اختتمت وحدة التكون التربوي/برنامج التربية والثقافة في مؤسسة عبد المحسن القطان، بالشراكة مع وحدة الإشراف في مديرية التربية والتعليم – شمال الخليل، دورة تدريبية امتدت على مدار 3 أيام (8-10 آب 2021) وذلك بمشاركة 50 معلماً ومعلمة من تخصصي اللغة العربية واللغة الإنجليزية من مناطق مختلفة من محافظة الخليل.
ونفذ اللقاءات التدريبية كل من الباحثين في البرنامج د. نادر وهبة، ومعتصم الأطرش، وفيفيان طنوس، ومالك الريماوي.
بُني التدريب على موضوعات تم اختيارها من منهاجي اللغتين العربية والإنجليزية للمراحل الأساسية الوسطى، مستخدمين في ذلك منهجية عباءة الخبير، كمنهجية تعليم تكاملية، تقوم على بناء أدوار مختلفة لكل من المعلم وطلابه، يعملون ويتعلمون في آن واحد ضمن مشروع، ينتج عنه معارف ومهارات وقيم جديدة، تبني خبرة الطلاب كأفراد مسؤولين.
انخرط معلمو اللغة العربية في تجربة تعلمية وظفت فيها منهجية عباءة الخبير التي صممت على أحد دروس الصف الخامس بعنوان "دلال المغربي".
ولعب المعلمون دور "خبراء في مجال الفن"، تم توكيلهم من قبل مؤسسة فلسطينية تعنى بالمرأة الفلسطينية وحضورها العالمي، لتنظيم معرض فني يقدم النساء الفلسطينيات الرائدات في مجالات مختلفة كالفن والسياسة والثقافة والأدب، من خلال صورة بورتريه لكل شخصية، بطاقة تعريفية لكل منها، ونص مكتوب يعرف الجمهور عن هذه الشخصية، وقد استخدم المعلمون الكثير من المصادر في إتمام هذه المهمة، وبناء الكثير من المهارات لتحقيقها.
وفي اليوم الثالث، قام المعلمون والمعلمات بالعمل معاً على إنتاج مخططات تعليمية ضمن منهجية عباءة الخبير، مبنية على الكتب والنصوص المنهاجية والصفوف من الخامس حتى العاشر، حيث نتج عن ذلك 4 مخططات تضمنت عناصر العباءة الرئيسية واعتبارات الدراما كشكل فني، واعتبارات المنهاج كمعرفة وفن ومهارة واستخدامات اللغة في بناء المعاني وإنتاج النصوص.
أما معلمو اللغة الإنجليزية، فقد مروا بتجربة تكاملية لعبوا فيها دور فريق مرشدين سياحيين مسؤول عن محمية طبيعية سياحية وأثرية قاموا ببنائها بعد عملية بحث واستقصاء لتتحول إلى محمية مؤهلة لاستقبال السائحين من مختلف أنحاء العالم. وفي مرحلة ما، تم توكيلهم من قبل سائحة في مهمة بناء نصب تذكاري لقبر جدها الذي وجد في المحمية بهدف تخليد ذكراه، ولكي يتعرف السائحون على سيرته الذاتية وسبب حبه لهذه البلاد، وذلك بطرق إبداعية. وركز التعلم في هذه العباءة على مهارات التواصل الرسمي؛ وهي إحدى كفاءات منهاج اللغة الإنكليزية، إضافة إلى توظيف مواضيع متنوعة في المنهاج بهذه العباءة.
تأملات المشاركين
وقالت المعلمة إنعام عيايدة، من مدرسة ماريا القبطية الأساسية للبنات/سعير: احتوى المساق على كم هائل من المعارف والمعلومات التي استطعنا الحصول عليها في فترة زمنية قصيرة، جعلتني أتعرف على منهجية عباءة الخبير وتوظيفها في المنهاج، وكيفية جعل الطالب، محور العملية التعليمية التعلمية، وفرداً فاعلاً ومسؤولاً عن تعلمه، يستخدم الخيال لتنمية معارفه ومهاراته والانخراط مع الآخرين، ما يساعده في الاستعداد للحياة الخارجية.
أما المعلم طارق ادعيس من مدرسة عبد الله بن مسعود/بني نعيم، فقال: المساق ولدّ لديّ الرغبة الحقيقية في معرفة المزيد عن هذه المنهجية والشغف في تطبيقها مع الطلاب، فالمحتوى الذي قدم، يترابط، بشكل مباشر، مع المنهاج، حيث أتوقع أن يحقق للطلاب الإثارة والمتعة ويكشف عن الكثير من قدراتهم لأنه يتناسب مع ما يحتاج إليه طلاب هذا العصر.
أما معلمة اللغة الإنكليزية هويدة بربراوي، فقد قالت إن الورشة زودتها بالمعارف اللازمة لاستخدام الدراما في تعليم اللغة، وبالخبرة اللازمة لنقل الواقع المعاش إلى غرفة الصف بإمكانيات ومواد بسيطة ومتوفرة.
أما المعلمة منار إبراهيم، فقالت إن المساق شجعها على تطبيق هذه منهجية في الصف، لأنها منهجية تحول التعليم من الطرق التقليدية إلى تعلم فيه ابتكار وإبداع وتفكير عميق يقوم به الطالب في كل لحظة.
وعبرت المعلمة فداء فراشات عن تشوقها لتطبيق مثل هذه المنهجية في صفها، وقالت: هذه المنهجية ستغير من حصتي كلياً إلى حصة ممتعة ومشوقة، يكون دوري فيها مسانداً ومبتكراً للنشاطات وموفراً للمصادر.