ينبني هذا الكتاب في جوهره على ثيمات متفاعلة: التخيل، التعبير، الدراما؛ فالتخيل جوهري في إنتاج التعبير، وبخاصة حين نكون في رحلة استكشاف درامية عبر أنشطة تعبيرية متعددة المستويات والأبعاد. إن الدراما كإطار لفعل تعبيري يمكن أن يجعل التخيّل معادلاً للواقع الاجتماعي/السياسي، وبالتالي تتاح إمكانية استكشاف الواقع ومساءلته والتعبير عنه، ومن ثم البحث في انتقالاته وتحولاته، ما يفضي إلى مناخ حواري يتيح للتعبيرات أن تجد فرصتها ومجالها، فلا إقصاء ولا إلغاء، بل منظورات مختلفة ومتنوعة، يمكن لها أن تفضي إلى انتقالات مجتمعية ذات حساسية إنسانية. لا يحاول الكتاب تقديم مفهوم الحرية كموضوع خاص أو موضوع منفصل عن سياقه، بل يضع سؤال الحرية ضمن سياق، ألا وهو سؤال الفعل الاجتماعي الحر القائم على مبدأي المشاركة والاختيار. وإن كان موضوع الحرية هو السياق الذي تتحرك فيه الفعاليات التعليمية والدرامية، فإن حرية التعبير الكلامي، بشكليه اللفظي وغير اللفظي في تضافرهما، هي المحرك التعبيري لهذا السياق، فعبر الفعل التعبيري يتم إنتاج الكلام، وعبر الكلام يتم إنتاج المفاهيم والرؤى والتصورات التي تغدو بدورها أفعالاً، فهما يتداخلان كفعل تعبيري وفعل اجتماعي، ويغدو الفصل بينهما أو تقديم أحدهما على الآخر ضرباً من التشظية والتعسف. والكتاب موجه لمعلمي اللغة العربية في المرحلة الأساسية العليا، بمن في ذلك معلمو الصف الثاني عشر، ومعلمو الموضوعات الأخرى، وبخاصة معلمي الاجتماعيات، والدراسات المعاصرة، والدراما. يتضمن الكتاب فيما يتضمنه موقفاً نقدياً من التعليم في شكله التقليدي، وإطاراً نظرياً حول الحوار والتعبير والدراما، وتحليلاً لمسرحية الفيل يا ملك الزمان ومجموعة من المقاربات الدرامية والأنشطة التعليمية. يطمح الكتاب إلى فتح التعليم على أسئلة الحياة والحرية، وتوظيف الدراما لتجعل من التعبير كسياق تعليمي مساحة لتدفقنا الدائم، وأن يكون نقطة إلهام للمعلمين لبناء مقترحات وتجارب تحقق ذاتيتهم واحتياجات طلابهم، وجعل التعليم فعل حفر في العمق الاجتماعي.
الكتاب متوفر للاطلاع و/أو البيع في مكتبة ليلى المقدادي القطان.
وسيم الكردي
شاعر وباحث في مجال التعبير اللغوي والدراما، يعمل مديراً لمركز القطان للبحث والتطوير التربوي، ومتخصص في مجال البحوث التطبيقية. عمل في مجال التدريس لسنوات عديدة، نشر ثلاث مجموعات شعرية، وله كتب ودراسات منشورة في مجال الدراسات الثقافية، وفي التعبير وتوظيف الدراما في سياق تربوي.