تضيف الميسرة: عاد سكان المدينة إلى مدينتهم التي طالما تحدثوا عنها لأولادهم، وكانوا أثناء طريق العودة صامتين، لا شيء في عقولهم إلا الذكريات القديمة والأفكار الجديدة حول تجديد المدينة، ولكن عندما وصلوا إلى مشارف المدينةـ تفاجأوا بأن الحيوانات اصطفت بشكل خط طويل، وأغلقت مدخل المدينة مانعة السكان من العودة إلى بيوتهم، فدار حوار طويل بينهم وبين السكان الأصليين، فقد حاول السكان السابقون تبرير عودتهم، وأن المكان من حقهم، وقامت الحيوانات، أيضاً، بالدفاع عن حقها في المكان باعتباره مكانها.
المصدر: https://metro.co.uk/what-does-chernobyl-look-like-now-is-it-safe-and-does-anyone-live-there
- هنا يُحضر الطفل كل المواد التي أنتجها؛ أي الرسمتين لوحة المدينة حينما كانت مدينة الناس، ولوحة المدينة حينما أصبحت غابة للحيوانات، ويتدرب تحت إشراف الميسرة على سرد القصة، وحينما يتقن سرد القصة كاملة وعرض الرسومات كما لو كان حكواتياً يحكي قصته ويعرضها للمشاهدين، تجمع الميسرة أفراد العائلة، ويقوم الطفل بسرد القصة لهم جميعاً، وبعد الانتهاء من سرد القصة يطلب منهم أن ينقسموا إلى طرفين ومجموعتين، مجموعة تعمل كمحامي دفاع عن الناس وتبحث كيف تثبت حقهم في المكان، ومجموعة تتبنى قضية الحيوانات وتكون محامياً عنها وتعمل على تقديم الأدلة التي تثبت أن المكان هو مكانها.
- يتم الاتفاق على مهلة للتشاور والبحث عن الأدلة، ويمكن هنا إشراك أناس من خارج العائلة من الأقارب والأصدقاء، بحيث كل فريق يستعين بآخرين يمكن أن يساعدوه في إثبات وجهة نظر موكله (الحيوانات أو البشر).
- وعند انتهاء المدة المحددة، يتم ترتيب مكان كما لو أنه قاعة محكمة، ويجلس كل طرف على جانب ويجلس الطفل والميسرة في وضعية القاضي، ويقوم بلعب دور القاضي، ويعطي لكل فريق فترة محددة لتقديم الأدلة. وبعد انتهاء الطرفين، يقدم فترة أقل لكل فريق للتعقيب على ما قاله الفريق الآخر.
المصدر: https://www.alroeya.com/130-41/2124392
- ثم يلخص الطفل والميسرة أهم ما قاله الفريقان ويجتمعان معاً، ويتخذان قراراً؛ إما بالحكم لأحد الطرفين وإما بإعطائهم فرصة للتحاور وإيجاد حل مشترك ... .
- يمكن إنهاء القصة بالحكم لطرف، أو عمل اتفاقية بين الطرفين للعيش معاً، أو تقاسم المكان وتحديد قواعد توضح حدود كل طرف وواجباته للمحافظة على المكان.
- في النهاية، يبقى لكل طرف الحق في الاستئناف ورفض الحكم، والطلب بإعادة المحاكمة كلما ظهر سبب أو دليل جديد ... القصة لا تنتهي والحوار يستمر ... .
نهاية أخرى وحوار آخر السكان حاولوا سرد ما حدث معهم إلى الحيوانات، والسبب الذي دفعهم إلى الخروج من بيوتهم، وبأن هذا المكان هو في الأصل ملك لهم، وهم أصحابه، ولديهم الكثير من الذكريات فيه، وأنهم قرروا العودة إليه وينوون إعادة تعميره والعيش فيه. لكن الحيوانات ردت قائلة: إنها هي الآن صاحبة المكان، فهي وجدته فارغاً من سكانه، بنت بيوتها وعاشت فيها بسلام مع بعضها البعض، فكل منها يملك بيتاً له يعيش فيه مع عائلته، وأصبحت المدينة مدينتها، ولها أيضاً ذكريات كثيرة فيها. فالآن الطرفان يقفان على حدود المدينة، كل منهم يحمل معه عائلته وأغراضه التي تخصه ويريد العودة بها إلى مسكنه، الأطفال تعبوا جداً ويحتاجون لأن يدخلوا البيوت ويرتاحوا فيها، فقد طال الحوار جداً، لكن لم يستطع الطرفان التوصل إلى حل يساعدهما على اتّخاذ القرار المناسب. هم الآن بحاجة لك لتساعدهم في ذلك.
توضح الميسرة أنه لا يوجد جواب صحيح أو خاطئ، ولا يوجد جواب واحد، فكل شخص له رأيه الخاص الذي يمكن له أن يقدم تفسيراً واضحاً له. تطلب الميسرة من كل طفل أن يقول في رسالة مصورة ما رأيه، وكيف يمكنه التصرف لو كان مكان أحد الطرفين؟ |