في ضوء ما نشرته الفنانة أملي جاسر على صفحتها على الفيسبوك مؤخراً (5/3/2020 الساعة: 1:16 بعد الظهر)، وما جاء فيه من اتهامات بحق مؤسسة عبد المحسن القطان، وما ولده من تعقيبات متسرعة وغير مسؤولة من قبل الكثيرين، ولا سيما تلك التي قامت بها كل من الفنانة لاريسا صنصور، والقيمة نات مولر، فإن المؤسسة ترى ضرورة توضيح التالي:
كانت المؤسسة قد كلفت أملي جاسر لتقييم مسابقة الفنان الشاب للعام 2018، بما في ذلك معرض المسابقة، وقد احتفت المؤسسة بالدور الذي لعبته أملي في كل أدبيات المسابقة، والإعلانات الخاصة بها التي نشرت للعموم ابتداءً من العام 2017 فصاعداً، بما في ذلك بروشور المعرض الذي تم توزيعه طوال أيام المعرض، علماً أن جميع هذه المنشورات كانت قد أقرت من قبل إميلي. وكانت المؤسسة قد أوفت بالتزاماتها التعاقدية؛ المالية والمعنوية كافة لأملي لقاء عملها قيمةً للمسابقة.
كما كلفت المؤسسة لاحقاً القيمة والكاتبة آلاء يونس بالقيام بتحرير كتاب "سنكون وحوشاً- مسابقة الفنان الشاب للعام 2018"، وذلك بناء على تقاليد أرستها في تكليف كتاب وقيّمين للقيام بمهام تحريرية. وقد تمثلت مهمة يونس في إنتاج كتاب من جزأين؛ يتناول الأول منه التأمل في تجربة المسابقة على مدى دوراتها العشر الماضية منذ انطلاقها في العام 2000، أما الجزء الثاني فيتطرق إلى تقديم أعمال وحيثيات معرض اليايا 2018، علماً أن النصوص التي تم اعتمادها في الجزء الثاني هي نفسها تلك التي تم نشرها بالتزامن مع المعرض، بما فيها الخلفية المفاهيمية التي أعدتها أملي حول معرض المسابقة.
وكجزء من الشروط التعاقدية مع أملي بصفتها قيّمة للمسابقة، كان عليها كتابة مقالة عن تجربتها في المسابقة كجزء من العملية التحضيرية لكتالوج المسابقة في السنة اللاحقة، دون أن يعني ذلك بالضرورة التزاماً بنشر المقالة. وقد قامت أملي في شباط 2019، بتسليم المقالة، وللأسف فإن خطأً داخلياً في التواصل حال دون وصول المقالة إلى محررة الكتالوج التي كانت المؤسسة قد كلفتها بعد شهرين من ذلك التاريخ. إننا نتفهم تماماً مشاعر أملي وإحباطاتها تجاه صدور الكتاب من غير مقالتها فيه، ونقدم لها اعتذارنا الشديد عن ذلك، ونؤكد أن كل ادّعاءاتها بشأن التقصّد في استبعاد مقالها من الكتاب عارية عن الصحة.
كما اتهمت أملي المؤسسة بأنها استعملت عنوانها الذي اقترحته للمسابقة "سنكون وحوشاً" عنواناً للكتاب من غير الرجوع إليها، فيما بدا تعدياً على حقوقها كقيمة، وعليه نود التوضيح أيضاً أن هذا العنوان (الذي هو مقتبس من رواية فرانكشتاين لماري شيلي) كان جزءاً من مخرجات معرض اليايا 2018، التي كانت أملي قد تقاضت مستحقاتها كاملة عليه، إضافة إلى أنه لأمر طبيعي أن يحمل كتاب فني معين عنوان معرض يقدمه.
وما شكل لنا مدعاة لخيبة أمل كبيرة، هو اختيار أملي جاسر وسائل التواصل الاجتماعي لتطلق جام غضبها وإحباطها دون أن تعطي فريق المؤسسة أي فرصة للتحري فيما جرى، والرد على شكواها (فقد قامت بنشر هجومها على الفيسبوك قبل مرور ثلاث ساعات من إرسالها رسالة لأحد الزملاء تشكو فيها حذف مقالها من الكتاب).
بالنسبة إلى شخص مثل أملي تدعي حبها واحترامها الكبير للمؤسسة، ولم يسبق للمؤسسة أن توانت عن دعمها أو استضافتها، وقد حصل، مؤخراً، مشروعها "دار يوسف نصري جاسر للفن والبحث"، الذي تعمل مديرة مؤسسة له في مدينة بيت لحم، على منحة كبيرة من المؤسسة، فإننا نجد تصرفها هذا غير لائق أو مقبول بأي حال من الأحوال.
