عقدت مؤسسة دالية المجتمعيّة الجلسة الختاميّة لعرض نتائج البحث حول التحديات التي تواجه الأطفال (14-16 عاماً) في مجتمع كفر عقب، الذي قامت به المؤسسة عبر برنامج الساحة، وكجزء من مشروع "العونة من خلال الثقافة والفن"، بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطّان، عبر مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعيّة.
وتأتي هذه الجلسة في ختام مجموعة لقاءات قام بها فريق بحثي خارجيّ (مؤسسة Grants) والمؤسسات المحليّة والرسميّة المتمركزة في منطقة كفر عقب، ونحو 65 طالباً وطالبة من عمر (14-16) في 4 مدارس مختلفة، حيث هدفت ورشات الأطفال إلى دراسة التحديات والصعوبات التي يواجهونها في منطقة كفر عقب، وتقديم الدعم النفسيّ لهم، من خلال استخدام الأدوات الفنيّة والثقافة.
يشير الفنّان التشكيليّ جاسم شومان، مقدّم هذه الورشات، إلى رصده أسلوباً دفاعياً عوضاً عن سيادة صفات كالانعزال والحذر في سلوك أطفال المنطقة، وصد كلّ ما هو جديد، ولذلك استخدم معهم التعبير البصري والرسم وتشكيل الطين وغيرها من الأنشطة الترفيهيّة لمساعدتهم على التعبير عن دواخلهم وهمومهم ومشاكلهم، للوصول إلى تشكيل بيئة آمنة ومريحة.
تعاني منطقة كفر عقب من مشاكل وتحديّات عدّة تفرض تركيبة مختلفة للهوية المجتمعية، حيث تطغى الذات الفرديّة على الجمعيّة، وتسود الثقافة المجتمعيّة التي تشجّع على استخدام العنف والتنمّر وغيرهما كوسائل دفاعيّة للفرد، دون الالتفات إلى حلّ المشاكل بطرق مختلفة. فيما يرى شومان أن الأطفال عبارة عن كتلة توتر تحمل همّ المكان بمشاكله وبنيته التحتية السيئة والمعاناة المرتبطة بضعف الخدمات المقدّمة للأهالي في تلك المنطقة، حيث يصعُب فصلُ الأطفال عن محيطهم العامّ، وقد أكد البحث الميدانيّ على أن ذلك يؤدي إلى انعدام الأمن الفرديّ للأطفال، ويترك أثراً سلبياً على مدى ارتباطهم بالمنطقة.
خلال الجلسة الختاميّة، التي عُقدت يوم السبت 11/03/2023 في بيت الكرمة، عرضت الباحثة مع مؤسسة (Grants) يسرى حسوّنة نتائج البحث الميدانيّ، مركزةً على ما سبق، وعارضةً التحديات المرتبطة بالمكان والثقافة والبُنية التحتيّة، كما لخصت مخرجات البحث التي تم عرضها عن طريق رسم جداريات، بالتعاون مع فنانين محليين، تكون موضوعاتها وأماكن رسمها من اختيار الأطفال، إيماناً بأهمية ترك بصمة في المنطقة كجزء من التوازن الذي يفرضه الأطفال على المنطقة وتأثيراتها عليهم، إلى جانب تصميم عرض مسرحي يعبّر عن واقعهم وهمومهم وانشغالاتهم، في محاولةٍ لتسليط الضوء عليها، وطرحها أمام أصحاب القرار كوسيلة ضغط للعمل باتجاه إيجاد حلول من خلال أدوات الثقافيّة.
يسعى برنامج الساحة -مؤسسة دالية المجتمعيّة- في بيت الكرمة الكائن في بلدة كفر عقب، والقائم على مشروع "العونة من خلال الثقافة والفنّ"، إلى خلق مساحة مجتمعيّة تستهدف فئات المجتمع، وتدعوهم إلى الحوار ونقاش قضايا ومواضيع تخصّهم، إضافة إلى استرجاع مفهوم العونة الفلسطينيّة (مساعدة الناس لبعض البعض).
فيما يفتقد المجتمع الفلسطينيّ في كفر عقب المساحة والفضاء العام بسبب التوسّع العمرانيّ السريع، وسياسة الاستعمار الساعية إلى تفريغ سكان القدس فيها، بحيث يبلغ عدد سكان بلدة كفر عقب ما بين 120-150 ألف نسمة، محصورين في 20 دونماً، ويعانون من بيئة معيشيّة واقتصاديّة مُهملة، إلى جانب كونها منطقة محصورة ومحدّدة.
يُشار إلى أن مشروع "العونة من خلال الثقافة والفن"، يُنفذ بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطَّان وبتمويل مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).