أعلن برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان، عن تأهل تسعة فنانين إلى المرحلة الثانية من مسابقة الفنان الشاب "اليايا 2016"، وذلك بناء على توصيات لجنة تحكيم مستقلة، واستناداً إلى معايير الامتياز، والجدية في العمل، وأصالة الفكرة، والتجديد، والإبداع.
كما أعلن البرنامج في بيان صحافي أصدره، أمس، عن انضمام نات (نتالي) مولر لفريق برنامج الثقافة والفنون لتتولى العمل كقيّمة لمسابقة الفنان الشاب في دورتها التاسعة.
وذكر البيان أن مولر قيّمة وناقدة فنية من هولندا، ولها مساهمات دائمة في مجلتي "سبرنغرن" و"ميتروبولزم" اللتين تهتمان بالفن المعاصر. كما أن لها كتابات عدة منشورة في عدد من أهم المجلات التي تعنى بالفن، مثل: Bidoun, ArtAsiaPacific, Art Papers, Hyperallergic, Canvas, X-tra, The Majalla, Art Margins, Harper’s Bazaar Arabia. وعملت في تحرير بعض المقالات والمجلات، وقامت أيضاً بالتدريس في جامعات وأكاديميات في هولندا والشرق الأوسط، إضافة إلى عملها كقيمة للعديد من برامج الفيديو والأفلام في مهرجانات أفلام عالمية، ومشاركتها في عدة لجان اختيار، ولجان استشارية لمشاريع فنية.
وأوضح البيان أن عضوين من لجنة تحكيم المسابقة إضافة إلى قيّمتها، قاموا بمراجعة جميع المقترحات المقدمة للدورة التاسعة من المسابقة، التي جاءت استجابة للمفهوم الذي طرحته قيّمة المسابقة، حيث دعت الفنانين إلى التقدم بـ"مقترحات مشاريع تبحث في أفكار ذات صلة بـ الإعادة (repetition)، والتكرار (recurrence)، والأنماط (patterns)، والإيقاع (rhythm)، والتمرين (rehearsal)، والحركة (movement) كشكلٍ وكَتَخيُّل". وقد حثتهم أيضاً على التقدم بـ "مقترحات جريئة وغير اعتيادية تستطيع التحرر من الحنين وفعل الأيقنة التقليدي، وقادرة على الاشتباك مع الخيالي والطَّموح؛ بهدف خلق المعنى من خلال الشكل والمفاهيم التي تُعيد، وتُحرّك، وتُرجع، وتُكرر، وبالتالي تصبح شعرية وذات إيماءات سياسية".
وأضاف البيان أن هذا المفهوم، بدوره، يأتي استجابة للمفهوم الأساسي الذي يقوم عليه "قلنديا الدولي 2016"، الذي سيجري تنظيم المسابقة في سياقه، والمتمثل بموضوع "العودة" متخذاً "هذا البحر لي" شعاراً له.
