أعلن برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن القطان، مؤخراً، عن تأهل تسعة فنانين إلى المرحلة الثانية والنهائية لمسابقة الفنان الشاب "اليايا 2014".
وشملت قائمة الفنانين المتأهلين كلاً من آية أبو غزالة (عمان)، التي قدمت مشروعاً بعنوان "زينكو"، وهو عمل تركيبي بوسائط متعددة، مبني على قصص تم جمعها من مخيمات اللاجئين في الأردن؛ وبشار خلف (رام الله)، الذي قدم مشروعاً بعنوان "فنانون ثوريون"، وهو مشروع لوحات فنية يستعيد الفنان من خلالها أعمالاً لفنانين انخرطوا في فترة معينة من تاريخ النضال الفلسطيني بالفنون البصرية باعتبارها ثقافة مقاومة وعملاً ثورياً، وفرح صالح (رام الله)، التي تقدمت بمشروع بعنوان "ابن فدائي في موسكو"، وهو أداء وتركيب متعدد الوسائط، يترجم تجربة جيل من الصبية الصغار الذين أرسلهم أهلهم الثوريون للدراسة في روسيا، عبر توظيف مواد من أرشيف عائلتها؛ ومحمد غنّام (حيفا) الذي قدم مشروعاً بعنوان "أولاد الواد"، وهو عمل متعدد الوسائط، يعود فيه الفنان إلى فترة السنوات الأربع ما بين العام 1952 والعام 1956 في حيفا، للكشف عن قصص مقاومة قوات الاحتلال في الحي العربي الوحيد المتبقي في المدينة؛ وهنادي أبو جمل (القدس)، التي تقدمت بمشروع بعنوان "تزوير التاريخ"، هو عمل تركيبي بوسائط متعددة تقترح الفنانة من خلاله أن ننظر إلى مدينة القدس باعتبارها مرحلة من مراحل تزوير وفرض الروايات التاريخية على يد الاحتلال الإسرائيلي.
كما شملت القائمة كلاً من إيمان السيد (أبو ظبي)، التي تقدمت بمشروع بعنوان "تناسخ"، وهو عمل متعدد المواد والوسائط، ينظر في أرشيف والدها الفنان وتعرضه للجمهور باعتباره وسيلة لسرد تاريخ غائب عن الروايات الرسمية، وباعتباره وسيلة لإعادة إحياء الذكريات؛ ومجدل نتيل (غزة)، التي تقدمت بمشروع بعنوان "بين الأرض والسماء"، وهو عمل تركيب متعدد الوسائط يتناول قضية جثث شهداء "مقابر الأرقام" الإسرائيلية سيئة السمعة، ويبحث في كونهم عالقين مجازياً ما بين الأرض والسماء؛ ونور عابد (فلسطين، الولايات المتحدة)، التي تقدمت بمشروع بعنوان "عذراً على المجاز"، وهو عمل فيديو وصوت وأداء تعيد الفنانة من خلاله خلق صور من الخيال، والأحلام والأوهام، من أجل نسج روايات جديدة، وأحداث تاريخية بديلة جديدة؛ ونور أبو عرفة (القدس)، التي تقدمت بمشروع بعنوان "طبيعة صامتة مصورة"، وهو عمل تركيب فيديو ومواد مطبوعة يتناول السياسات ذات الصلة بعلاقة المؤسسات الفنية والفنانين/الأعمال الفنية، عن طريق البحث في المواد الفنية الموجودة في أرشيفات المؤسسات الفنية، وتفسيرها وتفكيكها، وإعادة بنائها.
واتخذت دورة المسابقة لهذا العام من "التأريخ الذاتي والمنهجية الأرشيفية" ثيمة لها في استجابة للمفهوم الأساسي الذي سيقوم عليه "قلنديا الدولي 2014"، الذي سيتم تنظيم المسابقة في سياقه.
