بيت لحم – (مؤسسة عبد المحسن القطان)
احتفل في بيت لحم، يوم الجمعة 21 حزيران 2019، بافتتاح دار يوسف نصري جاسر للفن والبحث أمام الجمهور، بعد أن بدأت تنفيذ أنشطتها وبرامجها منذ ربيع العام 2018.
وشمل الافتتاح إطلاق المعرض الأول للدار، وذلك بحضور أكثر من 200 زائر من بيت لحم والقدس والخليل ورام الله وحيفا.
ودار جاسر هي مبادرة مستقلة تأسست العام 2014، ويقع مقرّها في منزل عائلة أملي وآن ماري جاسر الذي بناه المختار يوسف جاسر أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر.
وتحتضن الدار فعاليات تعليمية وثقافية وزراعية، إضافة إلى سلسلة من الإقامات الفنية والندوات وورشات العمل حول الفنون البصرية والسينما.
"كان من المذهل رؤية هذا الجمهور المتنوع القادم إلى الدار لحضور الافتتاح، وبخاصة هذا التنوع في الفئات العمرية الحاضرة من الأطفال إلى كبار السن. أحد الأشياء البارزة في أعمال جميع الفنانين المشاركين في برنامج الإقامة كان ارتباطهم الوثيق ببيت لحم وبالأرض – الأعمال محلية للغاية" علّقت أملي جاسر، قيمة المعرض ومديرة الدار.
خلال المعرض، قدمت جاسر أبحاثاً وأعمالاً لثمانية فنانين فلسطينيين وعالميين كانوا قد شاركوا في برنامج الإقامة خلال العام الماضي، من بينهم جمانة منّاع، التي قدمت مجموعة من الصور الفوتوغرافية حول ممارسات جمع الطعام في فلسطين، والحرب ضد النباتات المحلية، وعايد عرفة الذي استكشف عبر عمله الفني حدود وقيود الغربال مستخدماً مواد متنوعة.
فيما أنتج فنانون من خارج فلسطين أعمالاً مرتبطة بالمكان، وتتعامل مع فضاء الدار والحي المحيط كجزء من بحثهم وإقامتهم، ومنهم دنكان كامبل (Duncan Campbell) الذي قام بتجديد سيارة بيجو من طراز 1987 كمشروع تعاونيّ مع بستاني الدار وحارسها سامر البربري، وسكان بيت لحم.
من جهته، أهدى الفنان تاي بومارا (Taj Pomara) الدار لوحة تعريفية عُلّقت على المدخل، مصنوعة يدوياً، فيها الشعار الخاص بالدار، وهو من تصميم الفنان وليد الواوي. فيما أنتج سام دورانت (Durant Sam) صندوقاً مضيئاً كبيراً على السطح يحمل مقولة كانت تتردد قديماً، مكتوبة بخط يد أملي جاسر "يهووو الفتيت في دار جاسر"، التي كانت تستخدم لدعوة الناس لتناول الطعام في الدار، بمعنى "ها هو الطعام/الفتيت في الدار"، وقد أثار العمل النقاش بين الجمهور.
وضمن برنامج إقامة الأرض، تعاون الفنان محمد صالح، مع أطفال من جمعية الروّاد للفنون والثقافة في مخيم عايدة لإنتاج مزرعة حضرية – هي الأولى من نوعها في فلسطين، فيما قدّمت فيفيان صنصور عملها ضمن الإقامة التي جاءت تحت اسم "البيت"، وتضمنت تنظيف وتسميد الأرض وزراعتها بالملوخية والبندوة، مع مجموعة من المتطوعين، وذلك كجزء من بحثها المستمر حول البذور الفلسطينية، كما قدّمت للحضور طعاماً من مطبخها المتنقّل.
واشتمل المعرض على عرض لمجموعة من الصور الفوتوغرافية التي اختارتها القيّمة من أرشيف الدار لعرضها للجمهور للمرة الأولى. ويعود تاريخ الصور إلى أواخر الحقبة العثمانية وفترة الانتداب البريطاني في بداية القرن العشرين، وتبين الحياة في الدار والشوارع المحيطة بها، ومنها صور عائلية وصور لحفلات زفاف، ومسيرات عسكرية، ومشاهد طبيعية.
وتضمن الافتتاح، أيضاً، إطلاق برنامج إقامة في مجال الفنون الصوتية، شارك فيه للمرة الأولى ودعمه الفنان نيكولاس جعار الذي حوّل مخزن الدار القديم، الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل 130 عاماً، إلى استوديو صوت. كما تبرع جعّار بمعدات لورشات العمل والبرامج، وقدّم تمويلاً لبرنامج إقامة الفنون الصوتية للعام القادم.
يذكر أنه تم إنشاء الدار بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان عبر منحة مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة"، والصندوق العربي للثقافة والفنون/آفاق، وبمساهمة سخية من أشخاص متبرعين.
ويستمر المعرض حتى 21 تموز 2019. ويمكن للضيوف المهتمين بزيارة المعرض ودار جاسر، التواصل عبر البريد الإلكتروني: info@darjacir.com لتحديد موعد الزيارة.
صورة الغلاف لرلى حلواني
الصورة في النّص لعوض حمد