مراكماً على تجربة "القطان" في مجال تعليم العلوم في السياقات غير الرسمية
رام الله: مشروع "ستيم بال هاوس" يطلق
أولى ورشاته التدريبية بحضور 8 معلمات
رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان – 12/2/2024):
أطلق مشروع "ستيم بال هاوس"، السبت 27 كانون الثاني 2024 في مقر مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله، أولى ورشاته التدريبية، بحضور 8 معلمات من جنين، وبيت لحم، والخليل.
ويأتي هذا المشروع مراكماً على تجربة عمل "القطان" التربوية التي بنتها خلال السنوات الماضية في مجال تعليم العلوم في السياقات غير الرسمية، ممتداً نحو جغرافيات ومناطق جديدة، من خلال إنشاء أندية متخصصة في مجال ستيم (STEAM) في مدارس مختلفة في الضفة الغربية، وذلك بالشراكة مع منتدى الفكر الشبابي في جنين، ووكالة التنمية البلجيكية (Enabel) وبتمويل مشترك مع الحكومة البلجيكية.
يهدف هذا التوجه التعليمي إلى فتح أعين المئات من طلاب المدارس، على آفاق واسعة من الخيارات والفرص الابتكارية، في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، أو ما يعرف بـ"ستيم" (STEAM)، وكيف يمكن توظيفها في تحسين ظروف الحياة، وتقديم حلولٍ ابتكارية عملية لتحديات التغير المناخي.
هذا، ويركز المشروع، الذي يمتد لثلاث سنوات، على تمكين الطلاب من مهارات الملاحظة والتفكير النقدي وحل المشكلات، إلى جانب تحفيزهم على طرح الأسئلة الملهمة ومساندتهم في القيام بأنشطة عملية في مجالات "ستيم"، متيحاً لهم فرصة العمل على نماذج مشاريع وأنشطة توعوية في مجتمعاتهم.
كما يشجع المشروع المعلمين على الانفتاح نحو الاستكشاف والانخراط في تجربة تعلّمية تشاركية مع طلبتهم، ومشاركة تعلمهم مع أطفال آخرين عبر تنظيم المخيمات العلمية وغيرها من الفعاليات مع الجمهور، الأمر الذي يسهم في تكونهم المهني وتعزيز مهاراتهم القيادية في هذه الحقول.
هذا، وركزت الورشة على تزويد المعلمات بالمهارات والمعرفة الأساسية اللازمة لقيادة أندية "ستيم" داخل مدارسهن، بشكل يتكامل مع التعليم الرسمي، حيث تعمقت المشاركات في تجارب عملية استخدمن فيها الإلكترونيات والبرمجة وآلات يدوية متنوعة، وتمكنَّ معاً من تصميم نماذج عمل أولية راعين فيها احتياجات ذوي الإعاقة، في إضافة نوعية للنشاط.
يعتمد البرنامج، بشكل جوهري، على رؤية نقدية تعتمد على "الحكمة" المحلية في التعامل مع كوكب الأرض، والخبرة الثقافية الغنية للمجتمع الفلسطيني في مواجهة تحديات التغير المناخي، وعدم القدرة على الاستفادة من المصادر الطبيعية بسبب هيمنة الاحتلال عليها.
وحول ذلك، تقول الخبيرة التربوية المختصة في تعليم "ستيم"، عرين الحلو: "عندما نفكر بقضايا البيئة، لا يقتصر الأمر على الصورة النمطية التي يروّج لها ككماليات، إنما ننظر إلى الأمر بعين محليّة، نابعة من المكان، ومشكلاته، واحتياجاته، وظروفه".
وتوضح: "مثلاً في فلسطين لن يكون اهتمامنا بمخلّفات المصانع في مستوى اهتمامنا نفسه بتحرير مصادر الطاقة، وخلق البدائل، في الوقت الذي نرى فيه أهلنا في غزة قد أبدعوا في خلق مصادر بديلة للطاقة من مواد أولية، وساهموا في حل العديد من التحديات التي فرضها الاحتلال والعدوان الإسرائيلي عليهم، وهذا ما نتدرب عليه من خلال "ستيم"؛ أن نفكر بطرق بديلة، للصمود في أرضنا".
بهذا الوصف تعيد الحلو تعريف علاقتنا مع مفهوم البيئة وقضاياها، وما نقصده بالتفكير الصديق للبيئة، مضيفةً "بأننا في فلسطين، على علاقة وطيدة مع الأرض والبيئة، وما زلنا نحافظ عليها بشكل أو بآخر، ويأتي هذا المشروع بما يحمله من أفكار مصمماً خصيصاً في هذا المجال من أجل تمكين الشباب وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لتوطيد هذه العلاقة بين الفلسطيني وأرضه وبيئته".
لم تكن المشاركات أقل حماسةً، فعلى الرغم من الصعوبات التي واجهنها للوصول إلى التدريب، نتيجة لإغلاقات الطرق وكثرة نقاط التفتيش التي يفرضها الاحتلال، فقد أظهرن التزاماً ملهماً، إيماناً بدورهن في تطوير العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، في مجتمعاتهن المدرسية، ودورهن في تمثيل نماذج ملهمة للجيل القادم ليحب العلوم.