وقالت فيفيانا كيكيا قيّمة المسابقة لهذه الدورة "سيستكشف المشروع الذي سأعمل على تطويره من أجل اليايا 2014، جنبا إلى جنب مع الفنانين التسعة الذين وقع عليهم الاختيار، الاستخدام النظري والعملي للأرشيف، كما سيعمل على استكشاف مفهوم التأريخ الذاتي".
وانضمت كيكيا لفريق برنامج الثقافة والفنون لتتولى العمل كقيّمة لمسابقة الفنان الشاب في دورتها الثامنة، حيث تم اختيارها بعد أن فتحت المؤسسة في تشرين الأول الماضي باب التقدم بطلبات لموقع القيّم. وجاء هذا الإعلان، بعد أن قررت المؤسسة تطوير آلية العمل في المسابقة، بحيث تصبح عملية كاملة تدور حول ثيمة محددة، وتشتمل العديد من عناصر البناء والتعلم.
وكيكيا هي قيّمة وناقدة وطالبة دكتوراه في (Loughborough University) في المملكة المتحدة. تعيش في لندن، وهي شريكة في تأسيس منظمة فيسيل في إيطاليا، إضافة لكونها قيّمة رئيسية فيها، وهي منظمة فنية غير ربحية مكرسة لتطوير خطاب نقدي للفن المعاصر المتصل بالقضايا الاجتماعية والجيو-سياسية.
وخلال عملها كقيّمة مساعدة في مشاريع إيستسايد، في المملكة المتحدة، قامت كيكيا بأبحاث وساعدت في تنظيم كل من معرض كابينيت شو، ومسرحيتين قصيرتين لـ ليام جيليك. وتشمل المشاريع التي عملت عليها كقيّمة مستقلة: إن ديالوغ، في نوتنغهام كونتمبراري، المملكة المتحدة (2012 )؛ ثمة أمر ما هنا (ولكن لا أعرف ما هو)، في جاليري نيترا، سلوفاكيا (2010 )؛ وجيانت ستيب، بالتعاون مع متحف جان أبي، وجاليري موستين، وجاليريا لابيرنت (2012). كما أنها كانت عضوا في فريق قيّمي أغورا، بينالي أثينا الرابع. وشاركت في الدورة العالمية للقيّمين التي نظمتها مؤسسة كوانغجو (2010)، وفي دورة القيّمين المكثفة التي نظمتها مؤسسة آي سي آي، في ديري، لندنديري (2013). وحصلت بالشراكة مع آنا سانتوماورو على جائزة ديدالوس للأبحاث/ من مؤسسة الآي سي آي العام 2013.
وقال برنامج الثقافة والفنون في بيان له إنه "بتعيين القيّمة في مثل هذه المرحلة المبكرة، فإن "اليايا" تدخل مرحلة جديدة في دورتها الثامنة. فلأول مرة في تاريخ المسابقة، تشارك القيمة لجنة تحكيم مستقلة لاختيار قائمة الفنانين المشاركين في المرحلة النهائية. وسوف تقود كيكيا عملية المسابقة التي يتوقع لها أن تكون مثرية، وتفاعلية ومفعمة بالحوار والمعرفة وتبادل المواد والآراء في إطار المفهوم التنظيمي الذي وضعته كيكيا لمسابقة اليايا لهذا العام: التأريخ الذاتي والمنهجية الأرشيفية، وذلك في استجابة للمفهوم الأساسي الذي سيقوم عليه قلنديا الدولي 2014. ومن شأن فترة الأشهر الستة التي ستقود في النهاية إلى معرض الأعمال الفنية التي سينتجها الفنانون، أن تكون أيضاً بمثابة مرحلة بحث/انعكاس لموضوع الأرشيف في الممارسات الفنية المختلفة".
وقالت كيكيا "يتمثل هدفي في إنشاء مشروع طويل الأمد يستند إلى التفاعل المسبق ما بين الفنانين والقيّمة: يجب أن تكون النتيجة مختبراً مفتوحاً للأرشيف، بحيث ترتكز إلى فهم بأثر رجعي لاستخدام الأرشيف في الفن المعاصر من فترة التسعينيات وحتى يومنا هذا. وسينضوي المشروع على شكل ودينامية الأرشيف بحد ذاته: بالنظر إلى الوراء وإلى الأمام سواء في تطوير تنظيمه، أو في الإبداع الفني والتشكيل النهائي له".
