التعليم .. قراءة في ما يرسخ وما يذهب هباء

الرئيسية التعليم .. قراءة في ما يرسخ وما يذهب هباء

دينا أبو دية*

مساق أدب الأطفال: قراءة من منظورات أخرى الذي يستهدف 70 معلما ومعلمة ما قبل الخدمة بتنظيم برنامج البحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطَّان، بالشراكة مع مركز التعليم المستمر/جامعة بيرزيت، و"فاينانس فور جوبز".

 

كان العام 2020 عاماً فارقاً على مستوى العالم أجمع، وله آثار عميقة وفيصلية، أهمها جائحة (كوفيد 19)، التي أصابت الحركة العالمية بمختلف مجالاتها بالشلل والعجز، وكان للتعليم نصيب من التغيير بما يتناسب مع الوضع العالمي الجديد.

 

يقول أنورادا جوفيند مدير مدرسة جي إم الدولية في نيودلهي: "يجب أن يتمتع التصميم المستدام لمدرسة القرن الحادي والعشرين في الغالب بصيغة التعلم مدى الحياة لطرق التدريس التي أصبحت حتمية لتحقيق النجاح اليوم.  يضع اقتصادنا سريع الانجراف قيمة عالية على التحفيز الذاتي والابتكار والقدرة على اكتساب مهارات جديدة وتقييم الأفكار الجديدة.  لحسن الحظ، هذا التمكين فطري لجميع البشر.  إنه موجود في كل طفل.  علينا ببساطة أن نتوقف عن تثبيطها أو سحقها وتعليم أطفالنا ليخرجوا فائزين في اختبار الحياة".

 

سأنظر في هذه المقالة في التعليم من كونه مجالاً عملياً، وسأنظر بعين ترى النصف المملوء من الكأس؛ وسأبدأ من افتراض أعتقد به وهو أن التعليم بعد هذه الأزمة ومفاعيلها سوف يتغير بشكل كبير، وأفترض أنه سيسير نحو الأفضل، فنحن الآن نمر بتجربة نادرة سيتم توثيقها تاريخياً كنقطة تحول فارقة، وسيتم مشاركتها مع الأجيال القادمة، كما تشاركنا مع الأجيال السابقة الأزمات والثورات السابقة كالثورة الصناعية، وكيف أحدثت تحولاً في العالم منذ أواسط القرن الثامن عشر، وكما نتشارك مع الجيل الحالي ثورة المعلومات والعالم الافتراضي وما نتج عنها الآن من فضاءات وأبحاث وتجارب.

 

وإن كنت كمعلم تعتقد أن كل شيء سيعود إلى ما كان عليه، فأنت تعيش في حلم غير متصل بالواقع، فمن غير المعقول أن نخرج من هذه الأزمة بدون أن نتعلم ونتفكر مليّاً بممارساتنا الحالية.

 

عندما بدأت بكتابة هذه المقالة كان يدور برأسي مجموعة من التساؤلات المحورية: ماذا يبقى فينا (في الرأس والجسد) بعد التخرج من الثانوية العامة عدا القراءة والكتابة والعمليات الرياضية الأساسية؟ أو بعبارة أخرى ماذا تبقى في الوعاء؟ وهذا ما سأعمل على البحث فيه في هذه المقالة.  أما السؤال الآخر الذي فكرت فيه، فهو: ماذا نريد من مؤسسات التعليم؟ ومن هو معلم المستقبل؟ وما هي ملامح طالب المستقبل؟ ماذا يحمل المستقبل للمدارس؟ وكيف سيكون شكل منظومة التعليم الكلية؟ وستكون هذه الأسئلة محوراً لمقالة قادمة حول التعليم فيما بعد الأزمة؛ المنظومة التعليمية بعد الأزمة: تحولات وتصورات.

