نظم مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم في 9/ 2 يوماً علمياً في مدرسة الدقيقة الأساسية المختلطة شرقي يطا في جنوب الخليل، وذلك بالتعاون مع منتديي معلمي حلحول ودورا.
وتضمنت فعاليات اليوم أنشطة "نقاريش علمية"، وهي تجارب علمية بسيطة مستوحاة من البيئة اليومية وموجهة للأطفال وعائلاتهم، إضافة إلى عرض أفلام علمية، وتجارب تفاعلية منبثقة عن موضوع الأفلام المعروضة، ومجموعة من الأعمال اليدوية والفنية المستوحاة من قصص علمية، تم سردها على الأطفال في هذا اليوم.
وتميز اليوم بقيام طلبة متطوعين ومهتمين بالعلوم من مدارس مختلفة من حلحول ودورا شمال محافظة الخليل وجنوبها، بقيادة هذه الأنشطة تحت إشراف باحثي مشروع العلوم، حيث نُظمت لهم ورشة عمل سبقت هذا اليوم في موضوع التواصل العلمي، وكيفية بناء مثل هذه الأنشطة وإدارتها، وعرضها بشكل تفاعلي مع الجمهور.
وتحدث مدير المشروع د. نادر وهبة عن أهمية هذا النشاط في تشجيع الطلبة ومعلميهم من مدارس مختلفة بالقيام بمبادرات تطوعية وتشبيكية بين المدارس، وبخاصة تلك المهددة بالهدم مثل مدرسة الدقيقة.
وأضاف: "من خلال العلوم والأنشطة التفاعلية العلمية، يمكننا خلق فضاءات للأطفال لفهم التحديات التي تحيط بهم وبزملائهم الطلبة في المدارس المجاورة، وتبادل الأفكار والمعرفة فيما بينهم، فالهدف في النهاية وعبر العلوم خلق جيل واعٍ ومبادر وفاعل".
وتحدثت سمر قرش الباحثة الرئيسية في المشروع عن أهمية هذه الفعاليات في التشبيك مع منتديات المعلمين كونها مراكز استشعار معرفي وثقافي، يمكن من خلالها إدراك الاحتياجات التربوية والثقافية في سياقها المجتمعي، إضافة إلى فهم خصوصية المناطق التي تعمل معها المؤسسة، والتحديات التي تواجهها.
وأضافت "إن اختيار مدرسة الدقيقة في منطقة مسافر يطا كان اختياراً وفق حاجة حقيقية، فهذا النشاط هو مثال لعمل تربوي ثقافي في سياق تكاملي مع مجموعة من المعلمين والأطفال في منطقة مهددة، بهدف خلق حراك تربوي وثقافي ومجتمعي، حيث حمل الأطفال حصيلة هذه الأنشطة والأعمال الفنية معهم لتكون أدوات تجريب تثير تفكيرهم إلى ما بعد اللقاء".
وقالت بيسان بطراوي الباحثة في المشروع، إن مثل هذه الفعاليات مع الأطفال تصب في مجال الثقافة العلمية والاهتمام بالعلوم.
وأضافت: "نحن الآن نعمل في منطقة بعيدة عن معظم الأنشطة الثقافية والمجتمعية، حيث لمسنا اهتمام الأطفال بالعلوم، ربما لأنهم شعروا كيف ترتبط بحياتهم اليومية من خلال تجارب بسيطة مستوحاة من أدوات وأغراض ومواد نستخدمها كل يوم في البيت والمدرسة والحديقة والمطبخ، لذلك أردنا أن ننقل هذه التجربة لطلاب مدرسة الدقيقة".
أما مدير المدرسة وائل فقيات، فقد تحدث عن الظروف الصعبة التي يمر بها الأطفال في هذه المدرسة، مشيراً إلى "أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل مستمر على تفريغ هذه المنطقة من سكانها، وبعد معاناة شديدة تمت إقامة هذه المدرسة، وتوصيلها بالكهرباء، وإدخال التكنولوجيا فيها، على الرغم من تواضع البناء، واليوم نتواصل مع مؤسسة عبد المحسن القطَّان ومشروع العلوم، بهدف جذب اهتمام الطلبة بالعلوم، وما زاد من انجذاب الطلبة في هذه المدرسة للأنشطة، هو قيادة طلبة مثلهم من مدارس أخرى لها، ما خلق نوعاً من الدافعية، وكسر حاجز الخوف والخجل لديهم".