وفي معرض تعليقها على منشور إميلي، كتبت كل من الفنانة لاريسا صنصور ونات مولر ادّعاءات لا أساس لها من الصحة تجاه المؤسسة. فقد ادّعت لاريسا أنها عانت صعوبات مشابهة وعدم كفاءة في تعاملها مع المؤسسة مؤخراً. وما جرى بالفعل أن المؤسسة اتخذت قراراً استثنائياً، وقبل الموعد المحدد لذلك، لتمكين لاريسا من الحصول على دعم المؤسسة لمشروعها الفني "في المختبر". وقد تمت عملية دراسة الطلب، وإقرار المنحة في وقت كان فيه فريق المؤسسة في أوج انشغاله. ومرد ادعائها هذا يعود إلى عدم إبداء لاريسا وفريقها التجاوب اللازم لمتطلبات المؤسسة المتمثلة في ضرورة توفير المستندات المالية اللازمة. ومجدداً، فقد شعرت المؤسسة بخيبة عميقة تجاه ادّعاءات لاريسا، حيث إن المؤسسة أبدت تجاهها أعلى درجات المهنية والكفاءة. ومن الجدير ذكره، في هذا السياق، أن قاعات الموزاييك في لندن التابعة للمؤسسة، كانت قد استضافت معرضاً ناجحاً لها، الأمر الذي، بلا شك، ساهم في تعزيز حضورها الفني على المستوى الدولي. وهنا نتساءل: ما الداعي لهذا التعقيب المتسرع حول عدم كفاءة المؤسسة؟ وعلى منبر عام مثل الفيسبوك؟
وأخيرا، فإن القيّمة نات مولر كتبت أكثر الادّعاءات فظاعة من بين ما تمت كتابته من تعليقات على ذلك المنشور، مشيرة إلى أن المؤسسة لا تزال تدين لها بالمال لقاء علمها على تحرير كتالوج اليايا 2016، وهو أمر عارٍ تماماً عن الصحة. والمؤسسة بالقدر الذي تعتز كثيراً فيه بسمعتها في سلامة تعاملاتها المالية، تجد في اتهامها هذا بأنها لا توفي متعاقديها مستحقاتهم المالية، الادعاء الأشد إيلاماً بالتحديد. وللتوضيح، فإن نات عملت قيمة لمسابقة الفنان الشاب للعام 2016، وحصلت على كافة مستحقاتها المالية والمعنوية مع نهاية تشرين الأول 2017، وبمجرد أن أنهت التزاماتها تجاه المؤسسة بعد إنجاز معرض المسابقة في قاعات الموزاييك في لندن في 2017، وتسليمها مقالة حول تجربتها كقيمة للمسابقة.
وكانت المؤسسة قد قامت، مجدداً، بالتعاقد مع مولر للقيام بتحرير القسم بالإنجليزية من كتالوج اليايا 2016، ودفعت لها بموجب ذلك العقد 90% من أتعابها مع نهاية العام 2017، أما الدفعة المتبقية فقد تم تحويلها في كانون الثاني من العام 2019، بعد إيفائها بالتزاماتها التعاقدية كافة. وتجدر الإشارة إلى إن المؤسسة احترمت بالكامل رؤيتها وخياراتها كمحررة للكتالوج دون أي تغيير، ولذلك عندما تم استكمال العمل على الجزء العربي من الكتالوج، كانت مولر في حلٍّ من أي التزامات تعاقدية مع المؤسسة، لذلك شعرت المؤسسة بعدم إزعاجها في عملية طباعة الكتالوج. ولقد أثار صدمتنا التخوف الذي أبدته السيدة مولر في تعليقها "إنني مرتعبة إن كان شيء من النص الذي كتبته أو النصوص التي كلفت الآخرين بكتابتها قد تم الإبقاء عليه"، مقوّضةً كل قيم المؤسسة بعدة ضربات متسرعة على مفاتيح حاسوبها، ودون أن تكون قد قرأت بعد الكتالوج الذي لا يزال في طريقه إليها عبر البريد.
وتجدر الإشارة إلى أن نات قد راجعت حساباتها المصرفية بالأمس، وتبين لها خطأ ادعائها، وأرسلت اعتذاراً خطياً عما ورد منها بشأن عدم تسديد المؤسسة لمستحقاتها المالية كافة، كما قامت بمحو ما كتبته من تعليق على منشور أملي جاسر.
نرجو أن يكون ما أوردناه في هذا البيان كافياً لتوضيح ودحض الشكاوى والادعاءات التي نشرت على الفيسبوك من قبل الفنانات الزميلات الثلاث، ويضع حداً لأي اتّهامات باللاكفاءة، أو التجاهل، أو اللامهنية من طرف المؤسسة. كما نأمل حينما تقرر أيٌّ منهن التنفيس عن غضبها للعموم تجاه المؤسسة، أن تفعل ذلك بقدر أعلى من الدقة والاحترام والمسؤولية.