 

كل هذه الأسئلة وأكثر كانت تطفو على تفكيري، وسأحاول من خلال هذه الكتابة المتواضعة أن أبني "رؤية أو حلماً" ربما يكون صعب المنال، ولكن أقول لعله يأتي يوم ويتحقق، وسأحاول أن أسدد وأقارب ولا أحلق بعيداً في حلمي ... فكلي إيمان أن لا شيء مستحيل، وأن كل موجود في هذا العالم من مخترعات وابتكارات وإبداعات بدأت بحلم ثم فكرة بسيطة ومحاولات عديدة حتى نجحت، ولنا في أديسون وعباس بن فرناس خير مثال.

 

التعليم وثنائية الهباء والبقاء

في البحث حول ماذا يبقى فينا من التعليم المدرسي بعد التخرج، أجريت مقابلات صوتية عبر تقنية (الواتس آب) مع مجموعة من الأصدقاء، وراعيت التدرج في الأعمار، فمنهم المتخرج حديثاً، ومنهم منذ عهد ليس ببعيد، ومنهم من مضى على تخرجه عقود، وقد كانت صيغة السؤال كالتالي: بعد أن أنهيت مرحلة الثانوية العامة، هل بإمكانك أن تذكر الأشياء التي بقيت عالقة بذهنك من المدرسة خلال اثني عشر عاماً (معارف ومعلومات من جميع المواد الدراسية التي تلقيتها – ذكريات – مواقف)؟

 

وسأجعل إجابات المشاركين جزءاً عضوياً من المقالة، فـ"بيسان قويدر (18 عاماً) التي أنهت الثانوية العامة مؤخراً خلال العام الدراسي السابق، تقول: لقد تسببت لي سنة توجيهي بعقدة نفسية في حياتي، ولن أستطيع التخلص منها بقدر الضغط النفسي والعصبي من الأهل والمجتمع.  وتصف تلك السنة بأنها "مجرد حشو للمعلومات كنت أحاول حفظها لأحصل على الامتياز".  ووصفت هذه السنة بالقصة المأساوية، وتحدثت أيضاً عن السنوات السابقة للتوجيهي بأنها كانت ذات أهمية، وكونت لها كياناً مستقلاً من خلال التفاعل الاجتماعي مع الزميلات، والاستفادة العلمية من بعض المواد الدراسية".

 

ونظراً لما تولده هذه المرحلة من ضغوط نفسية وعصبية قد تؤثر على الطالب على مدى سنوات عمره المستقبلية كحالات الخوف اللامبرر والاكتئاب عند الإقدام على أي مرحلة انتقالية، فالطالب بحاجة إلى الإرشاد العام، ودعم الثقة بالنفس، وتقبل الذات الاجتماعية، والحد من الضغوط العصبية التي يعيشها طلاب الثانوية العامة، فهي تشكل مرحلة قاسية لا تندمل آثارها بسهولة.

 

أما الطالبة آية عناية (18 عاماً): "بدأت حياتي التعليمية في مدرسة خاصة احتوت على أماكن رائعة تساعد على التعلم، ومختبرات مجهزة، عدا عن مراعاة أحوال الطلبة النفسية وقدراتهم الخاصة، وعندما كبرت انتقلت إلى مدرسة عادية تفاجأت بالعدد المهول في الصف (50 طالباً)، وقلة مراعاة الفروق الفردية بسبب هذا العدد، عدا عن النمطية في طرائق التدريس والمنهاج الذي لا ينمي القدرات والمهارات اللازمة للحياة".

 

وهنا علينا أن نمعن النظر في نوعية التعليم المقدم، وكذلك إعادة النظر في إعداد وتأهيل المعلمين لما يلعبه المعلم من دور أساسي في العملية التربوية برمتها، والبحث في إمكانيات تطوير عملية (إنشاء المعلم)، عدا عن ذلك الحد من تكديس الطلبة في الفصول، وتكديس المحتوى، ما يعيق الوصول إلى الأهداف المنشودة.

