"تضامنات استعمارية"
(الإثنين 21/11/2022)
تدعوكم مؤسسة عبد المحسن القطان، لحضور ندوة بعنوان "تضامنات استعمارية"، ضمن معرض "مسح الـ(لا) تضامن"، وذلك يوم الإثنين 21/11/2022 الساعة الخامسة مساءً.
يرتبط مفهوم التضامن، عادة، بالوقوف إلى جانب الشعوب المقهورة ومساندتهم في نضالاتهم العادلة، ضد الظلم، والإخضاع، والسيطرة الاستعمارية، والإمبريالية. لكن، كيف تتكاتف الجهود الاستعمارية في دعم مشروع استعماري آخر؟ وكيف يصبح الاستعمار، بمعناه الأوسع، نظاماً للهيمنة والسيطرة والاستيلاء على الأرض، وإبادة السكان الأصليين أو إخضاعهم في أحسن الأحوال؟ وكيف يصبح حاضنة تنتج أنظمة استعمار جديدة، يدعمها، ويدفع بها لتصبح قائمة بحد ذاتها، ويستمر لاحقاً في رعايتها لضمان استمراريتها؟ أي كيف يتضامن المستعمرون؟
تضافرت الجهود الاستعمارية لدعم الحركة الصهيونية منذ تأسيسها كحركة استعمارية استيطانية تهدف إلى الاستيلاء على أرض فلسطين وإنشاء وطن قومي لليهود فيها، من خلال المساهمة في بلورة ونشر الدعاية الصهيونية، وتوفير الدعم المادي لها.
تهدف هذه الندوة لعرض نماذج مختلفة من أشكال التضامن مع الحركة الصهيونية، وإسرائيل كدولة استعمار استيطاني، التي بدأت مع نشوء الحركة الصهيونية وحتى يومنا هذا.
تتضمن الندوة أربع مداخلات:
1. التأريخ العسكري الصهيوني للحرب العظمى وصناعة التضامن الاستعماري مع "إسرائيل"
خالد عودة الله
مع تقدم العمليات العسكرية الإمبريالية في الحرب العظمى على فلسطين، وتحولها من حرب دفاعية عن قناة السويس إلى حرب هجومية هدفها القدس ودمشق، تسارعت عملية تحويل المشروع الصهيوني في بلادنا إلى واقع على الأرض كمشروع إمبريالي بريطاني وظيفي.
بعد مرور أكثر من 100 عام على نهاية الحرب العظمى في بلادنا فلسطين، تنشط ما يسمى "جمعية إرث الحرب العالمية الأولى في إسرائيل" في كتابة تاريخ العمليات العسكرية للحرب بروح إمبريالية، وتنظيم أيام دراسية وجولات ميدانية في مواقعها ودروبها، ولا يقتصر نشاط الجمعية على البعد المعرفي والتثقيفي، وإنما تنشط، أيضاً، في ممارسات تخليد الذكرى، التي يشارك فيها أحفاد جنود الإمبراطورية البريطانية، وممثلون من السلك الدبلوماسي للدول التي شاركت في الحرب العظمى على أرض فلسطين، والتي كانت حينها تقاتل في جيش الإمبراطورية بصفتها مستعمرات بريطانية. سأقدم في مداخلتي هذه، تحليلاً لعمل "جمعية إرث الحرب العالمية الأولى في إسرائيل" كجهاز استعماري صهيوني، يتوسل التاريخ العسكري للحرب العظمى في فلسطين مدخلاً لصناعة التضامن مع "إسرائيل" بصيانة صلتها بالرحم الإمبريالي الذي ولدت منه.
خالد عودة الله
محاضر وباحث في الدراسات الاستعمارية والتاريخ العسكري والجغرافيا التاريخية لبلادنا فلسطين.
2. المداخلة الثانية: خلق التضامنيّة الصهيونيّة بالوهمية والإيهام وبالواقعية والإلهام-الصندوق القومي اليهودي .. نموذجاً
عمر الغباري
منذ تأسيسه العام 1901، يعمل الصندوق القومي اليهودي كذراع تنفيذيّة للحركة الصهيونيّة. وقد سعى هذا الصندوق -باسم "الشعب اليهوديّ"- إلى "تخليص أرض الشعب اليهودي" من "الأغراب"، واستعادة ملكيتها وجعلها ملكاً وقفيّاً خالصّاً لليهود فقط.
