غزة – (مؤسسة عبد المحسن القطان)
نفّذ برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان في غزة، ورشة عمل وزيارة ميدانية جيولوجية، مع 33 معلمة ومعلماً انخرطوا في التكوّن المهني ضمن مهرجان أيام العلوم في فلسطين لهذا العام، وذلك بالتعاون مع جامعة الأزهر بغزة، حيث قاد النشاطين د. خالد عبيد رئيس قسم الجيولوجيا بالجامعة.
وتناولت ورشة العمل محاور متعدّدة حول طبيعة الرمال في فلسطين، وبخاصة في قطاع غزة، وعلاقاتها المتعددة مع المكان والسكان بيئياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وتاريخياً.
وقدّم عبيد عرضاً توضيحياً، وصوراً وخرائط حول مصادر الرمال وكيفيّة وصولها إلى فلسطين، وعلاقتها ببلدان ساحليّة مجاورة، وتأثيرات بناء الموانئ المحتملة في قطاع غزة وفلسطين على وصول العوالق وتشكّلات الرمال، وأماكن وجود الرمال ومساحاتها؛ سواء في الشواطئ أو المناطق الصحراوية أو الكثبان الرملية أو غيرها، وعلاقاتها بطبائع الحياة والعمران والزراعة والتنوّع الحيوي في تلك المناطق.
وناقشت المعلمات والمعلمّون خلال الورشة أنواع الرمال واستخداماتها في قطاع غزة، وعلاقتها بمكونات الطبيعة الأخرى، كما ناقشوا عبيد حول الصخور والتربة في الضفة الغربية، حالياً وتاريخياً، وما تعرّضت له من ممارسات مجتمعية واستعمارية على مرّ الزمن.
كما زار المعلّمون والمعلمات برفقة عبيد، مناطق ساحلية وأثرية، وأخرى داخلية في قطاع غزة، عملوا على استقصائها جيولوجياً وبيئياً، حيث التقطوا صوراً وصوروا أفلاماً لطبقات التربة وأنواعها، ومناطقها ومعالمها، وآثار الكائنات الحيّة والحفريات في بعضها، والشطآن ومساحاتها، بغاية التعمّق في دراستها وتوظيفها في أنشطتهم الخاصّة بالمهرجان.
وقالت المعلمة أزهار الحداد: "كانت الزيارة ذات قيمة علمية عالية، والمعلومات المقدمة نوعية وجديدة علينا، وقد تمثلت الفائدة بشكل كبير من زيارة منطقة أم عامر، وتجربة النباتات التي وجدناها في منطقة تل السكن".
فيما أشارت المعلمة بثينة الخولي إلى أن " هذه الرحلة ساهمت في إثراء خبراتي والتعرف على معالم غزة الجغرافية والتاريخية، وأكسبتني معلومات جديدة ... كما عرفتنا الرحلة على طبيعة الصخور والتربة وأثر الإنسان عليها.
وقال المعلم فهد المدهون: "كان النشاط تجسيداً حقيقياً لمقولة الألماني يوهان غوته "المعرفة وحدها لا تكفي، لا بد أن يصاحبها التطبيق"، حيث كانت انطلاقتنا في الرحلة الميدانية العلمية لمناطق متعددة في قطاع غزة إثراء معرفياً حقيقياً وفرصة رائعة للتأمل في تكاملية البيئة وترابط عناصرها، ما ينتج فهماً مبنياً على التطبيق والمجاورة للبيئة، ومشاهدة تداخلات عناصرها، وكيف أنن أي تدخل بشري غير مبني على علم ودراية يخل في نسق هذا التوازن".