نظّم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في 30-31/ 10، ورشة عمل ضمن مشروع السينما في التعليم في مقر جمعية الهلال الأحمر بالبيرة، وذلك بمشاركة معلمات ومعلمي مدارس فلسطينية مختلفة، وبإشراف المخرجة الفلسطينية ليلى عباس.
وركّزت الورشة في اليوم الأول على السيناريو وأسس الكتابة المرئية وكيفية بناء الشخصيات، في حين تعرّف المشاركون خلال اليوم الثاني على السينما الفلسطينية ومراحلها وسينما الثورة، من خلال عرض أفلام من حقب مختلفة، بحيث تمّت مناقشة هذه الأفلام مع التركيز على عناصر القصة والبنية الدرامية والشخصيات والمقارنة بينها في الأفلام المختلفة.
كما تخلّل الورشة أنشطة متعدّدة منها: تمثيل مشهد سينمائي في مجموعات مستوحى من نص لفيلم أمريكي، وذلك قبل مشاهدته للتعرف على كيفية ترجمة النص لمشهد سينمائي.
وتأتي هذه الورشة ضمن مشروع تدريبي لمعلمي المدارس على صناعة الأفلام، يهدف إلى تدريبهم على مراحل إنتاج الأفلام، والمونتاج، والتصوير، والإخراج، وتمكينهم ليقوموا بتدريب طلابهم على صناعة الأفلام، حتّى يتمكّن الطلاب من إنتاج أفلام تلامس حياتهم الاجتماعية واليومية، وتوثيقها بالصوت والصورة، بحيث تحمل دلالات تربوية وتاريخية وإنسانية، وسيتم عرضها للنقاش في مدارسهم وللمجتمع المحلّي.
وعن الورشة، قالت عباس: "ما نسعى إلى القيام به خلال سلسلة اللقاءات التي ستمتدّ على مدار العام الدراسي الحالي، هو إكساب المشاركين المعرفة النظرية عن السينما، وبناء مخزون علمي لديهم مرتكز على الأفلام التي يشاهدونها، إضافة إلى تدريبهم على تقنيات صناعة الأفلام كالتصوير، والمونتاج، والصوت، والإخراج".
وأضافت: "أرى أنّ الثقافة البصرية ضعيفة جداً في مجتمعنا، وهي ليست حاضرة في ثقافتنا سوى عند فئة نخبوية محدودة، لذا فإنّ أهمية هذا المشروع –السينما في التعليم– تكمن في إدخال الثقافة البصرية والمرئية والسينمائية تدريجياً على المجتمع، من خلال دمجها في التعليم، وتعريف الأجيال القادمة عليها من عمر مبكّر، الأمر الذي سينعكس إيجابياً على الطلاب والمعلمين، كون السينما مصدراً غنيّاً بالمعرفة، إذ ينقل لنا تجارب إنسانية مختلفة من خلال عيون صانعي الأفلام".
وقال مالك الريماوي، مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في المركز: "نهدف من خلال هذه الورش إلى تمكين المعلمين من تطوير ثقافتهم السينمائية بأفق تربوي، ونقل ثقافة الصورة والسينما للمدارس من خلال بناء مشاريع تطبيقية تعليمية تعلّمية مع طلابهم، تتمثّل في شكل إنتاج فيلمي، لتصبح كلّ مدرسة، على حدة، بؤرة إشعاع لهذه الثقافة، ومنبعاً لنشرها".
وأضاف: "سيمرّ الطلاب أثناء هذا المشروع في مراحل متعدّدة تتضمن كل عمليات التعليم والتعلّم المنهجية وغير المنهجية، التي تشمل المهارات والمفاهيم والمعرفة المختلفة لذواتهم وللمكان والأشياء من حولهم".
يذكر أنّ هذه الورشة هي الثانية ضمن سلسلة لقاءات المرحلة الأولى من مشروع السينما في التعليم التي تهدف إلى إكساب المشاركين المعرفة العلمية، والتي ستتبعها في الشهور المقبلة المرحلة الثانية من المشروع وهي تقنية صناعة الأفلام التي تشمل التصوير والإخراج.