للمرة الأولى في الوطن العربي، حلّ مهرجان الأفلام العلمية، الذي ينظّمه معهد جوته منذ العام 2005، ضيفاً على فلسطين والأردن والإمارات العربية المتحدة، كسابقة تسعى إلى تعزيز الثقافة العلمية ونشرها بين فئات المجتمع، من خلال الأفلام والتلفزيون كوسائط إعلامية، بعد أنْ اقتصر المهرجان منذ إطلاقه على منطقة جنوب شرق آسيا.
وتمّ تنظيم المهرجان في فلسطين هذا العام باستضافة ورعاية من قبل مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم – مركز القطان للبحث والتطوير التربوي ومركز القطان للطفل- غزة في مؤسسة عبد المحسن القطان، وبالتعاون مع معهد غوته الألماني والمركز الثقافي الفرنسي، وأقيم المهرجان في الفترة ما بين 10-14 تشرين الثاني في كلّ من رام الله وغزة، إضافة إلى إحدى عشرة مدينة وبلدة وقرية فلسطينية أخرى.
وترى المؤسسة في هذا المهرجان وسيلة لدعم عملية تعليم العلوم في المدارس الفلسطينية، ومساهمة في رفع نوعية تعليم العلوم، وبخاصة كون القائمين على فعاليات المهرجان هم معلمون وطلبة من مدارس فلسطينية مختلفة، كما تولي المؤسسة أهمية خاصة لربط الأفلام العلمية بالتعليم، إذ أصبحت الأفلام العلمية إحدى الوسائل المهمة والفعّالة لنشر الوعي بالقضايا العلمية والتكنولوجية والبيئية المعاصرة بشكل ترفيهي وميسّر، ووسيلة لاستثارة النقاش بين شرائح مختلفة من الجمهور حول هذه القضايا.
وركّز المهرجان هذا العام على موضوع "الطاقة والاستدامة"، حيث تمّ عرض أفلام علمية ذات صلة، وقد كانت المؤسسة، بالتعاون مع مجموعة متميزة من معلمي العلوم، شريكاً في عملية اختيار الأفلام، وبناء أنشطة علمية تفاعلية مع الجمهور.
كما أشرفت المؤسسة، بالشراكة مع منتديات المعلمين في فلسطين، على تدريب المعلمين والطلبة، الذين أداروا فعاليات المهرجان، على الأنشطة المختلفة، وكيفية إشراك الجمهور بشكل تفاعلي، وعملت المؤسسة على بناء شراكات مع مؤسسات المجتمع المحلي لدعم فعاليات المهرجان.
وشاركت المؤسسة في الفترة نفسها، وبالتزامن مع مهرجان الأفلام العلمية، باحتفالية "أيام العلوم – فلسطين 2013" بالشراكة مع المركز الثقافي الفرنسي الألماني، وتمثّلت مشاركة المؤسسة بفعالية "نقاريش علمية"، وهي عبارة عن تجارب علمية تفاعلية بسيطة، تستهدف الأطفال وأهاليهم بهدف تشجيعهم على مناقشة المفاهيم العلمية وتطبيقاتها فيما بينهم.
كما شارك مركز القطان للطفل في غزة في احتفالية أيام العلوم للمرة الرابعة على التوالي، عبر فعاليات تتمحور حول الفلك تشمل أنشطة تفاعلية مع الأطفال، وسرداً قصصياً، ورحلات افتراضية عبر الدراما، وألعاب الإكس بوكس X-Box المرتبطة بالفضاء، إضافة إلى أنشطة وتجارب علمية تفاعلية استهدفت الأطفال وأهاليهم في مناطق مختلفة من القطاع.
وشملت احتفالية أيام العلوم مجموعة من الفعاليات المميّزة، منها فعالية "المقاهي العلمية"، التي ناقش خلالها الجمهور موضوعات علمية جدلية تحت إشراف خبراء وعلماء من مؤسسة (Atelier des Jours à Venir) الفرنسية، إضافة إلى فعالية "المكتبة المتنقلة" التي جال خلالها باص يحوي كتباً وأفلاماً علمية في المدارس التي تقع في أماكن نائية ومحرومة، كما شهدت أماكن عقد الاحتفالية عرضاً لبوسترات وصور حول ثيمات علمية معينة، إضافة إلى معروضات أخرى تفاعلية.
من جهة آخرى، استضاف المركز الثقافي الفرنسي على هامش أيام العلوم فريقاً من علماء الآثار من مؤسسة المختبر الأركيولوجي المتنقل في فرنسا، الذي عقد أنشطة مع الأطفال حول التنقيب عن الخزف والأواني الصينية القديمة، والتعرّف على الحضارات من خلالها. كما تم تنفيذ هذه الأنشطة في مركز القطان للطفل في غزة.
وعُقدت احتفالية أيام العلوم، ومهرجان الأفلام العلمية خلال الأيام الأربعة في كلّ من المدن والقرى الفلسطينية التالية: رام الله – مسرح القصبة، نعلين – رام الله (عبر مركز المعلمين في نعلين التابع لمركز القطان للبحث والتطوير التربوي)، بيرزيت (عبر مؤسسة النيزك)، قلقيلية (بالشراكة مع جمعية منتدى المثقفين في قلقيلية وحديقة الحيوانات – بلدية قلقيلية)، جنين (عبر منتدى معلمي يعبد وجنين والغرفة التجارية في جنين وسينما جنين)، الخليل (بالشراكة مع منتديات المعلمين في دورا وحلحول وإذنا، وبالتعاون مع المركز الكوري الفلسطيني – بلدية الخليل)، أريحا (بالشراكة مع مركز الطفل في بلدية أريحا ومدرسة الزبيدات الثانوية – وزارة التربية)، بيت لحم (بالتعاون مع دار الندوة)، القدس (بالشراكة مع دار إسعاف النشاشيبي/ مؤسسة دار الطفل العربي ومؤسسة يبوس للإنتاج الفني)، الناصرة (بالشراكة مع منتدى معلمي الناصرة، ومركز الطفولة في الناصرة)، نابلس (عبر مركز الطفولة الثقافي)، جميع محافظات غزة (عبر مركز القطان للطفل في غزة).