تَسلل ستةٌ من طلبة كلية الفنون في جامعة النجاح الوطنية خلسةً إلى لوحة فنية تحمل بجوفها الخفي قضايا اجتماعية وثقافية غير ظاهرة للعلن أو مُغيبة، إذ ساقهم شغفهم الشبابي لترجمة تلك القضايا إلى مشاريع تميزهم وتوصلهم إلى التخرج بعد أن يتم إنتاجها ضمن السياق الاجتماعي، مستخدمين بذلك الفنون أداةَ بحثٍ وتعبير.
وفي سياق التعاون مع كلية الفنون لإنتاج المشاريع، نظمت مؤسسة عبد المحسن القطان، لقاءً افتراضياً عبر منصة "زووم"، لمناقشة المشاريع التي قدمها الطلبة الستة قبل تنفيذها ضمن مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية، الذي تنفذه المؤسسة بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC).
ويأتي اللقاء الذي نظمته "القطان" عبر "زووم"، بغية عرض المشاريع التي تشير في مضمونها إلى تبيان دور الفنان وعلاقته بالمجتمع، وإحداث حوار مجتمعي قائم على عرض حقائق ومعلومات بطرق نوعية فنية وبصرية، بجانب الوقوف عند مراحل إنتاج العمل الفني ودور الفنان في العملية البحثية.
وخلال اللقاء، تنقلت الطالبة مريم جبارين (أم الفحم) بين العامة بواسطة كرة القش التي ابتكرتها كأداة ترصد ردّات الفعل وتخلق حواراً مع الأفراد، إذ استخدمت تلك الكرة "الهشة" لعرض فحوى مشروعها، حيث الحديث عن حظر البناء في أراضي النقب الفلسطيني غير المعترف به مع التمييز العنصري.
وقامت جبارين المشاركة في المشروع، بعرض مضمون مشروعها على المشاركين بعد أن قامت بإجراء عملية بحث مطول لظروف البناء في منطقة النقب الصحراوي، مستندة بذلك إلى الإحصائيات التي تدلل على أن أراضي النقب تشكل ما نسبته 40% من مساحة فلسطين الكلية.
أما الطالب حسن صندوقة (القدس)، فقد تعمّق في عالمه الفني كي ينجز لوحات فنية تعبر عن مضمون مشروعه الذي يوضح مفهوم " الإباحية " كمحفز غير عادي لدى العقول البشرية، إذ إن شبكات الإنترنت وما ينشر عليها من مضامين (وفيديوهات وصور مواقع) قد سهلت عملية "الإباحية"، وقد أصبحت في متناول الجميع، ما تسبب هذا في ترك أثر نفسي وجسدي على من يشاهدها.
وقال صندوقة خلال عرضه للمشروع: "الفن هو متنفس، والأعمال الفنية التي أرسمها تعكس قضية مهمة، ومن خلال الرسم يسهل التعبير، والوصول إلى المجتمع".
أما الطالبة إيزيس محاجنة (أم الفحم) فقد تركت لدى المشاركين في المشروع سؤالاً قد تصعب الإجابة عنه في ظل وجود محتل إسرائيلي يفرض سيطرته على أرض الواقع، ومفاده "من أنا؟ وما هي هويتي؟!"، مسقطةً على مشروعها تجربتها الشخصية وما تشعر به من تناقض لكونها تحمل هوية زرقاء، وفي روحها قضية فلسطينية.
ومن أزمة الهوية، انتقلت الطالبة دعاء أبو علو (أم الفحم) إلى عالم آخر مرهون بسماع أصوات "خرخشات" وفوضى داخل كيس بلاستيكي، محاولة بذلك استخدام الكيس كأداة للتعبير عن تعلق الأطفال بمواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث يضعون أنفسهم داخل الكيس منعزلين عن العالم الذي يدور حولهم.
"أين ثوب جدتي؟" سؤال طرحته الطالبة أفنان عقاد (جت-المثلث) من خلال مشروعها في البحث عن ثوب جدتها المطرز الذي يرمز إلى الهوية الفلسطينية، معبرة من خلال فيديو قصير وعمل اسكتشات فنية عن تراجع ثقافة ارتداء الزي الفلسطيني في المجتمع.
وفي المشروع السادس والأخير، عبرت الطالبة ريم عموس (طولكرم) من خلاله عن تجربتها الشخصية في قطاع التعليم، حيث أوضحت من خلال طرح التساؤلات أن التعليم في فلسطين منحصر فقط داخل غرف صفية، ونتاجه الحصول على شهادات دون أن يكتسب الطالب خبرات إضافية.
*الصورة من لقاء تدريبي للمجموعة عقد في القطان في أيلول 2020