 

تقول المعلمة نجلاء بخيت التي أنهت الثانوية العامة منذ سنوات طويلة: "كانت المرحلة الإعدادية هي أجمل المراحل، حيث الصديقات والرحلات المدرسية الممتعة، ومن أكثر ما علق بذاكرتها عندما كانت المعلمة تطلب من الأطفال أن يدفئوا يديها بأيديهم في الشتاء، فقد كانت تشعر بالفرحة لقربها من المعلمة، وذكرت بسعادة الأدوار التي كانت تتدرب عليها لتؤديها في اليوم التالي لتمثيل الدروس.  أما عن المناهج، فتقول: بقي القليل ... القليل، ولكن درسنا الكثير مما لا نحتاجه في حياتنا العملية، كما كانت الامتحانات تشكل كابوساً مزعجاً لها.  أما المعلمة إيمان مقداد، فتقول: ما زلت أذكر معلمة الرياضة، وما زلت أذكر العقاب بخرطوم المعلم، والتمييز بين الطالبات على أساس المستوى التحصيلي.

 

وهنا تعود ذاكرتنا إلى الماضي، ونتذكر معلمينا، فسنجد أنه لم يعلق في الذاكرة إلا صنفين (المعلم المربي بالحب، والمعلم المُعَنّف) ونتساءل: كيف يقدم المعلم الاحتواء والدعم لطلابه؟ وكيف يؤدبهم بلا عنف أو عقاب؟ كيف أكون معلماً ليس ملقناً؟ كيف أوجه طلابي وكيف أراهم؟

 

كيف احتوي قلوب الطلاب قبل عقولهم؟ وكيف أجعل الطلبة أكثر انخراطاً في طريقة تعلمهم، ما يسهم في تحسين مستقبلهم العلمي والمهني وحياتهم بشكل عام؟

 

تقول السيدة حنان مطر وهي خريجة تكنولوجيا معلومات: "من أكثر الحصص التي كنت أتشوق إليها اللغة العبرية، فقد كان طموحي أن أكون مترجمة عبري، كما أذكر صديقات الطفولة ومغامراتنا البريئة، وحصص الموسيقى والإذاعة المدرسية وصوتي الجميل وأنا أغني (أخي جاوز الظالمون المدى) والقصائد والأشعار الهادفة، كما ما زلت أذكر مسابقات حفظ القرآن.

 

وكانت حصص التدبير والأشغال من أكثر الحصص التي ترغبها السيدة نسرين لبد، وهي خريجة تحاليل طبية، حيث تقول إنها الحصص التي كانت تساعد في تفريغ الطاقات، وكذلك الرحلات، وصورنا مع المعلمات.  ومما علق في ذاكرتي بعض المعلومات في الكيمياء التي ساهم في ترسيخها طريقة المعلمة في الشرح، واصطحابها لنا لمختبر العلوم لإجراء التجارب العلمية.

 

رولا عيد وهي خريجة تحاليل طبية: كنت أحب العلوم كثيراً، لأن معلمتي كانت رائعة، وكانت تأخذنا جولات خارج المدرسة، وما زال عالقاً برأسي فيديو شاهدناه معها حول الكواكب، فالمعلم حسب رأيها هو عامل مهم لبقاء أثر العلم.

 

ولأنه من غير الممكن تعليم التلاميذ إلا الشيء اليسير مما يحتويه أي علم، لذلك تبرز هنا أهمية تحديد الأولويات في محتوى هذا العلم التي ينبغي تحويلها إلى محتوى تعليمي، ولا يتعلق الأمر هنا باختيار مواضيع محددة أو حذف أخرى، وإنما اختيار عناصر المحتوى التي تحقق المتطلبات المختلفة بما يتوافق مع الأهداف التربوية، وتخطيط المحتوى التعليمي كوسيلة لتطوير شخصية الطالب من جميع الجوانب، مع مراعاة تنويع أنشطة الطلبة بما يحقق وحدة النظرية والتطبيق والتعليم والتعلم والبحث، عدا عن تحقيق التوازن بين كثافة الأنشطة التعليمية، وإفساح المجال للعمل العلمي المستقل والنشاط الإبداعي للطلبة.

 

أما أماني حنون وهي خريجة تربية رياضيات، فتقول: أتذكر جيداً الأساسيات العامة لكل مادة، ولا أتذكر التفاصيل وقد فضلت دخول قسم الرياضيات لميولي الرياضية منذ كنت صغيرة.

