المنامة – حصل عمر القطان، أمين سر مجلس أمناء مؤسسة عبد المحسن القطان، على جائزة البنكي لشخصية العام الثقافية، وذلك في احتفالية خاصة نظمتها وزارة الثقافة في مملكة البحرين في المسرح الوطني في المنامة، بحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وعدد من الشخصيات والمثقّفين والمهتمين بالأدب والفنون.
وتسلّم السفير الفلسطيني لدى مملكة البحرين السيد طه محمد عبد القادر الجائزة بالنيابة عن القطان، ووجّه شكره إلى وزارة الثقافة.
وتهدف الجائزة، التي سميت تكريماً للمفكّر والمثقف الراحل محمد البنكي، وكيل وزارة الثقافة والإعلام البحرينية، إلى تنمية الفكر والإبداع في الحقل الثقافي، وتشمل كافة مساهمات المفكرين، والباحثين، والفنانين وأصحاب الإنجازات الثقافية المتنوعة. كما تطرح رؤية مستقبلية للأفق الفكري تفضي إلى مزيد من روّاد الثقافة في شتّى أنحاء الوطن العربي.
ونال القطّان الجائزة عن مجمل أعماله في حقل الثقافة، بما فيها بناء وخلق المبادرات والمشاريع الثقافية والنشر والإنتاج السينمائي والترويج للثقافة العربية وتطويرها، وعمله في مؤسسة عبد المحسن القطان التي أنشأتها عائلته كمؤسسة خيرية العام 1993 لتصبح مؤسسة ثقافية رائدة في فلسطين والمنطقة، إضافة إلى مشاريع المؤسسة التي تركز على التنمية التربوية والثقافية للأطفال والشباب. كما أطلق القطان برنامج الثقافة والعلوم في مؤسسة عبد المحسن القطان وأداره خلال الفترة بين 1999 حتى 2004، ثم صمّم وأطلق البرنامج الفلسطيني للمرئي والمسموع في مجال السينما والتلفزيون. وفي أواخر العام 2008، أشرف على إنشاء قاعات الموزاييك في لندن، أحد مشاريع المؤسسة، كمساحة مستقلة للفنون والإبداعات التي تعنى بالعالم العربي.
والقطان عضو ناشط في مؤسسة التعاون منذ العام 1991، ويرأس حالياً فريق عمل المتحف الفلسطيني الذي سيقام لحفظ ذاكرة الشعب الفلسطيني وكمنبر للحوار الفلسطيني الثقافي. كما يرأس مهرجان "شباك" للثقافة العربية المعاصرة في لندن للعام 2013.
درس القطان الأدب الإنجليزي في جامعة أكسفورد، ثم تخصّص في الإخراج السينمائي في بروكسل في معهد (Institut National Supérieur des Arts du Spectacles -INSAS). وبدأ مسيرته المهنية بإخراج فيلم وثائقي تحت عنوان "أحلام في فراغ"، الحائز على جائزة جوريس ايفنز في العام 1991، وهو من أول الأفلام التي تسلّط الضوء على الإسلام السياسي. بعد ذلك، أنتج "حكاية الجواهر الثلاث" للمخرج ميشيل خليفي في العام 1994-1995، وهو أول فيلم روائي صور بالكامل في قطاع غزة. وشارك الفيلم في مهرجان كان السينمائي وحصل على مجموعة من الجوائز الدولية. وعمل منذئذ على العديد من الأفلام كان آخرها فيلم "زنديق" العام 2009، وهو فيلم روائي طويل للمخرج ميشيل خليفي. حاز الفيلم على جائزة المهر لأفضل فيلم روائي عربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
من جهة أخرى، يتولّى القطان منصب مدير غير تنفيذي لشركة الهاني للإنشاءات والتجارة في الكويت، وهي شركة رائدة في بناء المشاريع العامة واسعة النطاق على غرار مشروع مكتبة الكويت الوطنية الذي أنجز مؤخراً.
كتب القطان في منشورات عدّة باللغتين الإنجليزية والعربية، منها (New Statesman)، و(Vertigo)، و(Open Democracy)، و(CounterPunch)، وصحيفتي الحياة، والقدس العربي. كما شارك في تحرير منشورات عدة باللغتين، منها "آفاق جديدة في الفن الفلسطيني"، إضافة إلى "الأمل واللحظة الجمالية"، وهما كتالوجان أصدرتهما مؤسسة عبد المحسن القطان عن أعمال فنانين فلسطينيين شباب. كما ساهم القطان في كتابة فصول في كتابي: أحلام أمة (في السينما الفلسطينية)، والنكبة: فلسطين، 1948 والذاكرة.