أدناه تجدون بعضاً من الأسئلة والأجوبة المفتوحة خلال لقاء أجرته مجموعة "عين وبصر" المكونة من يافعين ويافعات مع الكاتبة والحكواتية سونيا نمر خلال استضافتها في مبنى مؤسسة عبد المحسن القطّان في رام الله، الثلاثاء 27 نيسان 2021، للحديث معها حول روايتها "رحلات عجيبة في بلاد غريبة"، وعن الكتابة والقراءة والحياة وأشياء أخرى.
من أين جاء اهتمامك بالكتابة؟
وأنا صغيرة جداً كان جدي يصر دائماً على أن نتناول وجبة الغداء على طاولة السفرة، وبالنسبة لطفلة صغيرة بحجم حبة الفول، كان الكرسي أكبر مني، ووقتها أتذكر أني قلت أريد أن أؤلف كتباً، لم يأخذني أحد على محمل الجد، كنت أفكر أني أريد أن أكتب كتباً ضخمة مثل الموسوعات، وكتب الرحلات والتاريخ.
ما هو أول نص كتبته؟
لا أعرف بالضبط متي بدأت الكتابة، هل بدأتها عندما خربشت لأول مرة على ورقة، أم بدأتها بخيالي.
متى بدأت الكتابة للأطفال واليافعين؟
عندما سجنت من قبل الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة في السبعينيات، فكرت وقتها أني أريد أن أكتب للأطفال، جدران السجن الرمادية والمكان الضيق جداً هما ما دفعاني إلى الكتابة، الخيال في الأماكن الضيقة يصبح المنقذ الوحيد لنا.
من أين تأتيك الأفكار؟
لا أعرف بالضبط من أين تأتيني الأفكار، أو من أين استلهمها، ولكنني قرأت كثيراً، وما زلت أفعل ذلك يومياً قبل النوم.
من هو كاتبك/ة المفضل/ة؟
الكاتب الذي أقرأ له الآن هو كاتبي المفضل، فعندما أبدأ بقراءة كتاب جديد لكاتب ما، أحضر كل كتبه، ويصبح هو كاتبي المفضل.
لماذا بطلاتك عادة فتيات؟
أنا أقصد أن تكون بطلاتي فتيات وقويات وصاحبات قرار تجاه حياتهن ومصائرهن، يتحدون الأعراف السائدة في المجتمع، وفوق ذلك فلسطينيات، لأن الشائع في كتب اليافعين أن يكون البطل فتى ذكراً وأبيض.
في رحلات عجيبة في بلاد غريبة، هناك، أيضاً، شخصية شمس، أخت البطلة الرئيسية قمر، ولكن شمس لها قراراتها، أيضاً، هي تقرر الزواج والأمومة، لأن الفكرة أن تكون الأنثى صاحبة القرار، وهذا المهم في وجودنا كنساء، احترام خياراتنا.
متى كتبت "رحلات عجيبة في بلاد غريبة"؟
فكرت في كتاب رحلات عجيبة في بلاد غريبة منذ حوالي العشرين عاماً وربما أكثر، بدأت في الكتابة وكنت أتركه وأعود إليه وهكذا حتى أنهيت العمل عليه، وقدمته لناشر رفضه لأنه لم يعجبه، فتركته مرة أخرى حتى نشر أخيراً مع مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، ووصل إلى مئات اليافعين في فلسطين.
هل شخصياتك موجودة في الحياة الحقيقية؟
هناك بعض الشخصيات التي استلهمها من حياتي الحقيقية، وبخاصة في الطفولة، ولكن ليس بالضرورة أن أعكسها كما هي، فشخصية عائشة السمراء في رحلات عجيبة حنونة وطيبة، أما في طفولتي فكانت مخيفة، ولم نُطق بعضنا البعض أنا وإياها، ولكنني استلهمت ملامحها وقوتها.
هل تخافين من كتبك حين تخرج من المطبعة؟
أبقى خائفة من الكتاب الذي ألفته إلى أن يصل إلى اليافعين، ويبدأوا بقراءته، ونلتقي للحديث حوله، وحينها أشعر بالسعادة من الأسئلة والنقاش.
لماذا نقرأ؟
القراءة ليست فقط من أجل القراءة، بل هي ستساعدكم على التفكير المبدع والخيالي والنظر إلى الأمور بشكل مختلف بغض النظر عن اهتماماتكم حتى لو كانت فيزياء.
نصائحك الأخيرة لنا كيافعين؟
نصيحتي الأخيرة لا تسمحوا لأحد أن يقول لكم إنني أنزل إلى مستواكم لكي أكتب، أنتم من تضعون معايير عالية لكي نكتب لكم، لأننا نعلم أنكم قرّاء أذكياء، ولا تنسوا أن تقرأوا كثيراً، لأنه ليس هناك ثمة كاتب جيد لم يقرأ كثيراً وكثيراً.
مجموعة "عين وبصر" هي عبارة عن لقاءات فنية فكرية وجاهية/وعن بعد، تستهدف اليافعين (12-16 عاماً)، وتهدف إلى تدريب العين والبصر على التقاط ما يدور حولنا من ظواهر بصرية اجتماعية.