منذُ عهد الإمبراطورية العثمانية، وعبر الانتداب البريطاني، وصولاً إلى الاستعمار الإسرائيلي، زوَّد التصوير الفوتوغرافي الجوّي، وتصوير الأفلام، ورسم الخرائط الحكومات بالمعرفةِ والسلطة التي تمكّنهم من مراقبة الأرض، والشعب، والموارد. وبصرف النظر عن كيف، ولماذا، ولمن، وبأي شكل تمَّ إنتاج هذه الموادّ الجوّية، فقد اعتُبر هذا المنظور نحو المشهد الفلسطيني نصاَّ بصرياَّ داعماً في تشكيل السياسة، والثقافة، والاقتصاد والأيديولوجيا.
قامت مؤسّسة عبد المحسن القطّان، وبالشّراكة مع مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، بإطلاقِ العدد 82 من فصليّة القدس، وهو واحدٌ من أصل عددَين (81 و82) مخصَّصَين للمعرض القادم الذي يحمل عنوان "فلسطين من الأعلى". يشكّل هذان العددان جزءاً لا يتجزّأ من المعرض، وهما يحتويان على عدد من المقالات ومواد الأرشيف التي ظهرت خلال عمليّة إجراء الأبحاث الخاصّة بالمعرض. وسيتمُّ دمج العددين في كتاب المعرض، الذي سيحتوي، أيضاً، على مواد أرشيف بصريّ ونُبذ تعريفية حول الأعمال الفنية والفنانين المشاركين.
قامت مجموعة من الباحثين والدارسين بغربلة الوثائق من العديد من الأرشيفات والمكتبات، من بينها مكتبة جامعة إسطنبول نادر اسرلر، وأرشيف باشباكانليك عسمنلي، والمتحف العسكري في إسطنبول، ومكتبة أتاتورك، والنصب التذكاري الأسترالي للحرب، والمكتبة الوطنية الأسترالية، ومكتبات الجامعة العبرية، وأرشيف دولة إسرائيل، والأرشيف الوطني (المملكة المتحدة)، وأرشيف مقاطعة بافاريا، وأرشيف مكتبة الكونغرس.
يسعى المعرضُ إلى تقويض سلطة كتابة التاريخ وتوثيق المجتمع والمشهد، التي تنحصر في أيدي أنظمة السلطة المختلفة، من خلال عرض أعمال لفنّانين جنباً إلى جنب مع مواد أرشيفيّة تاريخيّة. وتتضمّن المساهمات الفنيّة بشكل أوّلي أعمالاً لكلٍّ من عامر الشوملي، وأندرو يب، ورانيا اسطفان، وستوديو كامب (CAMP)، ورينيه جبري، وآيرين أنسطاس، وجاك برسكيان، وصوفي ارنست، وخالد جرّار، وناهد عوض، وكمال الجعفري، ودار (DAAR)، وجيان سبينا، ومتحف آي فيلم (Eye Film)، ومجموعة الاستقصاء المعماري (Forensic Architecture)، ومركز المعمار الشعبي - رواق.
للاطلاع على العددين 81 و82 أنقر/ي على هذه الوصلة.