وأضافت: "يكمن اهتمامي الرئيسي بوصفي قيّمة، في العملية ذاتها أكثر من الخروج بالمنتج النهائي. ولذلك فإنني سأعطي أهمية لسلسلة من الأنشطة التي ستتم عبر الإنترنت وسيحضرها المشاركون، والتي ستتم بالتوازي مع إنتاج الأعمال الفنية والمعرض. وفي الواقع، فإن الهدف النهائي هو تشكيل غرف مصادر مؤقتة بحيث تكون بمثابة ملفات تتابع ملامح تطور المشروع قصير الأمد".
وتابعت: "إنني أؤمن أن هذا الاهتمام يستجيب للتحول الذي تمضي اليايا في اتجاهه لتأخذ منحى جديداً، تم تصميم منهجية تنظيم معرض المسابقة بوصفها عملية تكوينية وتعلمية، وهو تحول أجده محفزاً للغاية، كما أجده ضرورياً للفنانين المشاركين ولرسالة المسابقة".
يشار إلى أن مسابقة الفنان الشاب هي مسابقة تقوم مؤسسة عبد المحسن القطّان بتنظيمها كل سنتين وهي تهدف إلى تشجيع ودعم وترويج أعمال الفنانين الفلسطينيين الشباب. وبدأت هذه المسابقة في العام 2000 في إطار عمل برنامج الثقافة والفنون في المؤسسة، وهي الآن تحمل اسم الفنان الراحل حسن الحوراني تكريماً له كأحد الفائزين في هذه المسابقة في دورتها الأولى، وأحد الفنانين الشباب الموهوبين وقد توفي في حادث غرق مأساوي العام 2003.
والمسابقة مفتوحة أمام الفنانين الفلسطينيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 22 – 30 عاماً، على أن يكون المتقدم/ة فلسطيني/ة الأصل بغض النظر عن مكان الإقامة. كما يمكن للفنانين من الجولان السوري المحتل أن يتقدموا للمسابقة. ويتم الإعلان عن بدء استقبال الطلبات محلياً وعالمياً، وبحسب ما هو مذكور في الإرشادات الخاصة بالمسابقة، كما يقوم المتقدمون بتقديم مقترحات لأعمالهم الفنية بحيث تكون قد أعدت خصيصاً لهذه المسابقة ولا يحق للمشارك/ة عرضها أو نشرها قبل إعلان النتائج، كما لا يحق لمن سبق وفاز بالجائزة الأولى في مسابقة الفنان الشاب التقدم للمشاركة مجدداً.
وتقوم لجنة تحكيم مستقلة باختيار أفضل عشرة مشاريع للمشاركة في المرحلة النهائية، حيث يتم تزويدهم بدعم مالي للمساهمة في إنتاج أعمالهم الفنية، وفترة 6 أشهر للعمل على تطوير وإنتاج مشاريعهم ليتم عرضها في معرض يتم تنظيمه لاحقاً في مواقع عدة في رام الله والبيرة وأماكن أخرى. وتتم دعوة لجنة تحكيم تتألف من عدد من الفنانين والقيّمين والنقاد الفنيين من فلسطين والخارج للقاء الفنانين المشاركين ومشاهدة المعرض حتى يتم بعدها اختيار الفائزين الثلاثة بالمسابقة، حيث تقدم المؤسسة جوائز بقيمة 12 ألف دولار للفائزين بالمواقع الثلاثة الأولى.
وتستمر المسابقة في تواصلها مع الفنانين المشاركين في المرحلة النهائية للمسابقة عبر خلق فرص لإقامات دولية، إضافة إلى توفير فرص لدعم عرض أعمالهم الفنية محلياً وعالمياً.