 

وتقول المعلمة فلسطين أبو مسلم: أحببت الرياضيات، والهندسة تحديداً، وكنت أهتم بها كثيراً بسبب كلمة من معلمة أشادت فيها بقدراتي، وعلى النقيض كرهت مادة اللغة الإنجليزية بسبب سوء التعزيز رغم استحقاقي لتعزيز أفضل.

 

ولنا أن نطرح تساؤل كيف يمكن أن تؤثر المدرسة في تشكيل شخصية الطالب وميوله واهتماماته وصقلها؟ ومتى سننظر إلى الطالب كإنسان له توجهات وقدرات قابلة للتطور وليس (كدرجة رقمية)؟

 

من خلال ما سبق، كان هناك إجماع على أن الأنشطة اللاصفية هي التي بقيت عالقة في الأذهان مع بعض المعارف والمعلومات التي اتسمت بأنها بقيت في الذاكرة بسبب طريقة التدريس أو محبة المعلم الذي كان يدرس المادة، وكان هناك إجماع أن الكثير مما تلقوه من المنهاج مجرد حشو لم يرقَ لمرتبة التطبيق الذي يساعد على بقاء الأثر.

 

وعلى الرغم ما يحدث من تغيرات أو تعديلات على المناهج، فإنها لا تزال قاصرة في تحفيز التفكير والنقد وتعاني من الحشو، فتغيير الوزارة ليس الأمثل، والمناهج الجديدة لم تتضمن تغييراً حقيقياً، نحو تعليم يعزز الانفتاح والتفكير النقدي الخلاق، وما زال الكتاب في الصف هو سيد الموقف، وهدف المعلم الذي يؤرقه هو إنهاء المنهج حسب الخطط الزمنية الموضوعة مسبقاً وبنظام محدد لا يسمح للمعلم بحرية التنقل بين حدود المناهج بحرية، بهدف الربط بين المواضيع المشتركة.

 

في سياق موازٍ استحضر قصة تجربة هذا التساؤل، دعاني لتذكر موقف تعلميّ عندما كنت معلمة لأطفال المرحلة الدنيا، سأسرد تفاصيله هنا ... .

مساق أدب الأطفال: قراءة من منظورات أخرى الذي يستهدف 70 معلما ومعلمة ما قبل الخدمة
 

قبل حوالي ثلاث سنوات، شاركت مع طلابي في مهرجان أيام العلوم السنوي، وكان حول السيادة الغذائية، وكان موضوعنا بشكل خاص عن الزحف العمراني على الأراضي الزراعية، وقد مررنا برحلة تعلمية متسلسلة ومشوقة وهادفة كانت إحدى محطاتها "رحلة إلى أحد كروم العنب في قطاع غزة".

 

كنت قبل هذه الرحلة قد وضعت في أجندتي مجموعة من فرص التعلم التي أعتقد أنها ستكون ثرية عند زيارتنا للكرم، ولكن عندما دخلنا الكرم فوجئنا بأنه يكاد يخلو من العنب لانتهاء موسم العنب، فتبادر إلى ذهني أن الرحلة لن تؤتي ثمارها كما يجب، لكن سرعان ما تبدد هذا الخاطر عندما انطلق الأطفال داخل الكرم، فقلت في نفسي سأخوض الرحلة إلى النهاية، ولا بأس من التجربة.

 

انطلق الأطفال بشكل عفوي نحو الأشجار بشكل ذكرني بمدى ارتباط الإنسان بالأرض، وحبه للطبيعة، وعندها بدأ صاحب الكرم يشرح لهم عن الكرم ومحتوياته، وكنت أنتهز الفرصة أثناء حديثه لإثارة تساؤلات بهدف أن يكون مصدراً موجهاً للمعلومات، فكانت تساؤلات علمية وعملية وقيمية، وكان يجيب والطلاب أعينهم معلقة به حباً في المعرفة.

