رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان)
نظم برنامج البحث والتطوير التربوي في مؤسسة عبد المحسن القطان بمقرها في حي الطيرة في رام الله، السبت 21 أيلول 2019، ورشة عمل ضمن برنامج التكون المهني لمربيات الطفولة المبكرة، بعنوان "الطفولة والعلوم: مهرجان أيام العلوم في رياض الأطفال".
وانطلقت الورشة بنقاش للمعنى الدلالي لكلمة مهرجان الذي تبين أنها من أصول فارسية كانت تطلق على الاحتفال بالاعتدال الخريفي، وهي كلمة مركبة من مقطعين معناهما معاً روح أو حياة الشمس، وهذا ما يسعى المهرجان الى تحقيقه، بحيث يسلط الضوء على قضايا مهمة في حياتنا كبشر نعيش على كوكب الأرض، ما يجعلنا نراها بشكل أوضح لنتفاعل معها بشكل إيجابي.
تعرفت المربيات خلال اللقاء على شكل المهرجان ومضمونه في الروضات، من خلال عرض مجموعة من الأفلام لمهرجانات سابقة، توصلن من خلالها الى أن المهرجان يحقق هدفين؛ الأول الاستكشاف العلمي للعالم من قبل الأطفال الذي يعني كثيراً لهم ويثير اهتمامهم، حيث هم باحثون ومستكشفون بطبعهم، وهذا ما يظهر عبر طرحهم الدائم للأسئلة، إضافة إلى ميلهم نحو التجريب والاختبار، وهذا ما تقدمه العلوم لهم.
أما الهدف الثاني، فيتمثل في أن المهرجان يتيح الفرصة للروضة بأن تكون ذلك الحيز المكاني الذي تلتقي فيه فئات مختلفة من المجتمع المحلي في يوم يعد يوماً احتفالياً تفاعلياً هادفاً، فهو يوم تكون فيه الروضة "أكبر من ذاتها العادية".
انتقلت المربيات بعد ذلك إلى التعرف على موضوعة المهرجان لهذا العام، التي تأتي تحت عنوان "ألكساندر فان هامبولت وشبكة الحياة"، وتركز على العلاقات بين المكونات الحية وغير الحية الموجودة في الحياة، والمبنية على شكل شبكة تكاملية تعكس حالة التأثير المتبادل بين مكونات الطبيعة والإنسان معاً، حيث تناولت المربيات نبتة القطن كنموذج يستوضح من خلاله تلك الشبكة.
وقد تم بناء مسار تطبيقي استكشافي "للعالم" بشكل علمي، عبر قراءة رحلة قُطنة (مفرد قطن) واستكشاف ما فيها من عمليات زراعية وحياة طبيعية، وما فيها من أبعاد اجتماعية طبقية صراعية تعكس الطبيعة السياسية والاقتصادية للمجتمع؛ ذلك السياق الذي قدم صورة مكثفة للطبيعة والحياة والمجتمع في سياق استكشاف علمي للقطن؛ سياق جمع البعد الاجتماعي للقطن مع خصائص الحجم والكثافة والكتلة واللون والدلالة، ما خلق على الأرض مساراً استكشافياً يقدم العالم عبر قطعة قطن، وهذا هو روح المهرجان الذي يأخذ من شبكة الحياة موضوعة "ثيمة" له، ومن العالم الرحالة هامبولت نموذجاً ملهماً لشخص جعل من حياته قصة بحث واستكشاف.
ضمن هذا السياق، تأتي هذه الورشة لبناء قصة مهرجان هو نفسه يمثل صيغة من صيغ مساعدة الطلاب والأهالي على استكشاف مسارات الحياة وعلاقاتها، ويمكّن المربيات من تحقيق جزء جديد من قصتهن الشخصية.