استضاف مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في 6/ 4 البروفيسور الأميركي جيمس وستجيت، ضمن ورشة لطالبات مدرستي يبرود الأساسية المختلطة، وبنات فرعون الثانوية، بمشاركة 40 طالبة، وذلك ضمن مشروع في التاريخ الجيولوجي من خلال جمع الأحافير، الذي ينفذه المركز بالتعاون مع المدرستين.
وتأتي الورشة ضمن مشروع "الأحافير" أحد مشروعات "التكون المهني" الذي ينفذها المركز في المدارس الفلسطينية، من خلال توظيف "التعلم عبر المشروع"، بحيث تكون المدرسة ومعلموها وطلابها منخرطين في مشروع مجتمعي، يتعلم منه الطلاب عبر تنفيذ مهام يتطلبها المشروع من أجل إنجازه.
وأطلق وستجيت على طالبات المشروع لقب "عالمات الأحافير الصغار"، مبيناً أن "ما قمن به من عمل وبحث وقراءة في موضوع الأحافير، هو نفسه ما يقوم به عادة العلماء، فالطالبات قمن بعملية البحث عن المعرفة، وخلقن من تلك المعرفة تساؤلات هدفها إنتاج معرفة جديدة بالنسبة لهن، بطريقة إبداعية، فالطالبات بهذا العمر قمن بكل الخطوات وما زلن يبحثن عن معرفة جديدة، وهذا ما يقوم به العالم، حيث يبحث عن المعرفة، ويطورها، وينتج معرفته ويقدمها للآخرين".
واندهش وستجيت من تصرف الطالبات حين قمن بفصل عينات الأحافير التي جمعنها من الزيارة الميدانية، وبدأن يسألن عن العينات اللواتي ينتابهن الشك في كونها أحافير، ولم يسألن عن العينات الثابت تصنيفها بالنسبة لهن بأنها أحافير.
وأضاف وستجيت: "توجهت خلال الاستراحة إلى تلك العينات من أجل مشاهدتها والتأكد من أنها أحافير، واكتشفت وقتها أن كافة عينات الأحافير التي لم تسأل عنها الطالبات، هي بالفعل أحافير، وهذا مؤشر على قوة معرفة الطالبات بالأحافير. حقاً إنه مشروع يحتاج أن تتوقف عنده ونتعلم منه".
وتقود مشروع الأحافير المعلمتان سهاد السيد من مدرسة يبرود الأساسية المختلطة، والمعلمة أمل حمايدة من مدرسة بنات فرعون الثانوية.
وقالت المعلمة سهاد السيد: "كنت أقف كثيراً على أهداف الاستدلال، أثناء تحليل محتوي المقرر الدراسي، وأراجع عملية تحليل المحتوى بسؤال نفسي: هل حقيقة يتعرض طلابنا لأسئلة استدلالية تثير التفكير؟ لأتوصل لإجابة بأنه لا يتوفر لدينا أسئلة من هذا النوع، وجميع أهدافنا تنصب في إناء الأهداف المعرفية والتذكر والتطبيق، ولكن في ورشة الأحافير مع الخبير وستجيت، لمست حقيقة الأهداف الاستدلالية بكلماته وأسلوبه وطريقته تعامله مع الإجابة".
وأشارت حمايدة إلى أن "ورشة العمل جعلتنا نقف وقفة طويلة أمام الأسلوب والطريقة التي يجب أن نقدم فيها المعلومة لطلبتنا، وبخاصة فيما يتعلق بطبيعة المعرفة العلمية، فهي ليست أكيدة، ولكنها احتمالية".
وأضافت حمايدة: "أما المعرفة والأسلوب العلمي الذي قدمه وستجيت، فأسلوبه يشجع الطلبة والمعلمين على التفكير والتحليل، ما يقود إلى الإبداع، وهذا ما نفتقد له في حقيقة الأمر في مدارسنا".
وفي سياق متصل، عبرت الطالبة ساجدة عبد المطلب، من مدرسة يبرود الأساسية عن إعجابها بالورشة وبأسلوب تقديم المعرفة، مشيرة إلى أنها أصبحت لديها القدرة على تمييز الأحفورة عن غيرها.