نظّم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في 19/ 12، يوماً دراسياً بعنوان "الاستقصاء الخيالي في الدراما والتعلم بالمشروع: منهجيات للتعلم والتطور تسمح للأطفال بأن يباروا أعمارهم"، وذلك في جمعية الهلال الأحمر في البيرة.
وشارك في اليوم الدراسي مربيات من المشروع السابق للتطوير الشامل لرياض الأطفال، ومربيات سيشاركن في المشروع الجديد ضمن برنامج التكون المهني لمربيات الطفولة المبكرة، حيث هدف اليوم إلى عرض تجارب المربيات مع الأطفال داخل الرياض، وتحليلها.
وتضمن اليوم الدراسي تجارب طبقتها مربيات الطفولة المبكرة في "الدراما وتكاملية التعليم"، و"التعليم والقضايا الإنسانية الكبرى"، و"دراما المشروع مساحة للتميز"، و"المشروع كتنشئة اجتماعية".
كما اشتمل اليوم الدراسي على مداخلات تحليلية للتجارب، قدّمها كلّ من د. نادر وهبة، مدير مشروع وليد وهيلين القطان للعلوم، والمعلمة كوثر برغوثي، والمعلم محمد الخواجا، ومالك الريماوي، مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية، بهدف توضيح فاعلية هذه المنهجيات، وصلتها بنمو الأطفال، ودور اللعب والخيال في تعلمهم، بالإضافة إلى مساهمة هذا النوع من التعليم في ربط الموضوعات والمعارف في سياق تكاملي، يحقق تطور الأطفال على المستوى الثقافي والقيمي من ناحية، وتطور المربية على مستوى التكون المهني والإنساني من ناحية أخرى.
وأكّد وسيم الكردي، مدير مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، على أنّ العمل مع الأطفال دون الخامسة هو أكثر عمل مؤثر في الحياة، وأنّ ما تقوم به المربيات هو أهم مهمّة يمكن أنْ تنفّذ في المجتمع، مشدداً على أهمية التجربة السابقة في المشروع، التي يمكن أنْ تضاهي تجارب أخرى عالمية، وضرورة الأخذ بالخلاصات النوعية التي خلص إليها المشروع السابق، والبناء عليها لتحويلها إلى معرفة جديدة، تستفيد منها مربيات جديدات، حتى لا تكون حكراً على رياض معيّنة.
وتخلّل اليوم مجموعة من العروض على شكل أفلام، قدّم الأطفال من خلالها قصصهم بأيديهم ووجوههم ومنتجاتهم وفرحهم، كما تضمّن عروضاً أظهرت فلسفة المشروع وتوجهاته المعرفية، جمعت بين الصورة والحركة والفكرة.
ووصفت المربية منال ربيع تجربتها في المشروع السابق قائلة: "مضت ثلاث سنوات على انخراطي في المشروع، وقد اكتسبت الكثير من المهارات والأساليب لتعاملي مع الأطفال"، وأضافت: "انقلبت موازين القوى منذ انخراطي في المشروع، ليصبح الطفل هو من يعطي المعلومات ويقود النقاش، بعد أنْ كان دوره محصوراً في أنْ يكون المتلقي... أطفالي في الروضة أكثر سعادة اليوم، فهم يتعلمون عن طريق القصة، والحركة، والممارسة، واللعب".
أما المربية هنادي شحادة، التي تشارك للمرة الأولى، فقالت: "أتطلع جداً لمشاركتي في المشروع الجديد، فما شاهدته وسمعته اليوم زادني رغبة في المشاركة، لإحداث تغيير جذري على أساليب التعليم التي أتبّعها مع الأطفال في الروضة".
وختم الباحث مالك الريماوي اليوم، مؤكّداً على أنّ "اليوم الداراسي كان لعرض المشروع كما تحقّق، لتقدم المربيات أنفسهن كصورة عن مشروع في خلق الإنجاز والتحوّل، مربيات يحققن تطورّهن في كل يوم؛ فأنْ تعمل بشكل مُشيد ومبني - هذا خلق. معلمات أصبح شعارهن "اخلق ولا تكرّر"، لم ينتظرن المستقبل ليأتي بل قفزن إليه، فانفجر نوراً".