 

تحدث المزارع عن أنواع العنب التي تتم زراعتها، وعن ألوانه، وكان يتجول معهم ليريهم بعض الأنواع التي تبقى منها القليل على الشجر، ويدعوهم إلى تذوقها، ثم شرح لهم عن كيفية زراعة العنب وموعد الغرس واحتياجات النمو، وشعر الطلاب حينها بمدى المجهود والوقت الذي يبذل من أجل زراعة هذه النبتة الغنية.  جلس الأطفال على الأرض لتفحص التربة ومكوناتها، وبدأوا بفرز هذه المكونات إلى مكونات حية مثل الحلزون والنمل والديدان وأوراق الشجر الساقطة، ومكونات غير حية مثل الماء والتراب والحجارة، وأشار لهم المزارع إلى أن زراعة العنب لا تتم باستخدام البذور كما كانوا يعتقدون، إنما باستخدام أحد عروق الشجرة المحتوية على عُقَل باتجاه معيَّن للأعلى على عمق مترين للوصول إلى الطبقة الطينية القريبة من المياه، وقد تعجب الأطفال من وجود مياه تحت الأرض رغم أنهم قد تعلموا ذلك مسبقاً في المدرسة، لكن -للأسف- الجانب العملي مفقود، فقد كانت إحدى فرص التعلم المهمة أيضاً.

 

أحب الأطفال تجربة زراعة العنب، وبدأوا بمحاكاة زراعة أحد عروق العنب، وكنت أراقب عن كثب مناقشتهم عن العمق واتجاه العرق وقاموا بربطه في المعرش بخيط ثم سقايته بالماء، كنت أراقبهم وأسأل نفسي هل نحن نعلم الطلاب التعاون وعمل الفريق في مدارسنا بالشكل الصحيح؟!

 

وقفوا عند انتهائهم حول العرق الذي زرعوه، ونظروا إلى المزارع، وقالوا له سنأتي العام القادم لنأكل من هذه الشجرة.

 

لقد صدَّق الأطفال تجربتهم وتركت أثراً في نفوسهم وعقولهم، لقد كانت تجربة ثرية بالنسبة لهم، وشكلت فرصة تعلم لم تكن لتوفرها لهم المعلمة في الصف، وكما ذكرت سابقاً أنه كان ضمن التساؤلات جانب قيمي مهم يتمثل في سؤالي لصاحب الكرم: "هل نعطيك بيتاً كبيراً ومالاً كثيراً وتعطينا هذه الأرض لنبني عليها مباني؟" فأجاب بلا تردد: ولا كل مال الدنيا بيعوض الأرض".

 

وعندها بدأ يحدثهم عن أهمية الأرض للإنسان وعن أراضي العنب التي كانت في منطقة تل الهوا، والتي تم تجريفها واستبدال الكروم بالعمران وحدثهم عن خطورة هذا الأمر على المنتج الوطني.

 

وما هي إلا دقائق وحضرت زوجة صاحب الكرم، ورحبت بنا، وبدأت تحدث الأطفال عن منتجات العنب التي يقومون بصناعتها، وعن آلية تصنيعها مثل الدبس، والعنبية، والملبن، والعصير، والخل.

 

وتجول الأطفال في الكرم لالتقاط ما تبقى من العنب، ولحسن الحظ كانت بعض القطوف قد جفت فتحولت إلى زبيب بفعل حرارة الشمس، وكانت فرصة للتعرف بشكل مباشر على العنب المجفف (الزبيب) وفوائده.

 

اصطحبنا في رحلتنا هذه أحد الرسامين ليكون له تصور واضح لمساعدة الطلاب في إخراج ما طبع في عقولهم من هذه الرحلة بصورة فنية، كما طلبت منهم أن يكتبوا انطباعاتهم عن الرحلة وما تعلموه منها.

 

لقد كانت رحلة غنية بكل المقاييس مليئة بفرص التعلم، وكان الأطفال سعداء للغاية لأن التعلم هنا شكل لهم معنى في نفوسهم وعقولهم لا أعتقد أنه سيمحى من ذاكرتهم على مر الزمان.

 

على الرغم من مرور الكثير من الوقت على تلك الحكاية، فإنني أسترجعها باستمرار وأشاهد صورها.

 

نائب مدير مدرسة - غزة*