اختتم مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم، في 18/ 4 برنامج استضافة خبراء وأكاديميين تربويين أجانب للعمل مع معلمين فلسطينيين، حيث استضاف المشروع مجموعة من الخبراء والأكاديميين التربويين من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، للعمل مع معلمين فلسطينيين ومدارس، تمّ اختيارهم وفق معايير متفق عليها، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي ووكالة الغوث.
ويهدف برنامج الاستضافة إلى تبادل الخبرات في موضوع العلوم، والتعليم والتكاملي، بالتركيز على الاستقصاء في العلوم، والدراما من خلال منظومة عباءة الخبير.
واختتم المشروع المرحلة الأولى من برنامج الاستضافة في 10/ 4 في دار الندوة في بيت لحم، حيث عمل معلمو علوم للصفوف من الخامس حتى العاشر مع العالم الأميركي جيمس وستجيت، الخبير بعلوم الأرض والأحافير من جامعة لمار في تكساس، والأستاذين فيليب بري وكيتي تيرل، من مدرسة بيل الثانوية في لندن - بريطانيا.
وبدأت المرحلة الثانية من برنامج الاستضافة في 12/ 4، وامتدت على مدار أسبوع لتشمل معلمي مرحلة صفوف الأول حتى الرابع، حيث عمل المعلمون مع كل من ريتشارد كيرن وربيكا هارديستي، من مدرسة وودرو البريطانية، في موضوع التعليم التكاملي عبر عباءة الخبير، وشارك في البرنامج 9 معلمات من 3 مدارس حكومية ووكالة الغوث، من ضواحي القدس وبيت لحم.
وشارك في البرنامج 12 معلمة من سبع مدارس من محافظة بيت لحم؛ 4 منها حكومية، وهي: بنات الجرمق الأساسية، وادي فوكين الثانوية المختلطة، بنات العودة الثانوية، بنات العبيات الثانوية؛ ومدرستان تابعتان لوكالة الغوث هما بيت جالا الأساسية المختلطة، وبنات بتير الأساسية، ومدرسة خاصة هي مدرسة الفرير الثانوية في بيت لحم.
وكان البرنامج بدأ بورشة في تنمية المعارف حول الأحافير والمعادن والصخور، ومهارات فحصها والتعرف عليها وتصنيفها، تبعتها ورشة تخطيط وبناء لمشروع التعلم عبر الاستقصاء، حيث تناولت الورشة موضوعي الأحافير والصخور، إضافة إلى تصنيف الكائنات الحية.
وتوزّع طاقم المشروع والخبراء الزائرون للعمل في فرق مختلفة في المدارس مع المعلمين، بهدف تطبيق ما تعلّموه من أفكار وطرائق جديدة في صفوفهم، وتمّ اختتام المرحلة الأولى بورشة تأملية تقييمية، عُرضت خلالها بعض أعمال المعلمات خلال الأسبوع، وتمّ فتح النقاش حول الجوانب المختلفة للتطبيق وفعاليته، ومدى إمكانية تطبيق المعلمين لنموذجٍ مصغرٍ عن التجربة في حصة مدرسية مدّتها 45 دقيقة.
وقال وستجيت عن تجربته في برنامج الاستضافة: "سعدتُ بتفاعلي مع المعلمين، وكيف استطاعوا تبنّي فلسفة التطبيق العملي وطريقة التعلم عبر الاستكشاف في تعليم العلوم، وقد أحرز البعض تقدّماً ملموساً بالانتقال إلى العالم الحقيقي للاستكشاف، وبناء الخبرة خارج الغرفة الصفية".
وأضاف: "كانت لدي فرصة للعمل مع طلاب من الصف السادس في البيئة المحيطة بهم في وادي فوكين بإشراف المعلمة إنعام عوينة، حيث استكشفنا مع الطلبة الصخور، وقمنا بجمع عينات حيّة شكّلت ركيزة للنقاش داخل الصف؛ ما أسعدني حقّاً هو وجود معلمين وطلاب متعطشين للتعلم حول الصخور والأحافير".
أما فيليب وكيتي فقالا: "سُررنا بالعمل مع طاقم المشروع ومع المعلمين الفلسطينيين من أجل تطوير العمل في التعلم المرتكز على الاستقصاء، فقد قمنا بتطوير الخطط معاً، وعملنا في مدارس مختلفة لمرافقة المعلمين في مشاريعهم التعليمية، كما عملنا مع الطلبة حول التصنيفات المتنوعة للكائنات الحية، ودارت نقاشات ساخنة بين الأطفال، أحدها كان فيما إذا كانت الطحالب نباتات وعائية أم لا وعائية".
من ناحيتها، قالت سمر قرش، الباحثة الرئيسة في المشروع: "يهدف البرنامج إلى إثراء معرفة المعلمين علمياً ومهنياً، فقد ظهرت حاجة لتطوير المعرفة العلمية لدى معظم المعلمين المشاركين في البرنامج في موضوعي الصخور والأحافير، وبخاصة أنّ بعض المعلومات في الكتب المدرسية غير محدّثة، ولا تجيب عن أسئلة المعلمين أو ما يطرحه الطلاب في الصف من تساؤلات تنشأ خلال التعليم".
وأضافت قرش: "وجدنا في برنامج الاستضافات فرصة لتحقيق الاستفادة المباشرة للطالب والمعلّم، من خلال التفاعل مع عالم خبير في علوم الأرض والأحافير، كما أنّه يساعد المعلمين في الحصول على مساندة في تخطيط مشاريعهم التعليمية عبر الاستقصاء، والدعم والإسناد الذي يتلقّونه من قبل الخبراء والباحثين في المركز، أثناء التطبيق العملي في الصفوف".
وتحدّثت المعلمة إنعام عوينة من مدرسة وادي فوكين الحكومية عن تجربتها قائلة: "تجربتي ضمن برنامج الاستضافة دفعتني لإعادة النظر في العملية التعليمية برّمتها، فقد اكتسبتُ من خلال البرنامج الكثير من الخبرات والمعارف في علم الأحافير والمعادن والصخور، إضافة إلى التدريب العملي في استخدام أسلوب الاستقصاء في التعليم في غرفة الصف، الذي سيخلق تقارباً ما بين المعلم وطلابه".
أما رباب عدوان من مدرسة بنات بتير الأساسية التابعة لوكالة الغوث، فقد رأت أنّ "التجربة كان لها أثر كبير عليَّ وعلى طالباتي، حيث كانت تجربة الاستقصاء مع طالبات الصف الخامس من الأيام التي لا تُنسى، فقد مكنتني من اكتشاف ذاتي أكثر، واكتشاف طالباتي وقدراتهن المكنونة، حيث استطعنا من خلال الدرس الوصول بهن إلى المعرفة والتفكير".
وقالت المعلمة إخلاص بنورة من مدرسة الفرير: "ما يميّز هذه التجربة عن غيرها هو التطبيق العمليّ داخل المدارس، والتفاعل الكبير الذي أبداه الطلبة مع المواضيع التي طُرحت، أما بالنسبة لي كمعلمة فقد فتحت لي هذه التجربة آفاقاً جديدةً، وخلقت لديّ تحدّياً للمضيّ قدماً والتطوّر في مجال التعليم".