نظم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في 25 و26/ 4، في مقر جمعية الهلال الأحمر في البيرة، منتدى معلمي الدراما الثاني والعشرين الذي انخرط فيه 47 معلماً ومعلمة من رام الله، والخليل، ونابلس، وجنين، والناصرة، وحيفا.
وتضمن اليوم الأول العرض المسرحي "ذياب" للممثل المسرحي عامر حليحل؛ وهو عبارة عن مونودراما (كوميديا سوداء) لعب فيها حليحل دور ذياب بن غانم في "تغريبة بني هلال" الشهيرة.
وتسجل هذه التغريبة بطولات أبو زيد الهلالي، والسلطان حسن، وذياب بن غانم، الذين قادوا بني هلال في مسيرتهم الأسطورية بحثاً عن بلاد جديدة يعيشون فيها، بعد أن مات أهل بلادهم جوعاً وعطشاً. ولكن دياب هنا هو خليط ما بين البطولة الوهمية وسجل بطولات التاريخ العربي. والمسرحية من تأليف علاء حليحل وإخراج سليم ضو.
تبع عرض المسرحية نقاش حولها مع الممثل الذي أشار إلى: "أن هذه المسرحية تعرض منذ العام 2005، إلا أن هناك تغييرات في كل تلك العروض تكمن في علاقة الممثل بالحضور، وليس بالتفاصيل الموجودة في النص أو الموجودات".
وأضاف حليحل: إن اقتناع الشخص بكونه وما يفعله حقيقياً، هو الذي يمنح المسرحي صدقه، وبالتالي ليس مهماً مكان العرض؛ سواء أكان في رام الله، أم مخيم الدهيشة، أم استراليا، أم نيويورك، أم أي مكان في العالم، فالعالم ليس أكبر منك أنت أكبر منه".
وقال المعلم معتصم أطرش أحد أعضاء المنتدى: "بدت المسرحية وكأنها فوضى تحاكي الفوضى التي تعيش فينا ونعيش فيها من البداية وحتى النهاية، كنت أركض خلف النص وما زلت أركض كما الحياة محاولاً فهم الحقيقة. وهذا هو الشعور الذي خرجت به من العرض ... لقد ذكرتني بالمتاهة التي لم أنسها".
وأشارت المعلمة إسلام أبو زعرور من جنين: "المسرحية واقعية تحكي عن تاريخ الأمة العربية، وحملت الطابع الهزلي والجدي معاً. كان الفنان مبدعاً بطريقة عرضه للأحداث، حيث مرت 50 دقيقة دون أن نشعر بأي ملل، صورة الحياة عبارة عن باخرة تسير. لقد فتحت جروحنا، ذكرتنا بأمجاد العرب أيام صلاح الدين الأيوبي كما ذكرتنا بالهزيمة في أيامنا، وتقاتل العرب فيما بينهم، وترك فلسطين والهروب كلما وصلوا إلى حدودها كي يحرروها.
وانخرط المعلمون في اليوم الثاني من المنتدى في تطبيقات لدروس درامية مقترحة مع المعلمين المنخرطين في الحلقة البحثية؛ وهي مشروع بحثي مع خمسة معلمين لمدة سنتين يشرف عليه البروفيسور ديفيد ديفيز، وسيصدر عن المشروع البحثي كتابات تتناول أثر توظيف الدراما في التعليم في السياق الفلسطيني، سيتم نشرها في نهاية السنتين.
يذكر أن الحلقة البحثية تنعقد بإشراف البروفيسور ديفيد ديفيز.
وعلق ديفيز على مجريات التطبيق بأنه يرى تحسناً ملحوظاً في أداء المعلمين المنخرطين معه في المشروع البحثي، وأن أداءهم في حصصهم مع طلابهم يفاجئه بعد كل زيارة وأخرى.
وإثر تطبيق الدرسين المقترحين، قام المعلمون بتحليلهما وتقديم اقتراحات بغرض تطويرهما قبل تطبيقهما مع الطلاب في المدارس.