يستلهم هذا القسم الفيلم الأول في هذه السلسلة، ليبحث في مناطق تولد فيها ضروب النضال وتتواصل. ويحكي كلّ فيلم قصة منطقة سيّسها الاحتلال وحمتها مقاومة الشعب. تعرض الأفلام الثلاثة ديناميات مختلفة للطريقة التي يمكن أن يتفاعل بها فيلم وثائقي مع الشعب وحركته وأرضه. في فضاءات الاستثناء (Spaces of Exception)، يقيم مالك رسامني ومات بيترسون رابطاً فريداً وفاعلاً بين الأميركيين الأصليين في محميات موجودة في أرجاء الولايات المتحدة والفلسطينيين في مخيمات اللاجئين حول لبنان. يتساءل الفيلم عن الروابط التي يمكن إقامتها بين هؤلاء وأولئك، وبين الفضاءات التي يقطنونها. وما أنواع المقاومة التي يمكن أن تولد، في مثل هذه الفضاءات على وجه التحديد، وترمي إلى تقرير المصير والاستقلال الذاتي؟ ويوثّق أموسو (Amussu) كلّاً من الواقع والأداء اللذين يغذيان ثورة سلمية. إذ يحمي مزارعو قرية إميضر بالمغرب أراضيهم من تهديدات منجم الفضة المجاور. وأخيراً، فإنَّ فيلم الأرض المفقودة (Lost Land) هو فيلم وثائقي رصدي يتأمل في التحدي السلمي الذي يواجه به الشعب الصحراوي القيود المفروضة بالعنف. وتحكي صور البشر والمشاهد الطبيعية قصة مكان يغدو فيه الشعب والأرض واحداً.
فضاءات الاستثناء (2019)
90 دقيقة | الولايات المتحدة / لبنان | الإنجليزية| المخرج: مات بيترسون ومالك رسامني
عن الفيلم:
يصوّر هذا الفيلم محميات "الهنود الأميركيين" ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، من العام 2014 إلى العام 2017، في أريزونا ونيو مكسيكو ونيويورك وداكوتا الجنوبية، كما في لبنان والضفة الغربية. وهو محاولة لفهم أهمية الأرض -ذاكرتها وانقساماتها- وظروف الحياة والجماعة والسيادة. ويسعى المخرجان مالك رسامني ومات بيترسون وراء ما تجسّده هذه الفضاءات. فالمخيمات، كما يصفانها، هي مسقط رأس انتفاضتين، وفضاء لحفظ الذاكرة والتراث. وتعتبر المحميات الأميركية، أيضاً، فضاءات تعيش فيها التقاليد المحلية وتُمارَس. وهذان الفضاءان كلاهما أيضاً مثالان حيَّان على التناقض الإنساني، والفشل الناجم عن الاحتلال والاستعمار على التوالي.
يأتي فضاءات الاستثناء من مشروع الوسائط المتعددة طويل المدى الموسوم "أهل البلد واللاجئون". يرجى زيارة المركز الرئيس للمشروع -https://thenativeandtherefugee.com/- لمزيد من مقاطع الفيديو والمقالات.
أموسو (2019)
100 دقيقة| المغرب| الأمازيغية مع ترجمة إنجليزية| المخرج: نادر بوحومش
عن الفيلم:
إميضر، قرية في جنوب شرق المغرب: قام منجم فضة جشع بسحب المياه الجوفية على مدى عقود، ما أدى إلى جفاف بساتين اللوز التابعة لجماعة أمازيغية صغيرة. تمرد أهل القرية سلمياً في العام 2011، خوفاً من اختفاء واحتهم الهشة، وتدمير سبل عيشهم، وأغلقوا خط أنابيب مياه رئيساً متجهاً نحو المنجم. وبعد سبع سنوات، واصلوا ما بدأوه واحتلوا المنجم بإقامة مخيم للاحتجاج تحول الآن إلى قرية صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية. غير أنَّ أكبر منجم للفضة في أفريقيا، ذلك المنجم الذي تدعمه أجهزة المخابرات المتواطئة وتحمية الشرطة بقوة، ليس خصماً سهلاً. قُبض على العشرات لمشاركتهم في ما أطلق عليه القرويون اسم "الحركة على الطريق 96" (Amussu of Ubrid n'96). لكن القرويين الصامدين يواصلون المقاومة بالموارد القليلة المتاحة لهم: الأغاني والخبز اليابس والاحتجاجات الأسبوعية والكاميرات الرقيقة، ومهرجانات السينما، والإبداع اللامتناهي.
تستكشف هذه المقابلة بين باسكال فخري، المديرة الإبداعية لـALFILM ، ونادير بوهموش، مخرج أموسو، بعض القضايا في الفيلم: المنجم والحركة والسياقات هناك. (الحوار بالإنجليزية):
https://www.youtube.com/watch?v=2mxACyWrrtw
الأرض المفقودة (2011)
عن الفيلم:
تقع الصحراء الغربية على امتداد جدار طوله 2400 كيلومتر أقامه الجيش المغربي. وهي اليوم مقسمة إلى قسمين: أحدهما تحت سيطرة المغرب، والآخر تحت سيطرة جبهة البوليساريو؛ حركة التحرير الوطني الصحراوي. والفيلم مستوحى من قصص الفرار والنفي والانتظار اللامتناهي والمعتقلين والمضطهدين على جانبي هذا الجدار، وهو بذلك شهادة على الشعب الصحراوي وأرضه ووقوعه في فخّ أحلام الآخرين. ويأتي الأرض المفقودة في شكل جمالي يتسامى مع الواقع، ويجاور بين المشاهد الناطقة المعبّرة والصور بالأبيض والأسود والشعرية.