زار الطفل ذو السبعةِ أعوام، أحمد بزار، معرض "الدهشة والفضول" للمعروضات العلميّة التفاعليّة السبت الماضي، وملأته الدهشة والفضول ليعود مجدداً في اليوم التالي، لكن مصطحباً أصدقاءه معه هذه المرّة.
قال أحمد بسرعة؛ وعينه الأولى على جهاز تسجيل الصوت، والثانية على الأحجية (puzzle)؛ يتوق للعودة إليها: "بحبّ الألعاب، بس بموت في العلوم"، وأضاف صديقه يوسف عيسى: "أي مش هيك بعلّمونا العلوم في المدرسة، هون بفهم الواحد، أحلى بكثير".
ترتيب الأحاجي التي تحملُ صوراً عن علم المواد وتفاعلها هو إحدى المحطات في المعرض، وعلى الجهة الأخرى نجد "طرطشة: افقع البلالين وشوف التلاوين"، حيث يرمي الأطفال سهماً نحو بالوناتٍ مليئة بالأصباغ محاولين صنع لوحةٍ ملوّنة على الخلفيّة البيضاء، وسرعان ما تحوّلت المحطّة لمكانِ تجمّع الأطفال لتشجيع بعضهم، وانتظار دورهم، بفارغ الصبر، في الحصول على أسهم.
سباقٌ آخر في معروضةِ "سباق السائل: مين أسرع؟"، حيث يتوقّع الأطفال سرعة انزلاق السائل على أسطح مختلفة كالمرايا والنحاس والخشب، ليروا في النهاية من أصابَ وكان السائل الذي يشجّعه أسرع؛ وثمّ يستكشفون ملمس المواد حين يحرّكون مقبضاً على أسطح مختلفة بأيديهم.
وانهمكَ أطفالٌ آخرون بصنعِ البيوت الكرتونيّة ليحوّلوا صناديق فارغة إلى قريةٍ صغيرةٍ ملوّنة، وآخرون استكشفوا خصائص الرمل والحركة من خلال معروضة "ارسم بالرمل"، التي أضافَ عليها الطفل عُمر ودمجها بمعروضة البالونات، دون أيّ إرشادات، فملأ بالوناً بالرمل والماء صانعاً لعبةً صلبة ومرنة بنفسه.
لا بدّ من أن يقودَ كلّ ذلك اللعب إلى شعورٍ بالعطش، بالتزامن مع الوصول إلى معروضة "بلّ ريقك"، وفيها يقيس الأطفال درجة حرارة كأسيْ ماء بواسطة مقياس درجة الحرارة الإلكترونيّ، أحدهما يملؤونه من جرّة فخاريّة، والآخر من وعاء بلاستيكيّ؛ ليجدوا أنّ الفخار يحفظ البرودة أكثر، ويفكّروا في الأسباب.
وشملَ "الدهشة والفضول" معروضاتٍ أخرى كصندوق الظلّ، الذي يرسم خيال الأجسام بالضوء، والغرفة المعتمة التي شاهدَ فيها الزائرون ما لا يستطيعون مشاهدته في الضوء العادي، كتوهّج اللون الأصفر، والظلال الملوّنة.
وكان برنامج البحث والتطوير التربويّ/مؤسسة عبد المحسن القطّان قد نظّم هذا المعرض على مدار أربعة أيّام، ابتداءً من الخميس الموافق 17/11/2016، في سريّة رام الله الأولى، وذلك لتجربةِ المعروضات العلميّة التي صمّمها وعمل عليها فريق مطوّري المعروضات في "القطّان" من الصفر.
وقالت سجى عمرو أحد أعضاء الفريق إنّ المعرض يهدف إلى تجريب المعروضات وملاحظة تفاعل الجمهور معها من مختلف الأعمار، وذلك لتطويرها، تمهيداً لإنشاء ستوديو العلوم التفاعليّ، الذي وافقت بلدية رام الله على تخصيصِ جزءٍ من مجمع رام الله الترويحيّ كمكانٍ لإنشائه.
وسبق أن شاركَ الفريق، المكوّن من ستّة أعضاء، بمعروضاتٍ في مهرجانيْ نوار نيسان وأيّام العلوم في فلسطين، إضافةً إلى يومٍ مفتوح في مدرسة الفرندز/البيرة؛ وذلك بعد إمضائهم فترةً تدريبيّة في المتحف العلميّ الأمريكيّ الاكسبلوراتوريوم/سان فرانسيسكو.