الفنانون المتأهلون
ولفت البيان إلى أن قائمة الفنانين المتأهلين شملت كلاً من: أسمى غانم (فلسطين، فرنسا)، التي قدمت مشروعاً بعنوان "الوطن هو..."، وهو عمل تركيب فيديو يعكس الارتباك حول تعريف "الوطن" من وجهة نظر شخصية منذ اتفاقية أوسلو العام 1993؛ وآية قرش (القدس)، التي قدمت مشروعاً بعنوان "مصنوع يدوياً 100%"، وهو عمل تركيبي تفاعلي يعتمد على مادة الإسمنت التي تحاصرنا من كل الجهات؛ وإيناس حلبي (القدس)، التي تقدمت بمشروع بعنوان "منيموزين"، وهو عمل فيديو يروي قصص الندب التي بقيت على أجساد الفلسطينيين بعد النكبة، وذلك انطلاقاً من ندبة تركتها رصاصة على جبهة جدها؛ وربى سلامة (الناصرة) التي قدمت مشروعاً بعنوان "فعاليات غير فاعلة"، وهو عمل تركيبي متعدد الوسائط، تُركّز فيه الفنانة على البحر ليس كرمز للعودة فحسب، ولكن كرمز لاستمرار المأساة وتكرّرها للاجئين أيضاً؛ وسومر سلام (مخيم اليرموك، الجزائر)، التي تقدمت بمشروع بعنوان "استقرار وهمي/بناء وهمي"، وهو عمل فيديو يركز على مفهومي البناء والهدم، في إشارة إلى البناء الذي يقوم به اللاجئون في كل مرة يتم تهجيرهم بها؛ وعبدالله عواد (نابلس)، الذي تقدّم بمشروع بعنوان "المعلَّقين"، وهو عمل تركيب نحت، يتناول وضع اللاجئين المهجرين من بلادهم، حيث يُتركون معلَّقين ما بين عالمين، ومنتظرين -جيلاً بعد جيل- العودة إلى ديارهم؛ ومجد مصري (رام الله)، التي تقدمت بمشروع بعنوان "تزامن"، وهو مشروع لوحات فنية يعتمد، بشكل خاص، على مقارنة سير القضية الفلسطينية منذ نشأتها وحتى الوقت الحالي، مع قضية تطور المدارس الفنية على مدى العصور؛ ومجدل نتيل (غزة)، التي تقدمت بمشروع بعنوان "نسيج"، وهو تركيب متعدد التقنيات، تعيد الفنانة من خلاله خلق صور من الخيال، والأحلام، والأوهام، من أجل نسج روايات جديدة، وأحداث تاريخية بديلة جديدة؛ ونور عبد (فلسطين، الولايات المتحدة الأمريكية)، التي تقدمت بمشروع عمل تركيب فيديو بعنوان "الضجيج الأبيض"، وهو عمل يستكشف التاريخ كمنتج غير ثابت يخضع لشكوك المخيلة.
ألف دولار لكل متأهل
وأوضح البيان أن البرنامج سيُقدّم لكل واحد من المشاريع التسعة منحة مقدارها 1,000 دولار أميركي تقديراً لتأهلهم للمرحلة الثانية من المسابقة، وللمساهمة في تغطية تكاليف إنتاج العمل الفني، كما سيُعطى الفنانون المتأهلون فترة تزيد على خمسة أشهر للتواصل بشكل مستمر ومنتظم مع قيِّمة المسابقة، والتحاور معها؛ لتطوير وإنتاج أعمالهم الفنية النهائية، التي سيتم عرضها في معرض يدوم ثلاثة أسابيع، كجزء من مهرجان قلنديا الدولي في تشرين الأول 2016. ويتم خلاله تنظيم حفل ختامي للإعلان عن الفائزين بالجائزة.
وذكر البيان أن مسابقة الفنان الشاب التي تحمل اسم الفنان الراحل حسن الحوراني، تعتبر من أهم الفعاليات في مشهد الفنون البصرية في فلسطين. فمنذ العام 2000، يتم تنظيم هذه المسابقة مرة كل عامين، وتمت دعوة فنانين ونقاد وقيّمين فنيين معروفين على المستويين المحلي والعالمي إلى المشاركة في لجان تحكيمها المتعاقبة.
واختتم البرنامج بيانه بالإشارة إلى أن المسابقة مفتوحة أمام الفنانين الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 22 – 30 عاماً، على أن يكون المتقدم/ة فلسطيني/ة الأصل بغض النظر عن مكان الإقامة، إضافة إلى فناني الجولان السوري المحتل. كما تمنح المسابقة جوائز يبلغ مجموعها 12,000 دولار، للفائزين الثلاثة الأوائل الذين يقع عليهم اختيار لجنة التحكيم في المرحلة النهائية من المسابقة، لافتاً إلى أن المسابقة تستمر في تواصلها مع الفنانين المشاركين في المرحلة النهائية للمسابقة، عبر خلق فرص لإقامات دولية، إضافة إلى توفير فرص لدعم عرض أعمالهم الفنية محلياً وعالمياً.