رام الله – (مؤسسة عبد المحسن القطان):
قالت الباحثة والأكاديمية بيني جونسون: "في فلسطين الإنسان أو الحيوان على حد سواء، مستهدفون ومعرّضون للخطر من الاحتلال".
جاء ذلك خلال إطلاقها لكتابها "رفاق في الصراع: الحيوانات في فلسطين المُحتلّة" في مؤسسة عبد المحسن القطان الأسبوع الماضي.
ويبدأ الكتاب الذي صدر بداية 2019 والمكوّن من 238 صفحة، بتتبّع تاريخ الحيوانات في فلسطين التاريخيّة، من خلال البحث عن قصص متفرقة للحيوانات، وربطها بالتاريخ الفلكلوري والأدبي لصورة الحيوان في فلسطين، ليكون ذلك مقدمة لتناول العلاقة بين الحيوانات المختلفة في فلسطين، وحكايات الماضي والحاضر حول تلك الحيوانات، والتغيّر الذي أحدثه الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والذي غير جميع نواحي الحياة فيها، نتيجة توسعه المستمر على حساب أرض فلسطين التاريخية.
وخلال نقاش الكتاب، قالت جونسون: "إنني لا أطالب بضرورة أن تُقدّر حقوق الحيوانات على البشر، وإنّما أطالب بحماية الحيوانات أيضاً من عبث الاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت: "العلاقة بين الإنسان والحيوان متأصلّة في تاريخنا وفكرنا، والكائنان في خطر نتيجة الاحتلال، كما أن العلاقة بينهما في خطر أيضاً".
وفي كتابها، تحدّثت جونسون عن نقاط التشابه بين النزوح وفقدان الأرض بالنسبة للإنسان الفلسطيني، والحيوانات التي عانت من المصير نفسه، وتُجسّد معاناة الإنسان والحيوان وتشاركهما الصراع المتمثّل بتوسع المستعمرات الإسرائيلية، التي وضعت كليهما في ظروف مماثلة.
وتحدّثت عن الصراع الفلسطينيّ مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال مجموعة من الحيوانات، من الحمير والضباع والغزلان والذئاب والفهود، وصولاً إلى الماشية والجِمال وغيرها من الحيوانات في فلسطين.
وعلى الرغم من ذلك، تطرح جونسون سؤالاً وجودياً: "هل يمكن أن يهتم البشر المتورطون في نزاع -والفلسطينيون الذين يعيشون تحت الاحتلال- بحياة ورفاهية الثدييات الأخرى؟"، ومن خلال رحلات بحثها والمقابلات التي أجرتها توصلت إلى فرضية أن الإنسان والحيوان على حد سواء، يتصدون للاستعمار لأنه يدمر رفاهيتهم، وليس وجودهم.
يشار إلى أن بيني جونسون باحثة وعضو مؤسس في معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت في فلسطين، وهي أيضاً محررة في مجلة حوليات القدس التي تصدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وهي محررة مشاركة ومساهمة في كتاب (Seeking Palestine: New Palestinian Writing on Exile and Home) مع الباحث والأكاديمي رجا الخالدي، وحاز الكتاب على جائزة فلسطين للكتاب، وهي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، وتعيش في رام الله.