نفّذ برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، مؤخراً، حلقة دراسيّة حول الحياة البريّة والتنوّع الحيوي في فلسطين، حضرها 30 معلمةً ومعلماً من المعلمين المنخرطين في التكوّن المهني عبر مهرجان أيام العلوم في فلسطين لهذا العام، وذلك بالتعاون مع الجامعة الإسلامية، وسلطة جودة البيئة، حيث استضاف البرنامج د. عبد الفتّاح عبد ربّه الأستاذ المشارك في العلوم البيئيّة في قسم الأحياء بالجامعة، والأستاذ أيمن دردونة رئيس قسم البحث العلمي في سلطة جودة البيئة.
وعرض عبد ربّه تجربته البحثيّة الطويلة والمتعمّقة في موضوع التنوّع الحيوي؛ لاسيّما الطيّور في فلسطين، وخلاصاتٍ لها في ضوء ندرة البحوث التي تناولت هذا الموضوع في القطاع.
وتناول عبد ربّه أنواع الطيور، وكثرة أعدادها وتنوّعها في فلسطين مقارنة بالدول المجاورة، حيث ذكر أنّ في فلسطين وحدها نحو 540 نوعاً، مقابل قلّة تنوّع الكائنات الحيّة الأخرى فيها. كما تناول علاقة هذه الطيور بالموائل الطبيعيّة والنباتات الموجودة بالمنطقة، وبخاصّة النباتات الغازِيَة والنباتات المحليّة، إضافة إلى التهديدات التي تتعرّض لها الطيور في المنطقة من قبل الإنسان.
كما شرح شبكيّة العلاقة بين الكائنات الحيّة في مناطق معيّنة، مثل أثيوبيا، وكيف يؤثّر وجود الفيلة على توفير الماء والغذاء لحيوانات أخرى، وكذلك في مناطق محليّة مثل "المواصي" و"وادي غزة"، إضافة إلى مقارنة النباتات التي تتميّز بها معالم جغرافية في فلسطين، وبخاصّة الضفة الغربية.
وفي الشقّ الثاني من الحلقة الدراسيّة، تناول دردونة موضوع النباتات البريّة في فلسطين، وأبرز أنواعها وأماكن تواجدها في قطاع غزة والضفّة الغربية، وعلاقتها بالإنسان والكائنات الحيّة.
كما شرح أهميّة وجود هذه النباتات في مناطق محدّدة مثل الشواطئ والكثبان الرّملية وعلاقتها باستدامة هذه الأماكن مثل "نرجس البحر"، و"رشاد البحر"، و"القطف البحري".
وقارن دردونة بين مجموعتين من النباتات البريّة السامّة، وتلك التي لها استخدامات غذائيّة وطبّية متعدّدة، وأهميّة كلا النوعين للإنسان وللتنوّع الحيوي في المنطقة، مثل نباتات "القرّيص" و"السّموة" و"خرفيش الجمال" و"الدّفلى" ... وغيرها.
وعن الحلقة، قال المعلّم مدحت الزقزوق، أحد المشاركين: "إنّ مجاليّ النباتات والطيور مهمّان جداً في حياتنا، وبخاصّة أن كليهما يتواجد بوفرة في البيئة المحيطة بنا كسكّان منطقة خان يونس".
أمّا المعلمة رندة القريناوي، إحدى المشاركات، فقالت: "اكتشفت أنّ غزة جميلة، وممتلئة بالتنوّع الحيوي، وتعرفت إلى نباتات لم أكن أعلم بها".