانتقام من كلّ الذين لم يساعدوه، كونه تحدّث معهم بتعالٍ وغرور -حسب وصف الطالبات- فتوقّعت غالبيّتهنّ أنّه لا يستحق المساعدة، ولن تلبّي الشمسُ طلبه رغم صداقتهما، بينما قالت إحدى الطالبات: "يمكن الشمس رح تجمعهم كلّهم وتصالحهم، وتخلّيه يعتذر، ويساعدوه جميعهم بالنهاية"؛ وبعد نقاشِ الطالبات معاً، لم يعد من المهمّ أن تُعرف نهاية القصّة، لأنّ كلّ واحدة منهنّ وجدت نهايتها بنفسها.
يُذكر أنّ قصة "الديك الذي ذهب إلى عرس عمّه" هي إحدى القصص الستّ التي أصدرها برنامج البحث حديثاً، وهي مزيج بين قصص شعبية عالميّة سواء في هيئتها الأصليّة أم بعد إعادة سردها من قبل رواةٍ محترفين.