نشط الصندوق القومي اليهودي، بداية، بين الجاليات اليهودية في أوروبا وأمريكا الشمالية، من أجل جمع الأموال بهدف "شراء" الأراضي في فلسطين وتهويدها، مستثيراً المشاعر الدينية لدى يهود العالم، متّخذاً بالعبرية اسم "كيرن كييمت" وهو مصطلح دينيّ مذكور في الكتاب المقدس اليهودي، وبالإنجليزية اسم (Jewish National Fund) المستلهم من روح المرحلة السياسية–الاستعمارية-الاقتصاديّة التي سادت في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين.
بعد 120 عاماً من تأسيسه، ما زال الصندوق القومي اليهودي من أقوى وأثرى المؤسسات الصهيونية، وقد تشعبت فعالياته لترسيخ الاستعمار واستدامته، إلى برامج متجددة ملائمة لروح العصر في مجالات البيئة والتربية والاستيطان وغيرها، مستمرّاً في ترويج الفرية بأن فلسطين أرض فارغة قاحلة، وأن أموال المتبرعين تساهم في "إحياء القفر وجعل الصحراء خضراء".
عمر الغباري
محاضر فلسطينيّ في موضوع النكبة والهويّة وحقّ العودة، ومرشد جولات في القرى والبلدات الفلسطينية المهجّرة.
3. المداخلة الثالثة: زيارة الفصل العنصري على الطريقة الإسرائيلية
سام بحور
إذا كانت هجرة اليهود إلى إسرائيل لا تواكب النمو السكاني غير اليهودي في إسرائيل، فإن طبيعة الدولة، وربما الدولة نفسها، تواجه تهديداً وجودياً. أضف إلى ذلك الأعداد المتزايدة من المشرعين حول العالم الذين يشككون في الممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وتجد إسرائيل نفسها في مأزق لم يسبق له مثيل.
لمواجهة هذه التهديدات، جمعت المؤسسة اليهودية ودولة إسرائيل أيديهما ومواردهما معاً لجعل إسرائيل أكثر جاذبية للأجيال الناشئة من اليهود في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى انحياز المشرعين في الدعم الغربي المستمر لإسرائيل، آخذين من الرحلات إلى إسرائيل الركيزة الأساسية لاستراتيجيتهم لمواجهة هذا التهديد. يستكشف هذا العرض ظهور رحلات لغرض غرس التضامن مع إسرائيل. كما سيتطرق إلى الكيفية التي تؤدي بها هذه الرحلات إلى نتائج عكسية فيما يتعلق بأهدافها المقصودة.
سام بحور
مستشار أعمال فلسطيني-أمريكي، وسياسي مستقل مقيم في رام الله.
4. المداخلة الرابعة: مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل
أليسا وايز
دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، رغم ارتباطه غالباً بالجالية اليهودية الأمريكية، فإن نصيب الأسد منه يأتي من الصهاينة المسيحيين الإنجيليين. تضم منظمة "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل"؛ وهي أكبر منظمة مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، أعضاء أكثر من إجمالي عدد السكان اليهود في الولايات المتحدة. يعتمد هذا الدعم لإسرائيل على مجموعة من المعتقدات السياسية واللاهوتية، بما في ذلك أن عودة اليهود إلى فلسطين التاريخية هي شرط مسبق ضروري لمجيء المسيح الثاني، واعتقادهم أنه في تلك المرحلة يجب على اليهود التحول، أو الاحتراق في الجحيم. لا تكاد توجد فكرة معادية للسامية أكثر من ذلك، لكن اليهود الأمريكيين، الذين أعمى دعمهم لإسرائيل، مستعدون لإقامة قضية مشتركة مع المسيحيين الصهاينة لتحقيق أهدافهم السياسية. ولأن 25% من سكان الولايات المتحدة مسيحيون إنجيليون، فإن هذا يرقى إلى كتلة تصويت ضخمة، وقوة ضغط في الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل من النقد، وضمان شيك على بياض للجيش الإسرائيلي. هذا النوع من التضامن بين الصهاينة المسيحيين الإنجيليين والصهاينة اليهود مع دولة إسرائيل، هو بالطبع تهديد رئيسي وفوري للفلسطينيين، ولكنه يشكل، أيضاً، مخاطر جسيمة على اليهود.
أليسا وايز
ناشطة اجتماعية، ومسؤول تنظيمي. تتمتع بأكثر من عقدين من الخبرة في بناء الحركات الاجتماعية. كانت قائدة فريق العمل في منظمة (JVP) من 2011 إلى 2021.
يحاورهم: أنطوان شلحت
باحث في الشؤون الإسرائيلية، وناقد أدبي أنجز مجموعة كتب في مجال النقد الأدبي، كما ترجم عن العبرية كتباً عدة، بينها أعمال لكتاب وأدباء إسرائيليين.