يأتي هذا المعرض تجسيداً لمشروع يهتم بالحيز العام/الفضاء، والفن والناس، واللغة والذاكرة، إنه تجسيد للاهتمام بالحياة كلحظة ممتدة يجتمع فيها حاضر يعرف ماضيه، ويستشرف مستقبله ويبتكره، إذن هو معرض وممارسة للفن كشكل من أشكال الرؤية والمعاينة، إنه "فن النظر"، كشكل من أشكال المعاينة والمعايشة معاً.
أنتج هذا المعرض ضمن مشروع الثقافة والفنون والمشاركة المجتمعية الذي ينفذه برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، في نعلين، بدعم مشارك من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، عبر عمليات بحث اجتماعي وحوارات فكرية ومعالجات فنية لإنتاج مضمون الأعمال الثقافي وشكلها الفني، وقد شارك في هذه العمليات فريق من شباب وفتيات البلدة.
للاطلاع على كتالوج المعرض: اضغط هنا
بنت وبسكليت
عائشة وأحمد وسجا
أنا عائشة
من معرض سقف البلد... س للرؤية/ نعلين
دراجة هوائية في مكب نفايات، قديمة مهترئة، عليها الكثير من الصدأ، هو الصدأ نفسه الذي أصاب أحلامنا، هنا رأيت قصتي، تلك القصة التي سردتها على الزملاء والزميلات، تلك القصة التي اتفقنا أنه يجب أن تحكى لكل الناس في بلدتنا وفي العالم.
كنت أركب الدراجة، كنت أحبها كثيراً، كنت صغيرة، وكانت دراجتي صغيرة، لكني كنت أدور بها شوارع الحارة، ومن حارتنا إلى الحارات الأخرى، أدور، أثير الغبار والصوت في الشوارع، ويتسع حلمي وخيالي مع كل جولة.
-----------------------
فراغ الحجر
أسيل وبراءة
من معرض سقف البلد .. س للرؤية/ نعلين
ربما دخلت المشروع عن طريق الصدفة، أو تلبية لضرورة ما، لم أكن أعرفها في ذلك الوقت، كل ما أذكره أنني كنت في الرابعة والعشرين من عمري، ولدي إحساس بأنه يجب أن أفعل شيئاً جديداً. سمعت عن مشروع بحث في قضايا حياتنا في المجتمع، ويعمل على تصوير هذه القضايا والتعبير عنها بأشكال مختلفة، ليضعها تحت الضوء. وأثناء العمل في المشروع، تعرفنا على العديد من القضايا، واقترحنا أن نبحث فيها، وكنا كما لو أننا نراها للمرة الأولى، وكذلك تعرفنا على أناس جدد، لأول مرة نتعامل معهم، كان المشروع عملياً وممتعاً جداً "تجربة حلوة". وعندما خرجنا نسير في البلدة لإيجاد المسار الذي سنعرضه في المشروع، مررنا بأمكنة، وكانت معنا شابة تحكي عن الألعاب التي كانوا يلعبونها أيام الطفولة، ألعاب قديمة (الكال، الحجلة، الحبل ...).
كانت تلعب بالحجارة، وكنا نرى الحجارة، ولكننا لا نرى من يلعب بها، بقيت الحجارة وغاب اللاعبون. وفي أماكن أخرى كان يحكى عن بيوت وأناس كانوا هنا، ولكن البيوت هدمت، والناس غابوا، ولم يبقَ إلا بعض الفراغ، وبين هذه الفراغات وبين ركام السيارات المقطعة والنفايات المبعثرة، شاهدنا الفجوة بين الفراغ الممتلئ بالقصص، والامتلاء المزدحم بالخراب، من هنا تولَّد السؤال؛ سؤال البحث وسؤال المشروع، سؤال اللعب، كيف كنتم تلعبون؟ هذا السؤال الذي توجهنا به إلى الناس عامة، وكبار السن خاصة، نسأل لنعرف الحياة عبر شكل اللعب فيها، وبين مفارقات الزمن (الذي مضى والذي يأتي)، ومفارقات الواقع (ما بقي وما غاب)، ومفارقات الفيزياء (الفراغ والامتلاء) تولّد هذا العمل، فراغ الحجر.
---------------------
تحت الشطب
براءة
من معرض سقف البلد... س للرؤية/ نعلين
سيارات غير قانونية تجوب الشوارع، 80% من السيارات مشطوبة، يقودها في الغالب أطفال دون السن القانونية، دون رخص قيادة، حوادث، مشاكل، السيارات المشطوبة لا تملأ الشوارع فحسب، بل تملأ الجو بالضجيج والدخان وموسيقى مشطوبة، ليس ذلك فقط، السيارات المشطوبة هي الغلاف الخاص بالبلد، تملأ الحقول والجبال والأودية، تحل محل الغلاف النباتي، غلاف جديد اسمه السيارات المشطوبة، هو الغلاف الرابع لبلدة نعلين، من هنا بدأت الفكرة.
فكرة استعادة المشهد والشارع والغلاف، تمت زيارة بعض هذه الأماكن وسؤال أصحابها عن هذا العمل، وبماذا تستخدم، وكيفية الحصول عليها. وتم عمل وثيقة "قانونية" تعارض اقتناء السيارات المشطوبة، وقمنا بالنزول إلى الشارع العام في البلدة، وطرحنا سؤالاً على الناس: هل أنت مع أو ضد؟ ولماذا؟
-----------------------
سجا/ طريق الصدى
باص وقصص
قد يكون من الغريب أن تكتب قصة عن قطعة حديدية كبيرة متروكة على بقعة من الأرض لتعبر عليها، أيام الحياة وفصولها. قطعة أصبحت بلا نفع ولا استخدام، تتوق غرابة الآخر حين تعرف أن هذه القطعة كانت في يوم ما تملك محركاً وعجلات، فيها عدد من الكراسي يتسع للمسافرين من القرى التسع. إذن، هي قطعة معدنية يأكل الصدأ وجودها، لكنها القطعة التي كانت في يوم ما باصاً، باص مكتوب عليه شركة باصات نعلين والقرى التسع.
كان اللقاء مع الباص صدفة لم أتوقعها، فبينما كنا نمشي في نعلين ونجوب أطرافها بمهمة البحث عما يمكن أن يعرض الحياة في نعلين، وصلنا إلى مشطب للسيارات غير القانونية، كميات هائلة من الحديد والقطع، أشلاء السيارات وماكينات وباص قديم ... هناك التقينا بالعم "سند" صاحب المشطبة، وبدأ يتجول معنا في المكان ويحكي القصص، نتجول وعيوننا على ما كان "باصاً"، كأننا نحدس أن الباص قصة مختلفة.